استحضرت اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي المنعقدة يومي 3 و4 افريل 2009 في دورتها العادية الاولى بعد مؤتمر التحدي اللحظة التاريخية المتميزة التي سجلها هذا المؤتمر. وأعلن فيها الرئيس زين العابدين بن علي قراره بأن يكون مرشح التجمع للانتخابات الرئاسية القادمة مستجيبا بذلك للرغبة الملحة لابناء شبعه من كل الفئات والجهات داخل الوطن وخارجه ولاصرار كافة التجمعيين والتجمعيات على التشبث بسيادته قائدا أوحد لحاضر البلاد ومستقبلها والضامن لتحقيق طموحات أبنائها نحو مزيد التطور والازدهار.وسجلت اللجنة المركزية في لائحتها العامة بكامل الفخر والاعتزاز أجواء الفرحة العارمة التي عمت مختلف ربوع البلاد احتفاء بهذا القرار التاريخي الهام وتجسيما لمشاعر الوفاء للرئيس زين العابدين بن علي. وأكدت أن مؤتمر التحدى يشكل مرحلة جديدة في تاريخ التجمع وفاتحة لطور اخر على درب مسيرته النضالية المتواصلة في ظل القيادة الحكيمة لسيادة الرئيس الذى بث فيه روحا جديدة بعد أن بادر باصلاح أوضاعه وتطوير مرجعيته وتجديد خطابه وتعصير أساليب عمله حتى يظل التجمع الفضاء الامثل للعمل والانجاز والبذل والعطاء والتضحية باعتباره حزب الاستقلال وبناء الدولة الوطنية والمؤتمن على التغيير والاصلاح في تونس العهد الجديد. وفي اشارة الى تزامن انعقاد هذه الدورة العادية الاولى مع احتفالات الشعب التونسي بالذكرى الثالثة والخمسين للاستقلال والذكرى الحادية والسبعين لاحداث 9 افريل 1938 عبرت اللجنة المركزية عن اكبارها واجلالها للتضحيات الجسام التي قدمها شهداء الوطن والزعماء والمقاومون والمناضلون في سبيل عزة تونس ومناعتها ولما يبذلونه اليوم من جهد نضالي كبير اسهاما في دفع حركة التنمية الشاملة. كما تطرقت اللائحة العامة الى استعداد تونس للاحتفال بالذكرى الخمسين لاصدار الدستور يوم غرة جوان 1959 . وفي هذا الصدد استحضرت اللجنة المركزية بكامل الاعتزاز الابعاد التاريخية لهذا الحدث معربة عن بالغ الثناء والتقدير لما يقوم به رئيس الجمهورية من أجل تثبيت دعائم النظام الجمهورى وتطوير الحياة السياسية وترسيخ المسار الديمقراطي ومؤكدة التزامها الكامل بالحفاظ على مكاسب هذا النظام وتثبيت دعائمه في ظل جمهورية الغد جمهورية الاصلاح والتغيير المتواصل. وبعد أن باركت قرار الرئيس زين العابدين بن علي احداث لجان قارة داخل اللجنة المركزية وذلك حرصا من سيادته على تشريك مختلف الطاقات التجمعية ومزيد تطوير أداء اللجنة المركزية نوهت اللائحة العامة بالحركية الهامة التي يعيشها التجمع بجميع هياكله واطاراته وسائر مناضليه ومناضلاته وما يقدمه من مبادرات عززت حضوره الميداني الفاعل وكرست نجاعة عطائه في التعريف بالبرامج والانجازات وفي ضمان التعبئة الكاملة من أجل كسب الرهانات ورفع التحديات المطروحة . ومن جهة أخرى عبرت اللجنة المركزية عن ارتياحها للتوجهات الرائدة والاجراءات العملية الهامة التي اقرها رئيس الدولة من أجل تقليص نسبة البطالة وتشغيل أكبر عدد ممكن من طالبي الشغل لاسيما حاملي الشهادات العليا. وبعد أن أعربت عن انشغالها بتطورات الازمة المالية العالمية وتاثيراتها الاقتصادية والاجتماعية نوهت اللائحة العامة بالمنهجية الوطنية التي أذن سيادة الرئيس باعتمادها في معالجة تداعيات هذه الازمة والحيلولة دون تفاقم انعكاساتها وبما تم اقراره من اجراءات ظرفية وهيكلية استهدفت العديد من القطاعات قصد تطوير انتاجيتها وتعزيز نسق الصادرات ودعم القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني. كما سجلت بكامل الاعتزاز النتائج الطيبة التي توفقت اليها البلاد بفضل منوالها التنموى الذى يأخذ في الاعتبار الخصوصيات الوطنية ويكرس النجاعة في تلازم الابعاد الاقتصادية والاجتماعية وفي ضمان التوازنات الكبرى ومجابهة التقلبات الخارجية مؤكدة ضرورة ملازمة اليقظة تجنبا لاى تراجع في نسق النمو وفي حركية الاستثمار والتشغيل. وأشادت اللجنة المركزية أيضا بالخطة العملية الجديدة التي اذن الرئيس زين العابدين بن علي باعتمادها لمزيد تحسين مختلف مقومات القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني لدعم قدرة المؤسسة على الانتاج والاستثمار والتصدير والتشغيل مثمنة القرار الرئاسي المتعلق باحداث اللجنة الوطنية للانتاجية وعلى صعيد اخر عبرت اللجنة المركزية عن ارتياحها لما الت اليه المفاوضات الاجتماعية من نتائج ملموسة وما ارتقى اليه الحوار الاجتماعي من مستوى يعكس روح المسؤولية لدى كافة أطراف الانتاج والادراك العميق لاهمية الرهانات المطروحة موصية فى هذا السياق بتظافر كل الجهود من أجل الحفاظ على المكاسب ودعمها. وباركت اللجنة المركزية العناية المتزايدة التي يوليها رئيس الجمهورية لشباب تونس حتى يظل دوما مواكبا للتحولات المتسارعة قادرا على التاثير فيها والاستفادة منها واعيا بمسؤوليته في خدمة الوطن والذود عنه والولاء له دون سواه مجددة اكبارها لقرار سيادة الرئيس جعل سنة 2008 سنة الحوار مع الشباب ومعبرة عن اعتزازها بميثاق الشباب الذي تم امضاؤه يوم 7 نوفمبر 2008 تحت شعار “تونس أولا”. وبعد أن نوهت بالارادة السياسية الثابتة للرئيس زين العابدين بن علي وحرصه الدائم على دعم قنوات الحوار مع شباب تونس في الداخل والخارج ثمنت اللجنة المركزية مبادرة سيادته باقتراح سنة 2010 سنة دولية للشباب تتوج بعقد مؤتمر عالمي للشباب وذلك ايمانا منه بأهمية الدور الذى يضطلع به الشباب في رفع التحديات وفي ترسيخ قيم التقارب والتعاون والتضامن بين الشعوب. وعبرت اللجنة المركزية في هذا السياق عن اعتزازها العميق وفخرها الكبير بتبني القمة العربية المنعقدة مؤخرا بالدوحة لمبادرات رئيس الدولة وتوجهاته السديدة وبخاصة دعوته المتعلقة باعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب. كما أشادت بما قدمته مشاركة سيادته في هذه القمة وكذلك في قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية من اضافات نوعية ومقترحات عملية تتعلق بتوسيع افاق التعاون والشراكة بما يخدم مصالح الشعوب ورفاه مواطنيها ويدعم القضايا الجوهرية ويرسخ القيم الانسانية النبيلة. وعلى صعيد اخر أكدت اللجنة المركزية للتجمع اعتزازها بالمكانة المرموقة التي بلغتها المرأة في تونس العهد الجديد بفضل السياسة الحكيمة والتوجهات الحضارية لسيادة الرئيس الذى جعل المراهنة على المرأة خيارا استراتيجيا وارتقى بها الى منزلة الشريك الفاعل للرجل في الاسرة والمجتمع وعزز مكانتها على