أخبار تونس - تعميقا للنظر في قطاع التنشيط الثقافي وسعيا لبحث السبل الكفيلة باستحثاث نسق تطوير المؤسسات الثقافية حتى تكون أكثر مواكبة للمتطلبات الثقافية للشباب التونسي، انتظمت بمدينة المنستير يومي 7 و8 أفريل 2010 فعاليات الملتقى الوطني لمديري دور الثقافة الذي تناول محور “مفاهيم العمل الثقافي الموجه إلى الشباب وآلياته والمقاربات التحديثية”. ولدى افتتاحه للملتقى يوم الاربعاء أشاد السيد عبدالرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث بالمكانة المتميزة التي تحتلها الثقافة في تونس مما جعلها ركيزة أساسية من ركائز التنمية الشاملة والمتكاملة بالبلاد وذلك من خلال نشر مفهوم الثقافة ومفهوم ديمقراطية الثقافة ولامركزية الفعل الثقافي وعلى خيار التمشي الاستشرافي للمتغيرات الناجمة عن النسق السريع للتحولات المعرفية والاجتماعية والاقتصادية. وتدعمت الثقافة في تونس بفضل السياسة الاستشرافية المتبصرة لرئيس الدولة والمبادرات والاجراءات الرئاسية الرائدة التي ترسخت بالبرنامج الرئاسي 2009-2014 مثل الخطة الوطنية لتأهيل دور الثقافة والترفيع في الاعتمادات المخصصة لتسييرها ويبلغ عدد هذه الدور 209 منها 11 مركبا ثقافيا و42 دار ثقافة موجودة بالمناطق الريفية فضلا عن إقامة خماسية للثقافة بوضع برنامج سنوي لكل فن. ومن شأن هذا التوجه الثقافي الريادي، دعم الانخراط الواعى في مسيرة الحداثة والتفاعل الايجابي مع مستجدات العصر كما تم تخصيص سنة 2010 لتكون سنة السينما وفق ما أعلنه الرئيس زين العابدين بن علي في خطابه الذي ألقاه بمناسبة اليوم الوطني للثقافة. وحث الوزير مديري دور الثقافة على تكثيف التظاهرات السينمائية مع برمجة أنشطة سينمائية منتظمة وبين في هذا المجال أن الوزارة تعكف على دراسة سبل تطوير الاطار القانوني المنظم للمركبات الثقافية ودور الثقافة، مستعرضا المقاربات التحديثية لمفاهيم العمل الثقافي الموجه للشباب الذي يعتبره رئيس الدولة شريكا في الراهن وعنوانا للمستقبل. ويستوجب تفعيل العمل الثقافي لفائدة الشباب مواكبة نسق تحولات الثورة الرقمية قصد ترسيخ عقلية الحوار وإذكاء روح المشاركة لديه وتمكينه من الاسهام في حوار الحضارات والثقافات وإحلال السلام وإبراز الصورة المشرقة لتونس الثقافة والتسامح والسلم والاعتدال والوسطية. وعلى هامش أشغال الملتقى زار الوزير رباط المنستير الذي شهد عدة أشغال ترميم ومتحف الفنون الاسلامية به واطلع على موقع هذا المتحف على شبكة الانترنات والذي يعرض حوالي 300 قطعة أثرية بسبع لغات كما تحول إلى روضة آل بورقيبة ومتحف الزعيم الحبيب بورقيبة.