أخبار تونس – يشهد العالم ثورة رقمية هامة كان لها أثر عميق على علاقة الشباب بالاتصال وأشكال تفاعله مع الإعلام على المستوى النوعي والكمي فقد ساهم الانتشار السريع لشبكة الإنترنت وكل أشكال الاتصال التي توفرها هذه الشبكة العنكبوتية من رسائل إلكترونية ودردشة وإبحار...في تحول الشباب من مجرد مستهلك للمنتوج الاتصالي إلى منتج بدوره لمضامين ومحتويات إعلامية، مثل – على سبيل الذكر لا الحصر – نموذج المدونات الإلكترونية الشخصية، وشبكة العلاقات الشخصية على موقع الفيس بوك. وفي هذا الإطار ينظم معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس بالتعاون مع مؤسسة “كونراد اديناور” الألمانية أيام 14 و15 و16 أفريل 2010 ملتقى دوليا حول “الشباب ووسائل الإعلام والاتصال” ويتزامن هذا الملتقى مع فعاليات السنة الدولية للشباب 2010 بمبادرة تونسية. وسيتيح هذا اللقاء الذي سيشارك فيه باحثون من تونس وكندا ودول عربية وأوروبية تبادل الأفكار والنقاشات حول جملة من المواضيع تتعلق بعلاقة الشباب بوسائل الإعلام. ويبحث هذا الملتقى أربعة محاور أساسية: 1- “الشباب والاتصال والإعلام : إعادة ترتيب السياق الفكري والتاريخي” : يعالج هذا المحور ذو الخلفية النظرية والتاريخية مفاهيم “الشباب، المراهقون، الجيل الجديد ثقافة الشباب : ما دلالة هذه المصطلحات وما هي الملامح السوسيولوجية والثقافية لهذه الفئات وأي علاقة تربطها بوسائل الاتصال والإعلام اليوم؟ كيف يتواصل أو يساهم الشباب وذلك منذ الستينات في تفعيل الجدل الاجتماعي واقتحام المجال العمومي”، في عصر يعيش فيه المشهد الاتصالي والإعلامي الدولي حالة من التشبيب الثلاثي الأبعاد : تشبيب التقنية (الرقمنة، البث الفضائي كبديل عن التناظري، الجيل الثالث من الإنترنت والهاتف الجوال...) تشبيب المحتوى )البيئة، الأقليات، الديمقراطية التشاركية، الفيس بوك، المدونات...) وثالثا تشبيب مستخدمي وسائل الاتصال من حيث الفئات العمرية(الشباب، المراهقين( أخذا بمقولة أن كل من يبحر في شبكة الإنترنت عمره 25 سنة... 2- “الوسيط عند الشباب ناظرا ومنظورا إليه” : يهتم المحور الثاني بماهية تمثلات الشباب الاجتماعية والثقافية لوسائل الإعلام وكيف تتمثل وتقدم “وسائل إعلام الكهول” فنظرة الشباب لوسائل الإعلام على المستوى الإجرائي ليست هي بذات القدر على مستوى التمثل والتصور. كما أن نظرة وسائل الإعلام للشباب واعتباره فئة مهمشة وسلبية ليست هي بالصورة التي يعيشها الشباب باعتباره قوة دفع وصانع للمثل بالتالي “هل يمكن الحديث اليوم عن الشباب في علاقته بالوسائط الجديدة للاتصال تحديدا باعتباره ضحية لسياق ثقافة افتراضية من صنعه؟” 3- “ثقافة الشباب وعلاقتها بوسائل الإعلام” : يتناول هذا المحور مبحثا له صلة بمحتوى ما يستهلكه الشباب من سلة المنتجات الإعلامية ( الصحافة المطبوعة، التلفزيون، الراديو... ) وكيف يتفاعل مع كل ما تعرضه الترسانة الاتصالية (الإنترنت، الهاتف الجوال، ألعاب الفيديو..) ؟ لقد أصبحت ثقافة الشباب في جزئها الأوفر ثقافة ما تنتجه وسائل الاتصال والإعلام، من جهة أخرى أصبحت الثقافة الموجهة إلى الشباب تعتمد على ميول الشباب وتفضيله للثقافة الاتصالية وخاصة تلك المتصلة بتكنولوجيات الاتصال الحديثة . 4- “الشباب والاتصال والإعلام بين الخصوصية المحلية وفعل العولمة” : هذا هو المحور الرابع والأخير والذي عليه أن يقدم مقاربة في الإجابة عن سؤال كيف يمكن الوصول إلى فهم إشكالية العلاقة بين الشباب والاتصال ومسألة الهوية في دول الجنوب وذلك من منظور تحديثي يأخذ بقاعدة أن الشباب وتكنولوجيات الاتصال هما عنصرا التنمية مستقبلا ؟ كما يتطرق الملتقى إلى مسألة تراجع استهلاك محتوى وسائل الاتصال التقليدية وخاصة الصحافة المطبوعة وهو ما يستوجب تعميق النظر لإيجاد أساليب جديدة في تناول الأحداث وتقديمها بهدف مزيد استقطاب الشباب.