أشرف السيد محمد الغرياني الامين العام للتجمع الدستورى الديمقراطي يوم الجمعة بمقر المكتبة الوطنية على اختتام الندوة الوطنية التي نظمتها الامانة العامة المساعدة بالتجمع المكلفة بالمراة تحت شعار “دور المراة المثقفة والمبدعة في تطوير خطط التنمية الثقافية “.وبين الامين العام للتجمع بالمناسبة ان حضور المراة المتميز في القطاع الثقافي اليوم هو ثمرة الخيار الوطني التحديثي الذى ارتقى بالمراة الى اعلى درجات الفعل والمشاركة في نحت معالم المجتمع المتوازن والمتقدم. واوضح ان الارتقاء بالمراة من مرتبة المساواة الى منزلة الشريك الفاعل في التنمية والمجتمع والحياة العامة يحملها مسوءولية جسيمة في تكريس خيارات الحداثة والتطور والتفتح وصيانة الخصوصيات الحضارية والثقافية للبلاد بروح تدفع باتجاه رفع التحديات ومواصلة دعم موءشرات الاقتراب من البلدان الاكثر نماء وازدهارا. واوضح ان المسوءولية النضالية الموكولة الى المراة المثقفة عامة والتجمعية خاصة ما انفكت تتضاعف مع تفاقم حجم التحديات سيما المتصلة منها بصيانة مكاسب البلاد والتصدى للافكار الهدامة ولكل محاولات المس من مقومات الشخصية الوطنية ومن خصوصيات النمط المجتمعي المتطور للبلاد. واكد السيد محمد الغرياني تعلق المثقفين والمثقفات بمشروع التغيير مبرزا ما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي من عناية فائقة بالثقافة واهلها اكدتها الاجراءات والمبادرات الرئاسية والانجازات المتواصلة.واشار الى دور تونس التاريخي كنقطة اشعاع في محيطها الثقافي الاقليمي والعالمي. وابرز من جهة اخرى مايميز المنتوج الثقافي التونسي من جودة ورقي واضافة وتكريس للقيم الانسانية والكونية المشتركة مثمنا جهود المثقف في مساندة المسيرة التنموية الشاملة للتغيير. ولاحظ ان مناخ الحرية والديمقراطية المتطورة باطراد يشكل الارضية الملائمة للمبدعين والمفكرين والمثقفين للخلق والاشعاع بكامل الثقة والاريحية والاقتدار داعيا الى احكام الاستفادة من هذا الوضع الجديد الذى تعيشه الثقافة والانخراط في الانساق الحديثة للابداع والتاثير والانتشار التي تتيحها اشكال وفضاءات الاتصال المعولم. كما اشار الامين العام الى ما تتطلبه هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ تونس من مختلف القوى الوطنية من ضرورة الاندماج الفاعل في النسيج الجمعياتي والمساهمة عبر اثراء انشطته وتنويع مجالات تدخله في دفع المسيرة الثقافية بكافة مكوناتها حتى تساير نسق التقدم الاقتصادى والاجتماعي للبلاد وتطورها السياسي السليم الذى امن استقرارها بفضل القيادة الرشيدة للرئيس زين العابدين بن علي ووفاء سيادته لاسس الحركة الاصلاحية والفكرية التي انطلقت بتونس منذ القرن التاسع عشر. واكد السيد محمد الغرياني ان الارتباط التاريخي الوثيق بين التجمع وسائر الشرائح الثقافية والابداعية والفكرية يقيم الدليل على ان التجمع ظل طوال مسيرته النضالية العريقة شديد الالتصاق بكل مكونات المجتمع التونسي وفضاء مفتوحا على المحيط الثقافي يستقطب المثقفين ويراهن على قدراتهم وموءهلاتهم في الدفاع عن مقومات الشخصية التونسية ونشر الوعي الوطني وقيم الاعتدال والتسامح والتضامن والدفع بالبلاد على طريق الرقي والعزة والمناعة. ولاحظ ان الثقافة التي بوأها رئيس الدولة مكانة محورية في المشروع الحضارى للتغيير باعتبارها الارضية الصلبة لنجاح كل الاصلاحات اضحت اليوم دعامة هامة في المنظومة التنموية الشاملة للبلاد وقطاعا واعدا يسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية وتنشيط حركيتها وتوفير مواطن شغل اضافية. ولدى حديثه عن نجاحات تونس التغيير واشعاعها على اكثر من صعيد في اوساط المجتمع الدولي شدد الامين العام على ضرورة اضطلاع المثقف التونسي اليوم برسالته النضالية السامية على اكمل وجه خاصة في مجال تعزيز صورة تونس الناصعة واشاعة مبادىء الحوار وحق الاختلاف وتكريس حوار الحضارات والاديان ونقل صوت تونس الحداثي الرائد. واشار في هذا السياق الى ان تحول مدينة القيروان الى عاصمة للثقافة الاسلامية يشكل فرصة سانحة للمثقفين التونسيين حتى يسهموا كل من موقعه في توجيه رسالة من احد معالم الاسلام المتقدم والمتفتح والصحيح بتونس حتى ينتبه المسلمون لحقيقة واقعهم وامكانياتهم ويعملوا على اعادة قراءة هذا الواقع وطرق تناولهم لقضاياهم وتعاملهم مع العالم بما يحسن من صورتهم وصورة الاسلام الحنيف لدى الاخر ويضعهم على الطريق الصحيحة للتطور والنماء والاستقرار .