تتواصل أشغال القسط الاول من مشروع تهذيب حى الربط بالمنستير الذي تنفذه البلدية بالتعاون مع اللجنة الوطنية لنظافة المحيط وجمالية البيئة ضمن المشروع الوطنى المدينة المنتزه الى غاية منتصف شهر أفريل 2009 . وتتضمن اشغال القسط الاول وكلفتها 300 الف دينار تجميل واجهات المنازل والمحلات التجارية والحيطان بالحجارة ذات اللون الترابي المستخدم فى العمارة الاسلامية تجلب من مقاطع بوفيشة ويتم تحويلها بدار شعبان الفهري. وأوضح السيد محمد صالح البحورى المهندس المعمارى للمشروع أن الحجارة المستخدمة تناسب طبيعة العمارة فى حى الربط وتمتاز بصلابتها أمام المؤثرات المناخية خاصة الرطوبة. وتشمل الاشغال الجارية تبليط الارصفة بحجارة جميلة وكذلك واجهات المنازل والمحلات التجارية علاوة على بناء أقواس بمداخل بعض الانهج كالذى يؤدي الى سباط عميرة. وسيتم اطلاق تسميات علي الانهج مستوحاة من التسميات الشعبية لتخليد التراث الشعبى للمدينة ولاعلامها ممن عاشوا بهذا الحى مثل سباط عميرة و سقاق الهادى مانى و سقاق الشقناوى و سقاق امعقب. وكلمة سقاق هى التسمية الشعبية للزقاق. ويذكر شكل الاقواس التى يتم اقامتها بمداخل الانهج بأبواب مدينة المنستير السبعة وهو شكل مستوحى من العمارة الاسلامية خاصة سور مدينة المنستير ورباطها الكبير وسباط عميرة والمنازل بالمدينة العتيقة كدار البحوري فى سباط عميرة ودار الشرع المقر الحالى لجمعية صيانة مدينة المنستير ودار الجدى وكلاهما بحومة الشراقة. وينتظر انجاز قسطين اخرين من هذا المشروع بكلفة 700 الف دينار ببناء حنفية فى ذات المكان الذي كانت مشيدة به أى قبالة حانوت الفقاسه وذلك احياء لمشهد من الحياة اليومية سابقا بحى الربط. وتشمل الحنفية بالخصوص حوضا قطره 30 سنتمرا وأحواضا لنباتات الزينة وفوانيس. كما برمجت الجهات المعنية بالمشروع تشييد متحف الديانات فى مستوى نادى المصارعة الحالى وهو المكان ذاته الذي كانت به كنيسة. علما أن حى الربط كان يضم قبل القرن العشرين الجامع والبيعة والكنيسة دلالة على التعايش السلمى فى تونس منذ القديم بين السكان وترسخ ثقافة احترام الاخر بها. كما يتضمن المشروع انجاز سوق الربع الذى سيضم حرفيين مختصين بصنع الغرابيل التى اشتهرت بها مدينة المنستير الا أنه لم يبق اليوم بهذا الحى سوى حرفيان اثنان. ويندرج حى الربط ضمن المسلك السياحى للجهة وهو الحى الاثرى الوحيد بمدينة المنستير الذى مازال الى اليوم محافظا بشكل كبير على عمارته الاسلامية. ويضم عديد المعالم الاثرية كدار البحورى ومعصرة الربط وحمام الربط وكلها معالم تعود الى ما قبل القرن العشرين.