افتتح السيد محمد الغنوشي، الوزير الاول، أمس الجمعة بقصر المعارض بالكرم الدورة 27 لصالون الابتكار في الصناعات التقليدية الذي يلتئم تحت سامي اشراف الرئيس زين العابدين بن علي. وتنتظم هذه الدورة التي تتواصل الى غاية 21 مارس 2010، ببادرة من الديوان الوطني للصناعات التقليدية وبدعم من وزارة التجارة والصناعات التقليدية وبالتعاون مع الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية. ويمثل هذا الصالون الذى يندرج في اطار الاحتفال بيوم الصناعات التقليدية واللباس التقليدي، الموافق ل16 مارس من كل سنة، واجهة تعكس مدى تنوع وثراء هذا القطاع في تونس وفرصة لحفز الابداع والابتكار ودفع ترويجه. واطلع السيد محمد الغنوشي بالمناسبة على مختلف فضاءات هذا الصالون، الذى يمتد على مساحة 25 الف متر مربع ويشمل شتى اختصاصات الصناعات التقليدية (الخشب والالياف النباتية والنسيج والمصوغ والفضيات والمعادن والطين والحجارة والاكساء والجلد والاحذية والبلور...)، ولا سيما منها الفضاء التجاري الذي يمسح حوالي 9000 متر مربع ويشارك فيه نحو 600 حرفي ومؤسسة حرفية وتبلغ نسبة التجديد فيه 40 بالمائة. وتميز هذا الفضاء بتخصيص مساحة مجانية لفائدة 50 من الباعثين الشبان من كل الولايات لعرض نماذج من منتوجاتهم في مختلف الاختصاصات. ويرمي منظمو هذا الفضاء الى تشجيع هؤلاء الباعثين ومساعدتهم على اقتحام السوق تماشيا مع اقرار رئيس الدولة سنة 2010، السنة الدولية للشباب. وشكل الفضاء المتحفي او فضاء “المرجعية الثقافية والاستلهام” كعادته ابرز المحطات التي تشد اهتمام الزائر باعتباره يعكس ثراء المخزون الحضاري ويمثل مصدرا رئيسيا للالهام والابتكار. وقد تعرف الوزير الاول على ما يتضمنه هذا الفضاء من مجموعة نادرة وقيمة تمثل لباس المراة الاحتفالي وزينتها والصناديق التقليدية الخاصة بحفظ هذه المقتنيات. اما فضاء الابتكار فاحتضن الابداعات والتجارب الجديدة المشاركة في المسابقات القطاعية في الاختصاصات الواعدة المدرجة ضمن برنامج هذه الدورة فضلا عن مسابقتي اللف والتعليب والابتكار الخاصة بالطلبة وخريجي مراكز التكوين. كما سيتم عرض نماذج من ابداعات أعلام الصناعات التقليدية الذين تميزوا بمشاركات ناجحة في تظاهرات وطنية ودولية. وتعرف السيد محمد الغنوشي في فضاء “خمسينية الديوان” على ابرز مراحل مسيرة الديوان الوطني للصناعات التقليدية منذ انبعاثه سنة 1959 وقدم هذا الفضاء سلسلة الاصدارات الجديدة التي شرع الديوان في انجازها تحت عنوان “كتاب الحرفي” وتشمل جل اختصاصات الصناعات التقليدية. ويرمي الديوان من خلال هذا الاصدار، ذي الاهداف التعليمية والتوثيقية، الى الحفاظ على ذاكرة اليد الحرفية الماهرة والتقاليد التونسية. وتوقف الوزير الاول كذلك عند فضاء اسداء الخدمات ومؤسسات الاحاطة الذي يعرف بكل الخدمات المتاحة في ميادين التاطير الفني والتسويق وتنمية الكفاءات والاستثمار. وعاين السيد محمد الغنوشي بفضاء الجمعيات، نماذج من انشطة مختلف المنظمات الوطنية والجمعيات التنموية على غرار الاتحاد الوطني للمراة التونسية وجمعية “بسمة” والمنظمة التونسية للامهات. كما زار الفضاء الموجه للاطفال المحدث لاول مرة في الصالون في شكل ورشات عمل تطبيقية قصد تمكين الناشئة من التعرف عن كثب على الحرف التقليدية التونسية. ويتضمن برنامج هذا الصالون عقد ندوات حول حول “التصميم والابتكار في الصناعات التقليدية” و”ميثاق الابتكار في الصناعات التقليدية الى جانب تنظيم الدورة 15 لمسابقة “الخمسة الذهبية” يوم 16 مارس 2010 ويسجل هذا الصالون مشاركة عدد من ممثلي قطاعات الصناعات التقليدية والسياحة بكل من مصر وسوريا والمغرب وموريتانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا.