أخبار تونس – افتتح مساء الخميس 7 جانفي 2010 بمتحف مدينة تونس (قصر خير الدين) معرض أعمال طلبة المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس بمشاركة 65 طالبا وطالبة يقدمون ما لا يقل عن 145 عمل فني وسيتواصل عرض الأعمال التشكيلية إلى غاية 30 من نفس الشهر بهذا الفضاء كل يوم من العاشرة صباحا حتى الساعة السابعة مساء باستثناء يوم الأحد. وينقسم معرض طلبة المعهد العالي للفنون الجميلة إلى عدة ورشات وزعت انتاجاتها بين الطابق الأول والطابق الثاني لقصر خير الدين وهي كالتالي: الرسم والحفر والنحت والخزف والنسيج وتصميم منتوج وتصميم خطي وهندسة داخلية بالاضافة الى ورشة الماجستير التي تنتمي إلى النظام الجديد “أمد” في التكوين الجامعي وأشرف على هذه الورشات مجموعة من الاساتذة الجامعي. ويستند العطاء الفني لهؤلاء الطلبة إلى التاريخ الطويل للمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس الذي عمل على تخريج عشرات الدفعات من الأساتذة الأكفاء في مادة التربية الفنية بشتى تخصصاتها وكان المعهد قد أسس سنة 1923. ودرج المعهد على تنظيم معرض سنوي لاستعراض بعض الانجازات الفنية للطلبة فى ميادين الرسم بمختلف التقنيات والرسم على البلور و”الكولاج “والخزف التقليدي والعصري والنسيج الحائطي والتصوير الضوئي والفن الحروفي مثل الخط العربي والتصميم العصري مثل التصميم الداخلي والاشهاري بالإضافة إلى عديد الانماط الفنية والتعبيرية والتشكيلية. وتظهر مختلف الابداعات المعروضة درجة التطور والرقي التعبيري لدى الطلبة والباحثين ومدى تقدم مناهج التدريس والتكوين بهذه المؤسسة الجامعية التي تتنوع فيها اتجهات ومدارس الحركة الفنية مستفيدة في ذلك من ازدهار الفنون التشكيلية في تونس وثراء التيارات الفنية في مختلف أصقاع العالم وغزارة معينها. وتتميز الاعمال التشكيلية والتنصيبات المعروضة بقدرة ومهارة الطلبة والباحثين على احكام توظيف الخطوط والالوان والادوات وتطويع المواد اللينة والصلبة ليشكلوا منها أعمال فنية وأدوات وأواني منزلية. كما تمكن بعض الطلبة العارضين من تجميع مواد مستعملة ومهملة “بقايا الخردة” وقطع الغيار الصناعية لتشكيل تحف فنية وتنصيبات في غاية الاتقان وتحف فنية أخرى قدت من البلاستيك والريزين والورق المقوى... وعلى هامش المعرض خص مدير المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس سامي بن عامر “أخبار تونس” بتصريح قال فيه: “يهدف المعرض إلى ربط الصلة بين هؤلاء المتخرجين والمحيط الثقافي والاقتصادي فمن مشمولات الجامعة اليوم أن تقوم بخطوات أولى مع المتخرجين من مؤسساتها لربط علاقات مهنية وتسهيل الشغل، ولقد حققنا سابقا هذه المقاصد وتمكن بعض المتخرجين من الاندماج في المؤسسات الصناعية...”. وقالت الطالبة مريم الكافي وهي من المشرفين على تنظيم هذا المعرض الطلابي: “أعرض نموذجين من مشروع تخرجي الذي أنجزت فيه 8 لوحات تشكيلية وهو يتكون من تقنيات مختلفة عمادها تقنية الكولاج”. كما أشار رافع باشا الذي ساهم في المعرض بعمل تشكيلي “اكريليك” على القماش إلى أن: “المعرض يشتمل على أعمال ثرية معظمها تتمحور حول التقنية التجريدية وهو دليل واضح حسب رأيي على نوع من التطور الملموس في حرفية الطلبة والمتخرجين”. أما الطالبة صابرين مديني فقد اكدت على أن الطلبة العارضين اتخذوا في هذه الدورة تمشيا غير معتاد وذلك من خلال انطلاقهم من تقنية تشظية المشاهد ثم التوصل فيما بعد إلى رؤية تأليفية جمالية”.