احتضنت مدينة المهدية مؤخرا المنقضي ندوة حول “المقامة في الأدب العربي “نظمتها جمعية الناشئة الأدبية وهي جمعية عريقة يعود تاريخ تأسيسها إلى نحو تسعين سنة خلت واحتضنت العديد من أدباء تونس .وحاضرت في هذه الندوة الدكتورة آمال النخيلى المتخصصة في الآداب العربية حول” المقامة في الأدب العربي الحديث مقامات كمال الشطى نموذجا” اعتمادا على كتاب “سبع عشرة مقامة في مغامرات البيداء والجبل” الذي أصدره هذا الكاتب سنة 2003 عن دار المعارف بسوسة كما تعرضت لمجموعته الجديدة «مقامات في الضحك والبكاء». ولاحظت المحاضرة ان جنس المقامة الذى هو جنس سردى وحكائى كان قد ابتدعه بديع الزمان الهمذانى في القرن الرابع هجرى مثل جامعة لما تناثر من ميزات النثر العربي وخلاصته وذروة التفنن فيه وحللت المحاضرة فحوى كتاب كمال الشطي” سبع عشرة مقامة” مشيرة إلى أن شكل هذه المقامات الحديثة التي جعلت من الحيوانات محملا لمعانيها لا يثبت على نمط واحد فهو يقوم على الحيلة والخداع مثلما هو الشأن في مقامة السلحفاة وبعضها يقوم على خيبة الرجاء وخرق أفق التوقع والانتظار مثلما هو الشأن في مقامة أضواء الظلام وبعضها قام على التدرج في الحدث على مستوى العقدة والتأزم مثلما هو الشأن في مقامة في هضاب الخطب المرير ، مما يكشف أن الكاتب اتخذ المقامة إطار مرنا يعتمد السرد على أساس من الهزل والسخرية بأساليب مختلفة . وأضافت أن بطل مقامات كمال الشطى ابوالفتح يختلف عن أبى الفتح الاسكندري بطل مقامات الهمذانى فهو ابو الفتح التونسي ولم يكن اسكندريا بل صيادا لا ينافس ولا يضاهي سئم زيف المدينة . من ناحيته أكد المؤلف في ردوده على تدخلات الحاضرين من جامعيين وغيرهم من المثقفين انه اختار كتابة المقامة قصد إحياء جنس أدبي تميز به الأدب العربي واندثر أو يكاد وإسقاطه على مشاغل القرن الواحد والعشرين ملاحظا أنه ينشد أن تكون الرموز الواردة في مقاماته منطلقا لاجتهاد القارئ وليس غاية في حد ذاتها . واثر ذلك تمت قراءة بعض المقامات من مجموعة مقامات في الضحك والبكاء لاسيما المقامة الكروية التي تنتقد في أسلوب هزلي ساخر بعض السلوكيات الاجتماعية .