أخبار تونس – شهد جمهور المسرح البلدي بالعاصمة مساء يوم الثلاثاء 12 جانفي عرض مسرحية “خيوط العشقة”ficelles d' amour أحدث انتاج مسرحي للمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف وهي مقتبسة من النص الاصلي «المنزل ذو الشرفات السبع» للكاتب المسرحي الإسباني أليخندرو كاسونا. ويتنزل العرض في إطار الفعاليات الموازية لاحتفالية “اليوم العربي للمسرح” (10 جانفي من كل سنة) التي تشرف عليها الهيئة العربية للمسرح من 10 إلى 13 جانفي 2010 وتأتي التظاهرة تزامنا مع الاحتفال بمائوية المسرح التونسي. ومسرحية خيوط العشقة من اقتباس وإخراج معز حمزة وقام بأدوار التمثيل فيها عبد السلام الجمل ومقداد الصالحي ورؤوف اليرماني وحسني العكرمي وأمينة الدشراوي وهناء قايدي وصباح اليوسفي. ويعد هذا العرض الثاني بالمسرح البلدي للفرقة المسرحية بعد ان قدمت في عرض أول بالمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف وتبلغ مدة العرض ساعة دون اتباع نظام الفصول في حين أن المسرحية الأصلية تنقسم إلى ثلاثة فصول. وتتمحور مسرحية “خيوط العشقة” حول الصراعات المحتدمة داخل أسرة تعصف بها الأحداث المتسارعة وتحركها عديد المشاعر البشرية كالحب والغيرة والحقد وعديد النوازع رغبة في الغلبة المجانية وتحقيق المآرب دون مراعاة الظوابط العائلية. وتنطلق المسرحية من القولة المأثورة للكاتب المسرحي الإسباني المرموق أليخندرو كاسونا “هناك الكثير من المصحات التي تعالج جسد الإنسان، ولكن هل فكر أحدهم بمعالجة هؤلاء الذين يموتون دون أن يحققوا ذكرى جميلة؟.. فمصحتنا هي لشفاء الروح”. وحاول المخرج معز حمزة أن ينقل النص الاسباني إلى اللهجة العامية التونسية مركزا على الخطاب اليومي والحوار البسيط من دون تشويه الفكرة الاساسية التي تطرحها المسرحية في لغتها الأم. كما سعى المخرج من خلال الحوار المتسارع للشخوص إلى إبراز مدى تشابك الروابط الاجتماعية بين البشر انطلاقا من الاسرة الواحدة مما يجعلها أشبه ب”العلاقات العنكبوتية”... “بمعنى أنّ كلّ شخصية في صراعها مع بقية الشخصيات تجد نفسها محتاجة إلى الشخصية الأخرى بحثا عمّا ينقصها... حتّى وإن كان بعضها في تنافر تامّ”. وتتميز مسرحية “خيوط العشقة” التي تبدو رؤيتها الاخراجية قريبة من مسرح غروتفسكي الذي يعمد إلى استغلال عمق الخشبة والذهاب بعيدا داخل الكواليس وأروقة الفضاء الركحي من أجل نقل عينات من الواقع البشري كما هو بمسراته وأحزانه وتناقضاته... ولئن قلل المخرج من وجود الديكور فإنه كثف من استعمال الاضاءة خاصة من خلال تجزئة الخشبة إلى مربعات بيضاء وزرقاء تحيل إلى ضيق الشوارع والازقة وبالتالي حضور الرهبة والقسوة. وعلى هامش عرض مسرحية “خيوط العشقة” أدلى مخرج العرض ومدير المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف بتصريح خاص ب “أخبار تونس” قال فيه: “أردنا بهذه المسرحية إطلاع جمهور الفن الرابع على لون آخر من ألوان المسرح العالمي يتمثل في المسرح الاسباني من خلال إحدى روائع المؤلف المسرحي أليخاندرو كاسونا التي تستعرض حكاية متشابكة الاحداث تتفرع خيوطها كبيت العنكبوت”. واضاف معز حمزة قائلا: “يشرفني أن نعرض هذه المسرحية الجديدة للمرة الثانية خلال هذا الموسم بمناسبة تظاهرة الاحتفال باليوم العربي للمسرح وبمائوية المسرح التونسي...”.