أخبار تونس – ظلت الذخائر العنقودية تطرح مشكلة إنسانية طيلة عقود من الزمن ولا تزال تحصد المزيد من الأرواح في أكثر من بلد عبر العالم وحتى يوضع حد للمعاناة التي تتسبب فيها الذخائر العنقودية التي أودت بحياة آلاف المدنيين صادق مجلس النواب خلال جلسة عامة عقدها صباح أمس برئاسة السيد فؤاد المبزع رئيس المجلس وحضور عدد من أعضاء الحكومة على مشروع قانون يتعلق بالموافقة على اتفاقية تتعلق بالذخائر العنقودية. وأكد السيد رضا قريرة وزير الدفاع الوطني على الأهمية التي تكتسيها هذه الاتفاقية بالنسبة لتونس حيث أنها ستعزز المنظومة التشريعية الخاصة بمتضرري الأسلحة والذخائر وتضمن لهم الإحاطة الاجتماعية والنفسية الضرورية. وأوضح أن انضمام تونس لهذه الاتفاقية سيتيح الحصول على مساعدات وتعويضات للمتضررين من الذخائر الحربية. والجدير بالذكر أن اتفاقية الذخائر العنقودية ستتيح عند تنفيذها فوائد مباشرة للجماعات المتضررة من خلال زيادة الجهود الهادفة إلى تطهير المناطق الملوثة بالذخائر العنقودية وهو ما سيسمح بإنقاذ الأرواح وإعادة استخدام الأراضي لأغراض الزراعة وأنشطة إنتاجية أخرى. كما أنها ستفيد ضحايا الذخائر العنقودية من خلال تعزيز الالتزام بمختلف أنواع الدعم كالدعم الطبي وإعادة التأهيل . وتساهم الاتفاقية في الحيلولة دون وقوع معاناة إنسانية هائلة بضمان عدم استخدام مئات الملايين من الذخائر العنقودية الصغيرة مطلقا وتدميرها. علما وأن الذخائر العنقودية هي أجهزة تطلق جوا أو من أسلحة المدفعية وتنثر على مساحة شاسعة الكثير من الذخائر الصغيرة أو القنابل الصغيرة القابلة للانفجار، ويمكن لبعض النماذج أن تحتوي وتنثر أكثر من 600 ذخيرة صغيرة على مساحة يمكن أن تتجاوز ما يزيد عن 30 ألف متر مربع أي العديد من ملاعب كرة القدم. وكل هذه الأسلحة محظورة بموجب الاتفاقية. علما وأن السيد فؤاد المبزع كان قد ألقى في بداية الجلسة كلمة ترحم فيها على أرواح عدد من النواب السابقين الذين توفوا خلال الأشهر الأخيرة وهم عبد الواحد الجليطي والقزوني السويسي وأحمد بن حميدة وسعيد قمبرة وعبد الحميد القبي وسعيد النافلة. وذكر بمسيرتهم المهنية والنضالية وإسهاماتهم في إثراء العمل النيابي. وقد تلا النواب الفاتحة ترحما على أرواحهم الزكية.