أخبار تونس- سجلت عائدات القطاع السياحي في تونس ارتفاعا بنسبة 4% خلال سنة 2009، في وقت سجلت فيه مداخيل سياحة عدد من البلدان المتوسطية تراجعا بنسب تراوحت بين 20 و30% جراء تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، واعتبارا لما للسياحة من أهمية في دفع الدورة الاقتصادية والاجتماعية، وتأكيدا لهذا التوجه، أقر المجلس الوزاري المنعقد يوم الاثنين 28 جوان بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي جملة من الإجراءات الكفيلة بتجسيم التوجهات المرسومة في البرنامج الرئاسي في محوره المتعلق بدعم القطاع السياحي. وتقضي الإجراءات الجديدة بالتحيين الدوري لمواصفات تصنيف النزل بما يتلاءم مع متطلبات الجودة ومراجعة الإطار المنظم لمهنة مديري النزل وذلك بالتركيز على الجانب المهني في تحمل المسؤولية فضلا عن الرفع من نسق برنامج تأهيل المؤسسات الفندقية ببلوغ 200 مخطط تأهيل مصادق عليه في موفى سنة 2014 مع التركيز على الجانب اللامادي. كما أقر المجلس الوزاري بعث جائزة “الامتياز السياحي” بهدف تشجيع أحسن المبادرات المتميزة في المجال علاوة على تصويب تدخلات صندوق حماية المناطق السياحية لمزيد العناية بنظافة المحيط السياحي. وأكد مجلس الوزراء على تفعيل نشاط اللجان الجهوية المكلفة بالمتابعة والتنسيق بين المتدخلين في القطاع السياحي على المستوى الجهوي داعيا إلى إنجاز دراسة خصوصية لتحديد إستراتيجية ترويج جديدة ومنظومة تسويق لكل منتوج ولكل جهة وتشجيع الاستثمارات في أنماط الإيواء الموجهة للسياحة الداخلية واستنباط الآليات الكفيلة بتطويرها. كما أشار من ناحية أخرى، إلى إنجاز مشروعين نموذجيين في مجال السياحة الثقافية بالتعاون مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث والتوجه نحو انتقاء مشروعين مماثلين في مجال السياحة البيئية بالتنسيق مع وزارة البيئة والتنمية المستديمة. كما كان ضبط سياسة طموحة في مجال التنشيط وتنظيم التظاهرات الكبرى بهدف توظيفها في استقدام السياح وخدمة صورة تونس على المستوى الدولي والنظر في سبل تطوير ميزانية الترويج لمواكبة الأهداف المرسومة على غرار الوجهات المنافسة، من أهم توصيات المجلس الوزاري الذي حث المؤسسات السياحية التونسية على مزيد النهوض بتموقعها التجاري على شبكة الانترنات عبر برنامج ينجز بالشراكة مع المهنيين، إلى جانب إنجاز مواقع “واب” مؤسساتية خاصة بالوجهة التونسية والسهر على تحيينها. ونظرا لتزامن ذروة الموسم السياحي هذه السنة مع شهر رمضان المعظم، فقد أقر المجلس برامج لتنشيط الحركة التجارية وتنظيم تظاهرات تعرف بالتقاليد التونسية ومميزات الطابع التونسي في مثل هذه المناسبات وذلك بالتعاون والتنسيق بين سائر المتدخلين. ولضمان تحقيق النقلة النوعية المنشودة للقطاع وتنويع مجالات استقطاب السياح، أوصى رئيس الدولة بالمتابعة الدقيقة لتجسيم هذه الإجراءات مشددا على مزيد الحرص على جودة الخدمات والعناية بالمحيط ونظافة الشواطئ وسلامة البيئة بالتعاون بين كافة الأطراف المتدخلة. وفي نفس الإطار (الاحتفال باليوم الوطني للسياحة) وتواصلا مع العناية الرئاسية السامية، اطلع رئيس الدولة لدى استقباله يوم الاثنين 28 جوان السيد محمد بلعجوزة رئيس الجامعة التونسية للنزل، على برامج الاحتفال بهذا اليوم الوطني في الجهات للتعريف بمكاسب القطاع والتحسيس برهاناته المستقبلية. كما اطلع رئيس الدولة بالمناسبة على المثال المجسم لمشروع دار السياحة الذي سيكون مقرا لمختلف الجامعات المهنية ذات الصلة بهذا القطاع متعرفا على الخصائص الفنية والوظيفية لهذا المشروع الذي تقدر كلفة انجازه الجملية ب6 ملايين دينار ( 40 بالمائة موارد ذاتية و60 بالمائة في شكل قروض. وسيشتمل مشروع البناية، الذي سيقام على مساحة 1736 مترا مربعا في المركز العمراني الشمالي بأريانة ، على طابق سفلي وخمسة طوابق علوية مساحتها الجملية المغطاة 5670 مترا مربعا فضلا عن مساحة خضراء مهيأة. ويذكر أن قطاع السياحة سيشكل موضوع الحلقة الثانية ضمن سلسلة “حوارات مع أعضاء الحكومة” التي تبثها قناة تونس 7 والإذاعة الوطنية وذلك مساء اليوم الثلاثاء 29 جوان 2010 ، تجسيما لقرار الرئيس زين العابدين بن علي القاضي بتنظيم لقاءات دورية تجمع الوزراء بمختلف الأطراف ذات العلاقة بمجالات اختصاصهم في حوارات صريحة ومفتوحة، تكفل توفير المعلومة الشاملة والدقيقة، وتترجم الإصغاء لمشاغل المهتمين والمعنيين بكل القطاعات والإجابة عن استفساراتهم. ويبث البرنامج تلفزيا وإذاعيا في الساعة التاسعة والربع من مساء الثلاثاء، ويعاد بثه يوم الأربعاء 30 جوان 2010 فى الساعة الثانية والنصف بعد الزوال.