ينجز حاليا بمدينة جمال مركز للثقافة الجوية وعلوم الفضاء ينتظر أن يكون جاهزا عن قريب لاحتضان أنشطة المنظمة التونسية للثقافة الجوية وعلوم الفضاء.وقد جرت يوم الثلاثاء معاينة الأشغال من قبل والى المنستير رفقة عدد من ممثلي المجتمع المدني والإطارات العلمية بالجهة. وانتظم بالمناسبة حوار بمدينة جمال حول علوم الفضاء شاركت فيه نخبة من رجال الفكر والإعلام والثقافة من بينها العالم التونسي محمد الأوسط العياري الخبير لدى الوكالة الفضائية الأمريكية “نازا” والسيد محمد عزالدين الميلى الأمين العام السابق للاتحاد الدولي للاتصالات وأصيل المدينة. واستعرض الدكتور العياري خلال الحوار أطوار تجربته العلمية التي قادته إلى اختراع جهاز الشاهد الذي يستهدف بالخصوص توحيد مواعيد الأشهر القمرية لدى المسلمين على أسس علمية ورؤية ثابتة. وبين أن الجهاز الذي سيتم تركيزه بالقيروان عبارة عن منظومة متكاملة تتيح المتابعة المستمرة لتنقل القمر في فلكه من مواقع رصد متعددة بقطع النظر عن سوء الأحوال الجوية وتصويره وإرسال صور إلى برج مراقبة لتحليلها. وأشار إلى الاستعمالات الأخرى المتعددة لهذا الجهاز الذي لا يقتصر فقط على متابعة القمر بل مئات الآلاف من الكواكب وغيرها من المواقع الفلكية. وأكد الأهمية التي تكتسيها المطالعة في تطوير المعارف لدى الناشئة وتخصيب خيالهم وصقل مواهبهم العلمية في سائر المجالات معربا عن الاعتزاز بالانتماء لتونس التي شكلت على مدى العصور ملتقى للحضارات الإنسانية وأنجبت علماء ومفكرين أفذاذا وتشهد اليوم نهضة علمية شاملة. وابرز السيد محمد عزالدين الميلى الدور الوطني الفاعل في تيسير نجاح التونسيين بالخارج وتدرجهم في المسارات العلمية والفكرية مستعرضا تجربته الطويلة على رأس الاتحاد الدولي للاتصالات على مدى سبع عشرة سنة حيث عمل على تطوير قطاع الاتصالات في مختلف بلدان العالم. وأعرب عن الارتياح لما يلمسه كلما عاد إلى أرض الوطن من مظاهر التقدم والتنمية والشاملة في تونس التي قال أنها تعيش بقيادة رئيسها أزهى فتراتها التاريخية بفضل ما توفر لها من مقومات الاستقرار والتقدم والمناعة. وعبر السيد بوراوي بن على رئيس المنظمة التونسية للثقافة الجوية وعلوم الفضاء من ناحيته عن الاعتزاز بالكفاءات العلمية التونسية مشيرا إلى مساهمات العديدين من أمثال السيدين محمد الأوسط العياري ومحمد عزالدين الميلى وكذلك المرحوم بشير سالم بلخيرية في دعم إشعاع تونس بالخارج بفضل المثابرة والروح الوطنية العالية.