أخبار تونس - تم صباح يوم الثلاثاء 10 نوفمبر بمدينة الحمامات افتتاح أشغال المؤتمر الدولي السابع للدراسات الفينيقية والبونية تحت عنوان “الحياة والدين والموت في العالم الفينيقي والبوني” والذي سيمتد إلى غاية 14 نوفمبر. ويشرف على تنظيمه المعهد الوطني للتراث بمشاركة الوكالة الوطنية لإحياء التراث والتنمية الثقافية: من خلال وحدة البحث: قرطاج البونية وانتشار ثقافتها و ذلك تحت إشراف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. وقد حضر الإفتتاح السادة: أحمد الفرجاوي مدير المؤتمر و فتحي البجاوي المدير العام للمعهد الوطني للتراث و محمد حسين فنطر رئيس كرسي بن علي لحوار الحضارات والذي يترأس المؤتمر وأبو بكر بن فرج عن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث... وثلة من الباحثين والأساتذة من البلدان العربية والغربية (تونس والمغرب والجزائر واليونان ولبنان وليبيا وهولندا وقبرص واليابان والولايات المتحدةالأمريكيةوإسبانيا وإيطاليا...) وعدد من الإعلاميين. وفي كلمة توجه بها السيد محمد حسين فنظر رئيس المؤتمر أكد على أهمية مثل هذه اللقاءات الثقافية العلمية في مد جسور التواصل بين مختلف الشعوب التي تربطها حضارة عريقة تمتد على آلاف السنين فالحضارة الفنيقية والبونية نموذج يعكس الصلات العميقة التي تربط بلدان المتوسظ وعدة أقطاب أخرى تشترك في الانتماء لمختلف هذه العهود التاريخية بمختلف رواسبها وروابطها الثقافية التاريخية السياسية. وقد بين محمد حسين فنظر في كلمته أن تونس هي أرض اللقاء والتواصل والحوار بين مختلف الشعوب وهي أيضا مجال حوار الحضارات والثقافات على مدى السنين كما تعتبر مجال تأسيس للقيم الإنسانية النبيلة من تسامح وإعتدال. أما السيد أحمد الفرجاوي فقد أشار إلى أن هذا المؤتمر هو مناسبة للتواصل بين مختلف الباحثين المشاركين لتبادل الخبرات والدراسات القيمة في مجال علم الآثار والحفريات والتاريخ القديم. وهي أيضا فرصة نادرة وثمينة تمكن من معرفة تاريخ حضارة الألف سنة الأولى قبل الميلاد وبقراءة باحثين وأساتذة من أقطاب عديدة. أما السيد أبو بكر بن فرج ممثلا عن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث فأكد أن مجهود وزارة الثقافة والمحافظة على الثراث في مجال حفظ التراث وصيانته مجهود ضخم وهي تدعم كل الأنشطة التي تقام في هذا الإطار وذلك بحرص وعناية رئاسية متواصلة من طرف سيادة الرئيس زين العابدين بن علي. ويأتي إختيار هذا الموضوع في إطار البحث عن سبل فريدة لقراءة التاريخ بعيون معاصرة وتناول قضايا إنسانية تتصل بالدين ومفهوم الحياة والموت في العالم الفنيقي والبوني وما يشمل ذلك من تناول علمي دقيق لمختلف عادات وديانات وثقافات هذه الشعوب في تلك العهود. وقد أثبتت النتائج الأخيرة في مجال الحفريات وعلم الآثار في عدة أماكن مثل قرطاج وكركوان ولبنان ومالطة وصقلية وإسبانيا والبرتغال أن تعهد هذه المواقع بالبحث والدراسات المستمرة من شأنه أن يحفظ تراث هذه البلدان ويعرف به بل إنه يجب أن يمثل أحد أبرز المشاغل في البحوث العلمية والتاريخية في بلدان البحر الأبيض المتوسط. وقد قدم ثلة من الباحثين مجموعة من المداخلات على غرار “تاريخ تأسيس مدينة سور” والتي قدمتها السيدة مها الخليل شلبي الكاتبة العامة للجمعية العالمية لصيانة مدينة تير ومحاضرة حول “طريق الفنيقيين ” La Route des Phéniciens» قدمها الباحث الإيطالي أنطونيو بارون”. وقد إنتظمت مجموعة من الجلسات العلمية ترأسها نخبة من أبرز الأساتذة الجامعيين على غرار السيد جون إيف مونشمبار Jean-Yves Monchambert وهو أستاذ بجامعة باريس 4 بالسربون والسيد كارلوس قنزالسCarlos Gonzalez أستاذ ورئيس مركز الدراسات الفينيقية والبونية بمدريد وتترأس الجلسة الثالثة الأستاذة الإيطالية روسلا جيقليو Rossella Giglio والأستاذ الفرنسي بيار بوردروي عن مركز البحوث الوطنية “CNRS” بباريس وتتمحور مختلف الجلسات حول الشواهد /Epigraphie/ والدين والأدب في هذه العهود وتختتم اليوم بعرض لشريط وثائقي حول القائد القرطاجني حنبعل. وفي أفق أشغال المؤتمر مجموعة من الورقات العلمية الهامة التي سيقع طرحها في مختلف الجلسات القادمة والتي ستتواصل إلى غاية يوم 14 نوفمبر 2009 وستكون مشفوعة بمعرض وثائقي عن مواقع و قطع أثرية و معرض للفنون التشكيلية مستلهم من التاريخ يجسد قطع أثرية و حلي قديم ومخطوطات مرتبطة بالعهد الفينيقي والبوني و عرض شريط وثائقي لتختتم بزيارة لمواقع أثرية بكل من قرطاج و مدينة تونس العتيقة وكركوان. وفي تصريح ل “أخبار تونس” أكد السيد أحمد الفرجاوي مدير المؤتمر “أن هذا اللقاء يندرج ضمن إهتمامات المعهد الوطني للمحافظة على التراث بمواضيع الساعة الراهنة والتي ترتبط بالدين وأهميته في العلاقات الدولية إخترنا أن ندرسه لنتعرف على تجارب الإنسانية قديما ومدى تفاعلها مع مفهوم الحياة والموت ومدى تغلغلها قديما وحديثا سيتم في هذا المؤتمر إثارة جوانب مختلفة متعلقة بحياة الفنيقيين ومختلف الحضارات التي تواصلوا معها وعاشوا معها وتأثروا بها وأثروا فيها والهدف من هذا المؤتمر هو إدراك عمق الحضارة المتوسطية وإبراز مكانة تونس في صياغة وإثراء المتوسط قديما إذ أن تراثنا لا ينحصر في الحدود التونسية بل يتجاوزها ليشمل البحر الأبيض المتوسط وهناك من الباحثين وفي عدة ورقات من سيتناول ذلك كما سيحتفلون بقرطاج لا كموقع أثري فحسب بل قرطاجالمدينة العاصمة الإمبراطورية ثم أصولها الفينيقية والبونية وعلاقتها بشعوب المتوسط. التاريخ الفينيقي هو جزء من تاريخ صقلية وجنوب إسبانيا والبرتغال هناك عهود وفترات تاريخية مشتركة تتقاسمها تونس مع هذه البلدان فلتونس في المتوسط مكانتها الهامة في التاريخ والثقافة”.