أخبار تونس - تولي تونس التعليم العالي عناية فائقة ليكون مستجيبا لمقتضيات بناء مجتمع المعرفة وضرورات الإعداد الأفضل للحياة المهنية مع التركيز على الإعداد لمهن الغد لمواكبة التغيرات الاقتصادية العالمية واستباق النسق المتسارع للتطورات التكنولوجية والعلمية. وفي هذا الإطار سعت تونس إلى تطوير منظومة التعليم العالي بما يُيسّر التفاعل بين المؤسسة الجامعية والمؤسسة الاقتصادية مستفيدة في ذلك من النماذج الناجحة في الدول الأكثر تقدما انتظمت أمس الاثنين 05 أفريل بمقر مجلس النواب مائدة مستديرة حول “التعليم العالي في تونس ومواصفات الجودة العالمية” بمبادرة من مركز البحوث والدراسات البرلمانية وحضرها بالخصوص عدد من الجامعيين والباحثين والبرلمانيين. ويندرج تنظيم هذه التظاهرة في إطار تعميق الحوار حول مفهوم الجودة في قطاع التعليم العالي ومدى ملائمة مختلف مكوناته مع المعايير الدولية وسبل الارتقاء بها وبحث أفضل المقاربات التي يمكن اعتمادها لدعم المستوى العلمي والتحصيلي للطالب التونسي وكذلك المقروئية العلمية للشهادة التونسية. وتضمن برنامج هذه المائدة المستديرة عدة مداخلات تمحورت حول جملة من المواضيع تتعلق بمعايير الجودة المعتمدة في قطاع التعليم العالي على المستويين الدولي والوطني وآفاق الارتقاء بالمنظومة الوطنية للتعليم الجامعي إلى مواصفات الجودة العالمية. وفى هذا الإطار أشار السيد سمير بالشيخ من المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية إلى انه تم وضع مقاييس للجودة في العديد من الدول في المرحلة التي تسبق التكوين وتشمل البنية التحتية والبناءات وأنظمة السلامة والحماية ومخابر التكوين وقاعات التدريس وشبكات المعلوماتية والجوانب ذات الصلة بالبيئة والمحيط والتدفئة والتبريد وغيرها. وأضاف انه وقع سن جملة من النصوص القانوية والتشريعية تكون مرجعية متفق عليها تسهر على حسن تنفيذ القواعد والإجراءات التي يتم إقرارها لهذا الغرض. وفى مداخلة ثانية تحت عنوان”التصنيفات الدولية للمؤسسات الجامعية” لاحظ السيد محرز الشاهر مدير المعهد العالي للتصرف في تونس أن ابرز تصنيفيين معمول بهما في الوقت الراهن هما تصنيفي “شنغاي”و”تايمز هاي ايدوكيشن”. وبين أن تصنيف شنغاي يعطي أولوية اكبر للبعد البحثي للمؤسسة الجامعية حيث يعتمد في تصنيفاته على عدد الباحثين وعدد الحائزين منهم على الجوائز التقديرية العالمية والمقالات العلمية والتميز العلمي الدولي للاساتذة والطلبة فضلا عن التمويلات المخصصة لها والاستقلالية فى التصرف والتسيير. أما تصنيف “تايمز هاي ايدوكايشن” فهو يقوم على تقييم مدى تلازم البعدين البحثي والتعليمي وعدد المؤسسات التابعة للجامعة وكذلك عدد الطلبة وتنوع المسالك التكوينية. وتضمن برنامج اللقاء مداخلة تحت عنوان “سبل الارتقاء بالتعليم العالي في تونس إلى مواصفات الجودة العالمية” أشارت فيها السيدة نجلاء رمضان من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى أهمية إيجاد الآليات الملائمة لتحسين جودة التعليم العالي في بلادنا وتطوير المستوى العلمي للخريجين بما يتلائم وحاجيات الاقتصاد الوطني فضلا عن تحسين المقروئية العلمية للشهادة الجامعية المسلمة من قبل مؤسسات التعليم العالي. وشددت على أهمية تعزيز قدرات الطالب التونسي في ميادين التكنولوجيات الحديثة والنهوض بتكوين المكونين وتحسين نسب التأطير في مؤسسات التعليم العالي والنشر العلمي والإسراع بتركيز الهياكل المكلفة بالتقييم والجودة وتفعيل آليات الحوكمة وعقود البرامج والعقود حسب الأهداف. ولدى مناقشة هذه المحاضرات أكد عدد من النواب على أهمية تسريع نسق تنفيذ الإصلاحات التي وقع إقرارها في قطاع التعليم العالي وإيجاد الحلول المناسبة لظاهرة ضعف التأطير واللجوء إلى الأساتذة العرضيين والمهنيين وهو ما اثر نسبيا على محتوى التكوين في الجامعات التونسية.