أخبار تونس – أدى التنامي السريع في خطوط الاتصالات وانخفاض تكلفتها إلى ظهور أشكال جديدة من العمل، وهو ما تلاشت معه الحواجز الجغرافية والمسافة بين العامل وعمله وهو ما يساعد على توفير فرص عمل جديدة لمواجهة أزمة البطالة التي تشتكي منها جل دول العالم. وفي سياق اهتمام تونس بمختلف الجهات وإيجاد الحلول لمختلف شرائح المجتمع خاصة مشاكل التشغيل انتظم يوم الاثنين بمدينة زغوان يوم إعلامي يرمي إلى النهوض بالاستثمار والتشغيل في الأنشطة المجددة المعتمدة على تكنولوجيات المعلومات والاتصال بمناسبة انطلاق استغلال مركز العمل عن بعد بالجهة بحضور مكثف للباعثين الشبان والمؤسسات والهياكل الوطنية والجهوية ومؤسسات التمويل . وتندرج هذه التظاهرة في نطاق تجسيم التوجهات الوطنية التي رسمها الرئيس زين العابدين بن على والرامية إلى تعزيز بناء اقتصاد المعرفة وجعل الخدمات الاتصالية ذات القيمة المضافة العالية محركا أساسيا للتنمية بالاعتماد على شبكة من الفضاءات التكنولوجية ومراكز العمل عن بعد قصد احتضان الباعثين والمؤسسات ذات الأنشطة الواعدة . وبيّن السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيات الاتصال خلال إشرافه على هذا اليوم الإعلامي المخصص لمساندة الباعثين الجدد وتيسير انطلاق نشاطهم ما تتميز به تونس من آفاق رحبة للاستثمار وبعث المشاريع الجديدة في مختلف الاختصاصات ذات القيمة المضافة الموجهة عن بعد للسوق المحلية وللبلدان الأجنبية. كما استعرض مختلف الحوافز المتوفرة لدفع الاستثمار والقرارات الرئاسية الهادفة إلى استحثاث نسق الاستثمار وبعث المؤسسات من خلال بنية اتصالية ذات سعة عالية للانترنات وإطلاق برنامج طموح لتكوين المختصين بالاعتماد على شهادة المصادقة على الكفاءات في عدة مجالات مستقبلية واختصاصات مطلوبة بالشراكة مع كبريات المؤسسات الدولية ومنتجي البرمجيات والحلول الرقمية. وقدم السيد الحاج قلاعي مختلف التسهيلات التي يوفرها مركز العمل عن بعد بزغوان الذي بلغت تكاليف انجازه 1.2 مليون دينار وهو مجهز بأحدث التقنيات والشبكات المعتمدة على الألياف ذات السعة العالية جدا للانترنات بما يساعد على توفير ظروف العمل المثلى للدفعة الأولى من المؤسسات التي ترغب في الانتصاب بهذا المركز والمختصة في مراكز النداء والمساندة وتطوير البرمجيات ومواقع الواب من الجيل الجديد. وتعتبر المراكز الجهوية للعمل عن بعد فضاءات تكنولوجية واعدة ستساهم في دفع الاستثمار بالجهات الداخلية وبعث المشاريع في القطاعات المجددة وذات القيمة المضافة العالية حيث توفر هذه الفضاءات إمكانية الاستثمار في عدة أنشطة. وتتمثل هذه الأنشطة في تطوير البرمجيات والمنظومات الالكترونية وتطوير مواقع الواب وصيانتها واستغلالها وتطوير الخدمات ذات القيمة المضافة ومعالجة الخرائط وترقيمها ومعالجة المعطيات وخزنها واستغلالها عن بعد والخدمات المتصلة بالترجمة عن بعد وبالتدريس عن بعد وبالمحاسبة عن بعد ومختلف الأنشطة المقدمة عن بعد بالاعتماد على تكنولوجيات الاتصال وإيواء مراكز النداء وخدمات الاسناد الخارجي خلال فترة انتقالية. والملاحظ أن حصة تكنولوجيات الاتصال في الناتج المحلي الإجمالي التي تجاوزت 11 بالمائة سنة 2009 ستعرف تطورا مطردا خلال الخماسية القادمة على ضوء القرارات والمشاريع الرائدة الواردة بالبرنامج الانتخابي للفترة 2009 -2014 والرامية لجعل القطاع محركا أساسيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويشار إلى أن تونس أصبحت اليوم وجهة عالمية لمراكز النداء والإسناد الخارجي إذ تستقطب أكثر من 200 مركز نداء تساهم في معاضدة المجهود الوطني على مستوى تصدير الخدمات والتشغيل عبر توفير ما يزيد عن 17 ألف فرصة عمل حاليا.