أخبار تونس تم يوم الاثنين 14 ديسمبر عقد ندوة صحفية بمركز الصحافة الدولية، استعرض فيها كل من السيدان بوبكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية وعبد الرءوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث حيثيات الاحتفال بمائوية العلامة محمد الفاضل بن عاشور. وأكد السيد بوبكر الأخزوري في كلمة توجه بها للحضور أن إحياء مائوية ميلاد محمد الفاضل بن عاشور يتم بإذن من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي، وتندرج هذه التظاهرة في إطار التوجه الذي دأبت عليه تونس العهد الجديد والمتمثل في تكريم الرموز والاعلام الذين ساهموا في نحت شخصية تونس الثقافية وصيانة هويتها الحضارية. وتم تسليط الضوء على مختلف الفعاليات التي ستقام بمناسبة المائوية والتي تتمثل أساسا في إقامة معرض بالمكتبة الوطنية يفتتح يوم غد الثلاثاء 15 ديسمبر، بحضور مجموعة من رجال الفكر والثقافة وعائلة الفقيد وذلك بفضاء بهو المكتبة الوطنية. كما صدر بمناسبة الاحتفال بمائوية محمد الفاضل بن عاشورعن وزارة الشؤون الدينية كتاب بعنوان ” الشيخ محمد الفاضل بن عاشور ومسيرة التحرير والتنوير”. وسيتم بالتعاون بين وزارة الشؤون الدينية ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث تنظيم ندوة دولية تحت عنوان” الشيخ محمد الفاضل بن عاشور وقضايا تجديد الفكر الديني وتحديث المجتمعات الإسلامية” وذلك أيام 15 و16 و17 ديسمبر. وسيشارك في فعاليات هذه الندوة نخبة من المفكرين من تونس ومن العالم العربي خاصة ممن عاصروه ونذكر من بينهم: ابنه الأستاذ رافع بن عاشور والأستاذة منجية السوايحي والتي ستقدم مداخلة حول العلوم الشرعية والحكمية عند الشيخ، الأستاذ عمار الطالبي من الجزائر والذي سيقدم ورقة عن المفكر باعتباره مؤرخا للأفكار والأستاذ صالح الطيب محسن من ليبيا والذي سيتناول أسس تجديد الفكر الديني وتحديث المجتمع الإسلامي عند الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في كتابه روح الحضارة الإسلامية، إلى جانب مداخلات من مصر والمغرب وموريطانيا. وقد أفاد السيد بو بكر الأخزوري أن ابن عاشور هو علامة مضيئة في الفكر التونسي ومن الضروري تجذير إسمه في الذاكرة الشعبية التونسية ولاسيما عند الناشئة الشبان. أما السيد عبد الرؤوف الباسطي فقد أكد أن الاحتفاء بهذا المبدع يتنزل في إطار سنة مليئة بالأحداث الثقافية المميزة والتي تقر باهتمام تونسبرواد الفكر فيها وإحياء تراثها وثقافتها، من ذلك مثلا الاحتفال بمائوية أبي القاسم الشابي ومائوية الدوعاجي والإحتفاء بالقيروان كعاصمة للثقافة الإسلامية... وأكد في كلمة توجه بها للحضور أن الرئيس زين العابدين بن علي ما فتىء يولي رواد الفكر الإصلاحي أهمية كبرى وقد سخّر لذلك كل السبل للتعريف بإنتاجهم. وأكد السيد الوزير أن العلامة يظل علما من أعلام الفكر يمتلك أكثر من لسان، إذ هو نهل من كل المعارف الإنسانية من علوم شرعية وفلسفة وفنون وأدب. وسيتم بالتنسيق مع وسائل الإعلام التعريف بمختلف الفعاليات، وستقوم الإذاعة الثقافية في هذا السياق ببث كل المحاضرات والمداخلات للمحتفى به وفكره المستنير. وقد أشار وزير الثقافة إلى أن الاحتفاء بمائوية هذا المفكر ستتزامن مع بداية نشر كتاب “الحركة الأدبية والفكرية في تونس” والذي كانت قد أصدرته بيت الحكمة ويعاد اليوم نشره كفاتحة لنشر الأعمال الكاملة للعلامة، وسيشرف على مراجعة هذا الكتاب ووضع فهرسه محمد المختار العبيدي والكتاب بصدد الترجمة إلى اللغة الفرنسية والأنقليزية. وأكد أن أهمية مثل هذه الكتب تظل قائمة للتعريف بالجوانب المتنوعة لشخصية الفقيد الذي كان له نشاط فكري وأدبي واجتماعي وديني ونقابي على على المستوى المحلي والعربي، بل أيضا في العالم الغربي... وجدير بالذكر أن العلامة الفاضل بن عاشور (1909-1970) يعد من أبرز رموز إصلاح النصف الاول من القرن العشرين والعقدين الأولين من نصفه الثاني وساهم في وضع صرح الفكر الإصلاحي الحديث في تونس ومنها إلى العالم العربي، وهو لم يهتم بالقضايا الدينية فحسب، بل عرف بكثافة نشاطه السياسي والنقابي من خلال معاضدته للزعيم فرحات حشاد في تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل، كما نشط أيضا في رحاب الجمعية الخلدونية وجمعية طلبة شمال افريقيا المسلمين...