انتظمت بمدينة المهدية يوم الأحد ندوة فكرية موضوعها إثر المهدية الفاطمية فى معمار القاهرة المعزية بمبادرة من جمعية الناشئة الأدبية.وحاضر الدكتور محمد محمد الكحلاوي أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية بكلية الآثار بالقاهرة الأمين العام لجمعية الآثاريين العرب حول أوجه الشبه المتعددة بين المعالم الفاطمية في المهدية والقاهرة مذكرا بأن الدولة الفاطمية انتقلت من إفريقية إلى مصر حاملة معها كل ما تملكه من ثراء حضاري ومعماري وفني وأدبي. وشرح دوافع اختيار الفاطميين الموقع الحالي لمدينة المهدية لإنشاء عاصمة محصنة إذ جاؤوا بعقيدة مذهبية مخالفة للمذهب السني لأهل القيروان مثلما هو الشأن لاختيارهم موقع القاهرة لبناء عاصمة محصنة في مصر وتخليهم عن الفسطاط العاصمة القديمة. وتناول في هذا السياق أوجه الشبه المتعددة بين المسجد الفاطمي الجامع بالمهدية ومسجد الخليفة الحاكم بأمر الله في القاهرة. كما تعرض الى التشابه الوظيفي بين المسجد الفاطمي في المهدية الذي أنشاه الخليفة الفاطمي الأول عبد الله المهدي والجامع الأزهر الذى شهد زيادات وتوسيعات على مر العهود التاريخية المتعاقبة على مصر. ولاحظ الأمين العام لجمعية الآثاريين العرب أنه خلافا لما يؤكده بعض المؤرخين فإن بقايا ميناء المهدية القديم تدل على أن عمارته فاطمية وليست بونية. وجدير بالذكر أن مدينة المهدية أنشاها الخليفة الفاطمي الأول عبدا لله المهدي سنة 309 هجري ومدينة القاهرة أنشئت بأمر من الخليفة الفاطمي الرابع المعز لدين الله نحو منتصف القرن الخامس هجري على يد قائد حملته على مصر جوهر الصقلي.