افتتح السيد محمد الغنوشي الوزير الاول، يوم الخميس بتونس، لقاء الشراكة الافريقية التونسية في مجال الخدمات بحضور نخبة هامة من اصحاب القرار ومن الفاعلين الاقتصاديين في افريقيا. وابرز الوزير الاول الدور الذي يضطلع به قطاع الخدمات في دفع الاقتصاديات مبينا ان “هذا القطاع ينمو اليوم بنسق متسارع وبمعدل يمثل على الاقل ضعف نمو قطاعي الفلاحة والصناعة في جل بلدان القارة”. كما اضحى القطاع يحتل مكانة متزايدة الاهمية في اقتصاديات كل البلدان الافريقية وهو تطور حتمي وعامل نمو اقتصادي ورقي اجتماعي مثلما يبرز ذلك من خلال نموذج البلدان المتقدمة التي تتجاوز فيها الخدمات نسبة 60 بالمائة من الناتج الداخلي الخام”. واضاف ان هذا النشاط يوفر فرصا هامة للاستثمار وخلق الثروات واحداث مواطن الشغل ولا سيما بالنسبة الى خريجي التعليم العالي الذين يشهد عددهم تناميا مطردا في البلدان الافريقية كنتيجة حتمية للاولوية التي تمنحها هذه البلدان لقطاعي التعليم والتكوين. واكد على “الاهمية التي تكتسيها الخدمات باعتبارها ايضا قاطرة لتحسين التنافسية الجملية لاقتصاديات البلدان الافريقية وهو التحدي الذي تواجهه جميع البلدان”. وبين الوزير الاول انه انطلاقا من هذه الاعتبارات “ما فتئت تونس تعمل خلال السنوات الاخيرة بدفع من الرئيس زين العابدين بن علي على النهوض بقطاع الخدمات الذي يمثل حاليا نسبة 43 بالمائة من الناتج الداخلي الخام ويساهم بنحو 26 بالمائة في الصادرات”. واوضح ان هذا التمشي اتاح اليوم تكوين مؤسسات تتميز بمستوى اداء جيد في مجال انجاز الدراسات اذ تتجاوز صادراتها قيمة 50 مليون دولار واحداث مؤسسات اكثر تنافسية والاعتماد على تكنولوجيات المعلومات والاتصال الذي اضحى قطاعا “بالغ الاهمية” ويحظى بالاولوية المطلقة لا سيما منذ احتضان تونس للقمة العالمية الاولى حول مجتمع المعلومات”. وابرز السيد محمد الغنوشي الطموح الذي يحدو تونس في اطار البرنامج الرئاسي “معا لرفع التحديات” 2009-2014 الى رفع حصة الخدمات الى اكثر من 50 بالمائة من الناتج الداخلي الخام والى ما يزيد عن 30 بالمائة من الصادرات مع ايلاء اولوية لقطاعات تكنولوجيات المعلومات والاتصال والصحة واللوجستية والخدمات المالية. وتطرق السيد محمد الغنوشي الى الشراكة مع افريقيا فاوضح ان تونس التى تتمتع برصيد ثري من الخبرات فى عدة ميادين قادرة على مد الدول الافريقية بالحلول المناسبة وبكلفة تنافسية. واكد السعى الى دعم هذه الخبرة فى اطار تجسيم برامج التاهيل وتوفير الكفاءات وتوسيع قدرات التكوين فى الاختصاصات التى تستجيب لحاجيات سوق الشغل بصفة تجعل تونس قاعدة للتكنولوجيا والخدمات. وبين الوزير الاول ان ارادة دفع الشراكة التونسية الافريقية تبرز من خلال البعثات الاقتصادية التى انتظمت خلال السنوات الاخيرة فى عدة دول افريقية وكذلك من خلال تعهد الموءسسات التونسية الناشطة فى مختلف انشطة قطاع الخدمات بالاستثمار فى افريقيا والمشاركة فى طلبات العروض التى تطلقها دول القارة بهدف احداث مشاريع مشتركة مع موءسسات افريقية فى اطار تمش يضمن المنافع المتبادلة. واشار الى تنامي عدد الموءسسات التونسية التي تتوفق في الفوز بالمناقصات الدولية التي تطلقها دول القارة وتمولها موءسسات مالية اقليمية ودولية خاصة فى قطاعات الدراسات والكهرباء والاشغال العامة وتكنولوجيات الاتصال. وجدد التاكيد على ان تونس عاقدة العزم على المضي قدما على درب ارساء شراكة مثمرة ودائمة تعود بالفائدة على الجميع مع كافة الدول الافريقية سواء فى الاطار الثنائي او فى اطار التعاون الثلاثي. واعلن فى هذا السياق ان تونس تستعد لابرام اتفاق تجاري واستثماري وللتعاون الفنى مع الاتحاد الاقتصادى والنقدى لغربي افريقيا وهو اتفاق تم توقيعه بالاحرف الاولى منذ اشهر كما تعتزم تسريع المفاوضات الرامية الى الانخراط فى السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا /كوميسا/ وابرام اتفاق تفاضلي مع المجموعة الاقتصادية والنقدية لافريقيا الوسطى. وكان السيد محمد الغنوشي قد تولى قبل ذلك افتتاح صالون الخدمات الذي انتظم على هامش لقاء الشراكة. وتعرف الوزير الاول على مختلف اجنحة الصالون الذى يضم 46 موءسسة تونسية تعمل فى مجال الخدمات على غرار البنوك ومكاتب الدراسات والتصرف فى الموارد البشرية وتكنولوجيات الاتصال. ويهدف الصالون الى التعريف بامكانيات هذه الموءسسات وتجاربها فى مختلف الانشطة الخدماتية فضلا عن ربط علاقات شراكة وتعاون مع البلدان الافريقية.