أكد الرئيس زين العابدين بن علي حرص تونس باعتبارها صاحبة مبادرة إعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب على المساهمة الفعالة في إنجاح هذه المبادرة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية وذلك انطلاقا من تجربتها الثرية في العناية بالشباب وما توليه من أهمية في سياستها واختياراتها . وبين لدى افتتاحه يوم الخميس أشغال الندوة الدولية حول الشباب والمستقبل :تحديات الواقع تعزيز القدرات واليات المشاركة أن هذه المبادرة وما سبقتها من عديد المبادرات التي حظيت بإجماع أممي تهدف إلى خدمة قضايا التربية والصحة والتضامن والتنمية والسلام في العالم باعتبارها قواسم مشتركة تجمع بين البشر كافة وتحفز وازع الخير لدى الرأي العام العالمي لترسيخ هذه الفضائل في العلاقات الدولية . وبعد أن ذكر بان السنة الدولية للشباب تتزامن مع الشروع في انجاز البرنامج المستقبلي الذي رسمه سيادته لتونس للسنوات الخمس القادمة أعلن رئيس الدولة عن تكوين لجنة وطنية للسنة الدولية للشباب توكل اليها مهمة ضبط البرامج التنفيذية لهذه السنة الى جانب اقرار ضم ممثلين من الجنسين عن الشباب التونسي الى الوفود الرسمية التي ستشارك في اجتماعات الاممالمتحدة ذات الصلة طبقا لدعوة منظمة الاممالمتحدة في المجال. وعبر عن الامل في ان تحرص سائر الدول على تشريك ممثلين وممثلات عن شبابها في المؤتمر العالمي للشباب الذى سيعقد لاحقا . واستعرض الرئيس زين العابدين بن علي في جانب اخر من كلمته مختلف الاجراءات والمبادرات الرائدة التي اقرها من اجل الاحاطة بالشباب وتعميق معرفتهم بالمسؤوليات الحضارية والتاريخية الموكولة إليهم. وتميز موكب افتتاح هذه الندوة الدولية بتسلم الرئيس زين العابدين بن علي الدرع الذهبي للندوة من الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجرى المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة /ايسيسكو/ تقديرا لمبادرات سيادته وانجازاته الرائدة من أجل النهوض بالشباب وتعزيز مكانته في المجتمع ونشر القيم العليا للحوار والحرية والتضامن والسلام في العالم. والقى المدير العام للايسيسكو بهذه المناسبة كلمة تقدم في مستهلها بأسمى عبارات الشكر والتقدير والعرفان للرئيس زين العابدين بن علي على رعايته السامية لهذه الندوة ورئاسته موكب افتتاحها وعلى الدعم الذى تلقاه المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة من لدن سيادته في عقد المؤتمرات والندوات الدولية في تونس. وأشار الى أن هذه الندوة الدولية تعقد كأول نشاط يندرج في اطار المبادرة الرائدة لرئيس الدولة الخاصة باعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب مبينا ان مصادقة الجمعية العامة للامم المتحدة بالاجماع يوم 18 ديسمبر 2009 على هذه المبادرة تعد شهادة من المجتمع الدولي على نجاعة السياسة الحكيمة التي رسمها رئيس الدولة لهذا المجال الحيوي. وأضاف الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجرى أن هذه الندوة الدولية تعقد أيضا في ضوء /عهد تونس من أجل النهوض بالشباب وتعزيز مكانته في العالم الاسلامي/ الصادر عن /الموءتمر الدولي حول قضايا الشباب في العالم الاسلامي : رهانات الحاضر وتحديات المستقبل/ الذى عقد تحت رعاية الرئيس بن علي في نوفمبر 2008. وأشاد بالتجربة التونسية الرائدة والناجحة في مجال النهوض بالشباب مؤكدا أن هذا النجاح تحقق بفضل “الرعاية الدائمة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي لشباب تونس واهتمامه المتواصل بشؤونهم وحرصه الكبير على العناية بقضاياهم.” وأضاف قائلا “من هذه التجربة التونسية الناجحة سنستمد العناصر التي تغني أعمال ندوتنا من أجل بناء مستقبل الشباب في العالم الاسلامي.”