“المجتمع التونسي على عهد الاغالبة ..ودراسات أخرى” تاليف المؤرخ الاستاذ عثمان الكعاك وجمع وتقديم الاستاذ أبوزيان السعدي هذا الكتاب صدر مؤخرا عن سلسلة كتاب “الحرية” وهي سلسلة كتب ثقافية شهرية تعنى بكل مجالات المعرفة تصدر عن جريدة “الحرية” لسان التجمع الدستوري الديمقراطي.وقدم الاديب والناقد الاستاذ ابو زيان السعدي لهذا الكتاب الذي ورد في 126 صفحة من الحجم المتوسط ملاحظا ان هذه المبادرة تشكل اسهاما في احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009 . ويسلط الكتاب الضوء على تاريخ القيروان وتمدنها وعمرانها وهو يندرج في خانة الكتب التاريخية والاجتماعية والادبية و يحتوي على مجموعة من الفصول كتبها العلامة الراحل عثمان الكعاك في أوقات مختلفة ولم يتهيأ له ان يجمعها. وينقسم الكتاب الذي جاء غلافه محلى بصورة لورقة من المصحف الازرق الشريف “القيروان القرن الرابع للهجرة الموافق للقرن العاشر ميلادي” الى فصلين أولهما دراسة مستفيضة عن “المجتمع التونسي على عهد الاغالبة” أرخ فيها الاستاذ عثمان الكعاك لافريقية التونسية ومدنها قبل الفتح الاسلامي ثم تحدث عن القيروان عاصمة الاغالبة وموقعها ودورها في انتشار الاسلام معرجا على أمراء دولة بني الاغلب وما كانوا عليه من قوة وما تحقق على عهدهم من انجازات مختلفة ومتنوعة في كل الميادين. كما استعرض المؤلف على امتداد هذا الفصل وجوه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والادبية والثقافية بهذه المدينة في ذلك العهد وما زخرت به من اعلام في الشعر والنثر والفقه. وتطرق الفصل الثاني الى” صناعة الكتاب بالقيروان” وهو فصل اكد من خلاله الموءلف ان صناعة ” الكاغذ” بالبلاد التونسية كانت موجودة بالقيروان والمهدية قبل انتشارها في اوروبا بقرون. واهتم الكتاب بمدن تونسية اخرى من خلال دراسات عن مدينة تونس في عهد بني خراسان ومدينة سوسة عبر تاريخها القديم والعربي الاسلامي بالاضافة الى المدن الاندلسية بالقطر التونسي وهي مدن استقر فيها الاندلسيون الذين خرجوا من اسبانيا قسرا. وتم تخصيص الصفحات الاولى من الكتاب لحياة المؤرخ الراحل عثمان الكعاك وجملة اعماله وجاء فيها بالخصوص ان هذا العلامة ولد سنة 1903 ودرس في المعهد الصادقي الذى تحصل فيه على الديبلوم النهائي وكان مهتما باللغات الاجنبية كالالمانية والانقليزية والفرنسية مما خول له الدراسة بالجامعات الفرنسية التي اتمها سنة .1928 وتولي عثمان الكعاك تدريس التاريخ والجغرافيا بالمدرسة الخلدونية الى جانب التدريس في المدرسة العليا للاداب واللغة العربية ومعهد الدراسات العليا الذى اصبح بعد الاستقلال دار المعلمين العليا. وشغل الاستاذ عثمان الكعاك عديد المسؤوليات في الاذاعة التونسية منذ تأسيسها سنة 1938 وكذلك في دار الكتب الوطنية “مكتبة العطارين “. وقد عرف الاستاذ عثمان الكعاك الذي توفي سنة 1976 بغزارة انتاجه الادبي والفكري والثقافي حيث صدرت له العديد من الكتب على غرار “موجز التاريخ العام للجزائر” و”جزر قرقنة” و”ابن القيم الجوزية”فضلا عن دراسات ومقالات في المسرح والموسيقى والادب .