أخبارتونس - تحتفل تونس غدا الأربعاء مع سائر المجموعة الدولية باليوم العالمي لمحو الامية الذي ينتظم هذه السنة تحت شعار “محو الأمية وتمكين النساء”. ويشكل الاحتفال السنوي بهذا اليوم في تونس مناسبة متجددة لتكريم الدارسين المتفوقين والمنظمات والجمعيات المساندة للبرنامج الوطني لتعليم الكبار وتشخيص مساره الراهن والمستقبلي بهدف تطوير أدائه وتحسين مردوديته. ويتوافق شعار الاحتفال الذي اختارته هذه السنة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” مع توجهات البرنامج الرئاسي (معا لرفع التحديات) من حيث التركيز على تقليص أمية المرأة ولاسيما المرأة الريفية حيث يركز المحور السابع من البرنامج الرئاسي في نقطته الثانية على وضع خطة عمل متكاملة لمزيد النهوض بالمرأة الريفية من خلال العمل على الحد من التسرب المدرسي لدى الفتيات في الريف وتقليص نسبة الأمية لدى المرأة الريفية. ويعدّ البرنامج الوطني لتعليم الكبار من الآليات الأساسية لتجسيم الأهداف المتصلة بدعم تأهيل الموارد البشرية ذات القدرات القرائية المنعدمة او المحدودة مساهمة في بناء مجتمع المعرفة وتكريسا لثقافة المواطنة والمشاركة كمدخل لتعزيز البناء الديمقراطي بمنأى عن كل إقصاء أو تهميش. كما يسعى هذا البرنامج الى وضع وتنفيذ برامج ثقافية واجتماعية واقتصادية ومواطنية متنوعة تيسر الاندماج في الحياة العامة الى جانب تمكين الراغبين من الدارسين من تدريب مهني يمكنهم من المبادئ الأولية لبعض المهن التي تتماشى ومستواهم وتمكن من تحسين قابليتهم التشغيلية. كما يستأثر البرنامج الوطني لتعليم الكبار بعناية خاصة فى مستوى مرحلة المتابعة من خلال تشجيع الجمعيات على فتح نواد لتثبيت المعارف لدى المتحررين من الأمية ومواصلة إحداث المراكز النموذجية التي تتولى مساعدة هذه الفئة على الاستفادة من الثقافة الرقمية. وقد شهدت الصيغ والوسائل التعليمية في هذا الصدد تنوعا ملحوظا تمثل خاصة في ادراج الدربة على الحاسوب وانتاج دروس تلفزية في التواصل الاجتماعي تشجع على المشاركة باكثر فاعلية في مختلف جوانب الحياة. وتم أيضا إنتاج كتب مطالعة لفائدة محدودي القدرات القرائية وإصدار ملحق بجريدتي (العقد) و(الحرية) لترسيخ مكتسبات الدارس ومساعدته على الانتقال الى مرحلة التعلم الذاتي. ويتم حاليا التركيز على مزيد التحسيس بأهمية الانخراط في دروس تعليم الكبار خاصة في أوساط المرأة الريفية واحداث مراكز لتعليم الكبار بالمصالح العمومية والمؤسسات الخاصة ومراكز التدريب على المهارات المهنية الى جانب تعميم نوادي المتابعة بكافة الجهات. كما يعمل البرنامج على تفعيل الشراكة مع المجتمع المدني عبر التشجيع على احداث جمعيات متخصصة وإبرام اتفاقيات تعاون مع المنظمات والجمعيات الوطنية. وبفضل الجهود المبذولة توصلت تونس من خلال تنويع الاساليب وتطوير المناهج في مجال تعليم الكبار حسب حاجات المتعلم الى تحقيق نتائج ايجابية بوأتها صدارة الترتيب في العالم العربي وفق تقييم اجرته منظمة اليونسكو. كما اعتمدت عديد المنظمات على غرار “اليونسكو” والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الالكسو” ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة “اليونسيف” التجربة التونسية نموذجا بحكم توفقها الى وضع منظومة متكاملة لمحو الأمية تعتمد إدماج المتعلمين من الكبار ضمن الحياة العامة وتغيير آفاق حياتهم بمجرد التخلص من الأمية.