أخبار تونس - يواجه قطاع التعليم العالي في العالم تحدّيات عديدة نتيجة تبعات العولمة ومقتضيات بناء مجتمع المعرفة وضرورات الإعداد الأفضل للحياة المهنية مع التركيز على الإعداد لمهن الغد لمواكبة التغيرات الاقتصادية العالمية واستباق النسق المتسارع للتطورات التكنولوجية والعلمية. وقد سعت تونس إلى تطوير منظومة التعليم العالي بما يُيسّر التفاعل بين المؤسسة الجامعية والمؤسسة الاقتصادية مستفيدة في ذلك من النماذج الناجحة في الدول الأكثر تقدما وخاصة منها دول الاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق شارك وفد تونسي ترأسه السيد البشير التكاري وزير التعليم العالي والبحث العلمي يومي 11 و12 مارس 2010 بالعاصمة النمساوية فيينا في منتدى وزراء التعليم العالي المتعلق بمسار بولونيا. والجدير بالذكر ان المنتدى يجمع دول الإتحاد الأوروبي وعددا من الدول العربية والإفريقية والآسياوية والأمريكية التي اعتمدت إصلاحا جامعيا مماثلا للإصلاح الأوروبي. ويشار إلى أن التعليم العالي في تونس شهد تطورا مواكبا إلى تطور منظومات التعليم العالي في البلدان المتقدمة من خلال اعتماد تبني نظام الإجازة والماستر والدكتورا “إمد” لتحقيق المرونة والتلاؤم مع الاحتياجات الفعلية للمجتمع والاقتصاد. وفي هذا السياق استعرض وزير التعليم العالي خلال المنتدى ما حققته منظومة التعليم العالي من تقدم كبير على درب الإصلاح عبر إرساء نظام “امد” منذ أربع سنوات في مستوى شهادتي الإجازة والماجستير وما سجله من تطوير في جودة التكوين وكذلك الحرص على التقييم المستمر والأخذ في الاعتبار مسألة تشغيلية خريجي التعليم العالي كما اكد استعداد تونس للتعاون وإرساء شراكة حقيقية مع منظومات التعليم العالي الأوروبية لا سيما بالنسبة إلى الاعتراف بالشهادات الجامعية. وناقش الوزراء بالخصوص مسائل تتعلق بتقييم الإصلاح الذي اعتمدته الدول المشاركة باعتبار تطورات المحيط الاقتصادي والمعرفي وتنقل الكفاءات العلمية والطلبة وكذلك أوجه التعاون الممكنة بين هذه الدول. وتحادث السيد البشير التكاري خلال المنتدى مع عدد من وزراء التعليم العالي بالبلدان الشقيقة والصديقة. كما التقى هيئة جمعية الطلبة التونسيين بالنمسا التى قدمت عرضا عن نشاطها وخاصة فى مجال تأطير الطلبة وتنظيم انشطة ثقافية ورياضية لفائدتهم. والتقى الوزير الطلبة التونسيين بالخارج حيث أصغى إلى مشاغلهم مذكرا بما يوليه الرئيس زين العابدين بن على من فائق العناية بافراد الجالية التونسية بالخارج عموما والطلبة على وجه الخصوص ومن حرص كبير على تيسير اندماجهم بمجتمعات الاقامة مع ترسيخ مقومات الانتماء لتونس. ويشار إلى أن التعليم العالي في تونس يواكب التطورات المعرفية والمتغيرات الاقتصادية في العالم كما تعمل تونس في هذا السياق على تعزيز التعاون الأورومتوسطي في مجال التعليم بإحداث برنامج “تامبوس 4′′ بمشاركة جامعيين وخبراء من تونس والجزائر والمغرب ومن عدد من الدول الأوروبية. ومن شأن هذا التعاون أن يساهم في خلق أفكار جديدة في مجال التكوين في المهن المجددة والواعدة وتعصير التكوين المتعلق بالدراسات التكنولوجية والدراسات الهندسية إلى جانب تكثيف الشهادات المزدوجة. ويقوم برنامج «تامبوس 4» الممتد من 2007 إلى 2013 على تأمين تشغيلية أفضل لطلبة الجامعات التونسية ونشر ثقافة بعث المؤسسات إضافة إلى التشجيع على إحداث الشهادات المزدوجة والعمل على تمويل مشاريع من هذا الصنف. كما تواصل تونس العمل على مزيد ملائمة نظام إجازة ماجستير دكتوراه “امد” للمقاييس العالمية وذلك من حيث ضمان جودة التكوين وتشغيلية الاختصاصات الجامعية ودعم التصرف الجامعي.