. واختتم المدير العام لمنظمة الايسيسكو كلمته بالتعبير عن الامتنان للرئيس زين العابدين بن علي لايمانه بالرسالة الحضارية للايسيسكو وللمنظمات الدولية والاقليمية التي تشارك معها في تنظيم مختلف المؤتمرات والندوات الدولية التي تحتضنها تونس مثمنا النهج القويم الذى يسير عليه رئيس الدولة بثقة وبوعي حضاري عميق في بناء الدولة القوية المزدهرة على أساس متين من العلم والخبرة الواسعة والكفاءة العالية والايمان الوثيق بقيم العدالة والمساواة وحقوق الانسان. والقى السيد محمد العزيز ابن عاشور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من جهته كلمة ضمنها عبارات التهاني لرئيس الدولة بما لقيته مبادرته الرائدة الداعية الى وضع سنة 2010 تحت شعار /سنة دولية للشباب/ من تقدير عالمي تجسد من خلال المصادقة عليها من طرف الجمعية العامة للامم المتحدة بالاجماع . وبين أن هذا الاجماع خير برهان على التقدير الكبير الذى يحظى به سيادة الرئيس في المحافل الدولية وعلى المكانة التي تتبووءها تونس في ظل قيادته الرشيدة بما جعلها أنموذجا يقاس عليه ومثالا يحتذى به في مجال الحوار بين الحضارات وصيانة الذات والحداثة. وبعد أن ذكر بالمشروع التحديثي الذى رسمه الرئيس زين العابدين بن علي لتونس وما خص به الشباب من أولوية قصوى أكد التزام الالكسو بالمثابرة على الاسهام من موقعها في تفعيل القرار الاممي الذى اعتمد مبادرة سيادته وتكريسه على أرض الواقع. أما السيد الحبيب بن يحيى الامين العام لاتحاد المغرب العربي فقد توجه لرئيس الدولة بخالص التهنئة على الاجماع الدولي الذى حظيت به هذه المبادرة الرائدة في مجال الاحاطة بالشباب ودعم الحوار معه في سائر الميادين معربا عن تقديره لرئيس الدولة لتفضله بالموافقة على عقد هذه الندوة الدولية بتونس في بداية السنة الدولية للشباب وتحت رعايته السامية وعلى أن يشارك اتحاد المغرب العربي في اعدادها وتنظيمها. ونوه من جهة أخرى بالروءى الثاقبة لسيادة الرئيس تجاه قضايا الشباب وبرصيد التجربة التونسية في مجال الحوار معه ودوره في تحقيق التنمية مع الحرص على تملكه لناصية العلوم والمعرفة وصيانته من مظاهر التطرف والغلو والشعور بالتهميش والاقصاء. وذكر بما يوليه قادة اتحاد المغرب العربي من عناية خاصة بالشباب بما مكن من قطع خطوات هامة على طريق التكفل باحتياجات هذه الشريحة موءكدا الحاجة الماسة الى أن تقوم الدول المغاربية في ظل بانعكاسات العولمة وثورة الاتصالات والمعلومات بتنسيق جهودها وسياساتها من أجل اعداد مشروع استراتيجية شبابية مغاربية. وقد جرى موكب افتتاح هذه الندوة الدولية بحضور الوزير الاول ورئيسى مجلس النواب ومجلس المستشارين واعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستورى الديمقراطى ومفتى الجمهورية واعضاء الحكومة. كما دعى لحضوره الامناء العامون للاحزاب السياسية وروساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية وممثلو المنظمات الاقليمية والدولية ومنظمات غير حكومية الى جانب عدد من الخبراء والمفكرين والباحثين من البلدان الشقيقة والصديقة.