جميع المستويات كما عبرت عن فخرها واعتزازها بتولي السيدة ليلى بن علي رئاسة منظمة المرأة العربية بما يضفي على اداء هذه المنظمة المزيد من النجاعة والجدوى في تناول قضايا المراة ودعم مكانتها وتنامي دورها في الحياة العامة. وأعربت اللجنة المركزية في لائحتها العامة عن ارتياحها الكبير لما تشهده الحياة الثقافية بالبلاد من حركية متواصلة ومن عطاء زاخر في شتى مجالات الانتاج الفكرى والابداع الفني ولما تتميز به السنة الحالية 2009 من أحداث ثقافية كبرى في مقدمتها الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية والاحتفاء بالذكرى المائة لميلاد شاعر تونس الكبير أبوالقاسم الشابي والذكرى المائة لميلاد العلامة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور. كما أعربت عن بالغ تقديرها للرئيس زين العابدين بن علي لما يوليه من عناية بالنخب الفكرية ورجال الثقافة والابداع بما يعزز اسهاماتهم في تثبيت التوجه الحداثي للمشروع الحضارى للتغيير ولحماية الثقافة التونسية من كل أشكال التغريب والتشويه. وثمنت اللجنة المركزية اعادة الاعتبار للدين الاسلامي الحنيف ونشر تعاليمه مؤكدة ما تتميز به تونس من خصائص الانفتاح والاجتهاد والتسامح والاعتدال والوسطية وما تبذله من جهد في سبيل دعم الحوار بين الاديان والحضارات والثقافات والتصدي لكل أشكال التطرف والتعصب والارهاب. وسجلت بكامل الارتياح المكانة المتميزة التي يوليها سيادته لابناء تونس المقيمين بالخارج وما يخصهم به من أوجه الاحاطة والرعاية ومن اهتمام بمشاغلهم وتطلعاتهم لتحسين أوضاعهم وصون كرامتهم ببلدان الاقامة ومزيد دعم اسهاماتهم الفاعلة في مسيرة التنمية الوطنية. ولدى تطرقها الى العلاقات الخارجية أعربت اللجنة المركزية للتجمع عن بالغ فخرها وعظيم اعتزازها بمواقف رئيس الدولة الداعمة لقضايا العدل والسلم في العالم مشيدة مشيدة بالجهود الكبيرة التي ما فتىء يبذلها الرئيس زين العابدين بن علي لتكريس التضامن العربي وتفعيل علاقات التعاون والاندماج بين مختلف البلدان العربية ومكبرة حرصه الدائم على تثبيت دعائم اتحاد المغرب العربي باعتباره خيارا استراتيجيا لا محيد عنه. كما ثمنت الدور الهام الذى تضطلع به تونس بهدى من سيادة الرئيس لتعزيز أسس العمل الافريقي المشترك وسجلت بكامل الاعتزاز السعي المتواصل لمزيد تطوير مجالات التعاون مع الاتحاد الاوروبي في اطار شراكة بناءة قائمة على الاحترام المتبادل ودعم مختلف المبادرات الرامية الى تعزيز التعاون في الفضاء المتوسطي وترسيخ أسباب الامن والسلم والتنمية المتضامنة بين شعوب المنطقة. وسجلت اللجنة المركزية في لائحتها ما يتميز به التحرك الخارجي للتجمع من كثافة وتنوع في اطار التوجهات الرائدة التي رسمها سيادة الرئيس بما يعزز مكانة التجمع في محيطه الخارجي خدمة للاهداف الوطنية ودعما لارشعاع تونس وتالقها في كافة المحافل الدولية. وأكدت عزم التجمعيين والتجمعيات على مزيد البذل والعطاء والمثابرة من أجل رفع التحديات وتجسيم الاهداف الوطنية الطموحة وانجاح المحطات السياسية المقبلة وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستكون موعدا مع التاريخ لتجديد المبايعة الكاملة للرئيس زين العابدين بن علي.