ضرورة إعداد المخطط الأخضر لكل مدينة وإحكام اختيار مواقع المناطق الخضراء وتوزيعها تلك هي ابرز التوصيات المنبثقة عن أشغال اليوم الإعلامي التقييمي حول “مساهمة البرنامج الوطني لنظافة المحيط وجمالية البيئة في مجال النهوض بجمالية المدينة“. ويأتي تنظيم هذه التظاهرة التي اشرف عليها السيد محمد المهدي مليكة الوزير المستشار لدى الوزير الأول ورئيس اللجنة الوطنية لنظافة المحيط وجمالية البيئة بمركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة في إطار تجسيم النقطة 15 من البرنامج الرئاسي لتونس الغد “من اجل جودة الحياة ومدن أجمل“. وقد دعت التوصيات خاصة الى إرساء تناسق اكبر بين مختلف مكونات المدينة عبر تشريك كافة الأطراف المعنية ولا سيما مكونات المجتمع المدني وملاءمة التكوين على كافة المستويات مع مقتضيات حماية والبيئة بالوسط الحضري وخاصة في ما يتعلق بالتصرف في المناطق الخضراء. وأوصى المشاركون بإيلاء صيانة المناطق الخضراء عناية اكبر وإدماج هذا العنصر منذ مرحلة تصور وتصميم المشاريع للتحكم في الكلفة وتامين استدامة الانجازات مع تامين التكوين للعملة المكلفين بالمناطق الخضراء. وبينوا ضرورة العمل من اجل القضاء على ظاهرة تراكم مختلف النفايات واستنباط الوسائل التي تسمح بتثمين البعض منها فضلا عن العناية بالموروث الحضاري وتثمينه من اجل إكساب المدن والقرى التونسية جاذبية وقدرة تنافسية اكبر. وأكدوا أهمية اعتماد الوسائل الرقمية الحديثة مثل أنظمة الجغرفة الرقمية لمزيد التدقيق والمتابعة والتقييم والضغط على الكلفة مع إحكام استغلال المياه في الري و النهوض باستعمالات المياه المطهرة من خلال تركيز شبكات تحتية بالطرقات الرئيسية والمساحات الخضراء الهامة. وبينوا أهمية الحفاظ على الديناميكية التي أحدثها برنامج “تونس جودة الحياة ” وتدعيمها بهدف تحقيق الأهداف المنشودة ولا سيما في ما يتعلق بمنظومات “المدينة المنتزه” و ” المدرسة المنتزه” و ” المستشفى المنتزه” و”النزل المنتزه” و “المدن والقرى المزهرة“. وثمن السيد محمد المهدي مليكة بالمناسبة النتائج التي توصلت إليها تونس في مجال النهوض بالجمالية الحضرية في إطار العيش بفضل الإرادة السياسية القوية والعناية التي يوليها رئيس الجمهورية لتجسيم حق المواطن في العيش في مدن نظيفة وجميلة يستطاب فيها العيش. وذكر أن البرنامج الوطني لنظافة المحيط وجمالية البيئة كان قد انطلق في أواخر سنة 2003 بقرار من رئيس الدولة الذي تفضل بتوفير وسائل التمويل لتدخلات البرنامج. ويرنو البرنامج الى دفع نسق التدخلات في مجالات النظافة العامة والجمالية في المدن والقرى والأرياف في تونس ومعاضدة المجهودات المبذولة من طرف كافة المتدخلين ولتحقيق النقلة النوعية المرجوة تجسيما لخيارات العهد الجديد للنهوض بجودة الحياة. كما أشار الى أن تنفيذ البرنامج شهد ثلاثة مراحل هامة واكب خلالها البرنامج المواعيد الكبرى التي شهدتها البلاد وساهم في تأهيل المدن والقرى التونسية في مجالي النظافة العامة والجمالية. وتميزت المرحلة الأخيرة بمزيد العناية بالمكاسب والانجازات التي تحققت مع التركيز على تنفيذ مشروع المدينة المنتزه (30 مدينة) الى جانب تكثيف وتنويع العمليات التحسيسية والتوعوية. وقد توفق البرنامج حسب النتائج المعروضة الى تنفيذ حوالي 780 مشروعا شملت 230 بلدية و160 منطقة ريفية. أما على مستوى الجمالية فقد تم بعث حوالي 280 مساحة خضراء جديدة وتأهيل وتجميل حوالي 160 مسار رئيسي و330 مفترق بمداخل المدن في كامل تراب الجمهورية. وبخصوص تجسيم مشروع المدينة المنتزه فقد تم إسناد العلامة المميزة ل5 مدن وسيتم إسناد هذه العلامة لفائدة 10 مدن أخرى في نهاية سنة 2008 وشهدت هذه التظاهرة التي نظمتها اللجنة الوطنية لنظافة المحيط وجمالية البيئة مشاركة العديد من البلديات والجمعيات العاملة في مجال البيئة والتنمية المستديمة والمؤسسات العامة والخاصة العاملة في مجال الجمالية الحضرية ومكاتب الدراسات المختصة وبعض الخبراء والطلبة.