أخبار تونس كان لمبادرة الرئيس زين العابدين بن علي في مجال التضامن صدى طيبا على المستوى العالمي خاصة بعد أن تبنت الأممالمتحدة مؤخرا قرار إحداث صندوق عالمي للتضامن على إثر مبادرة من تونس. وقد نالت هذه المبادرة استحسان عدد هام من البلدان التي نوهت بدور التجربة التضامنية التونسية في إرساء مجتمع يسوده التكافل بين مختلف أفراده، وفي هذا الإطار زار يوم أمس الخميس 24 ديسمبر وفد صيني تقوده السيدة لين وانغبينغ المديرة العامة لمديرية الثروات البشرية والضمان الاجتماعي بحكومة مقاطعة وانغ دونغ جنوب الصين رفقة سفيرة الصين بتونس، مقر صندوق التضامن الوطني بتونس. والتقى الوفد السيد عمر بن محمود كاتب الدولة المكلف بصندوق 26-26 والذي تولى تقديم تجربة تونس التضامنية من خلال التعريف بالصندوق ومختلف تدخلاته منذ إحداثه وحتى سنة 2009. وكان اللقاء مناسبة بين فيها السيد عمر بن محمود أن الصندوق أحدث بقرار من رئيس الجمهورية سنة 1992 لغاية تحسين ظروف عيش المواطنين والمساهمة في ضمان تنمية متوازنة ومزيد دعم التوازن الاجتماعي. وقدم أيضا لمحة عن خصائص التجربة التونسية من خلال تدخلات الصندوق في مجالات الصحة والسكن والتجهيزات الأساسية وإحداث موارد الرزق التي استفاد منها حتى الآن نحو مليون و400ألف مواطن في 1855 منطقة بمختلف جهات البلاد. وأبرز السيد كاتب الدولة انخراط مختلف فئات المجتمع في مشاريع الصندوق من خلال المساهمة بالتبرعات المالية التي بلغت قيمتها 40 مليون و800ألف دينار سنة 2009. وقد عبرت الضيفة الصينية عن إعجابها بتدخلات الصندوق في مجال تأمين العيش الكريم للفئات الضعيفة وتفوق تونس في ترسيخ التضامن والتآزر الاجتماعيين مثمنة علاقات التعاون بين البلدين في مجال التعاون الثنائي وخاصة في المجال الاجتماعي. وقد تحول الوفد إثر اللقاء إلى منطقة المحمدية بولاية بن عروس للتعرف على نماذج تدخلات صندوق التضامن 26-26 المنجزة بحيي منجي سليم وفرحات حشاد. واطلع الوفد على مزايا تدخلات الصندوق في مجال تأهيل البنية الأساسية والتجهيزات الجماعية فضلا عن إحداث فضاءات ترفيهية للأطفال وملعب وقاعة متعددة الاختصاصات وفضاء حرفي... وجدير بالذكر في هذا السياق أن السياسة الإصلاحية للرئيس زين العابدين بن علي تقوم منذ فجر تحول السابع من نوفمبر على تلازم البعدين الاجتماعي والاقتصادي في بناء صرح التنمية وذلك بفك العزلة وتحسين ظروف عيش المتساكنين بالمناطق النائية وتوفير المرافق الأساسية و دعم البنية الأساسية والتشجيع على الأنشطة المنتجة وبعث موارد الرزق والتي تدعمت بإحداث صندوق التضامن لفائدة باعثي المشاريع. وقد شملت تدخلات الصندوق منذ سنة 1993 الى السنة الحالية 1855 منطقة تقطنها 283 ألف عائلة أي حوالي مليون و400 ألف ساكن وهو ما يمثل نسبة 13 فاصل 4 بالمائة من السكان بكلفة 955 مليون دينار وذلك بفضل الارتفاع المطرد لعدد المتبرعين.