أكد المشاركون في المائدة المستديرة التي انتظمت يوم الثلاثاء بتونس حول موضوع “كيفية مواجهة الأزمة”أن الاستثمار في جودة المنتوج وتحسين الخدمات والبرامج التي يجب اعتمادها في مختلف الأنشطة السياحية تمثل أفضل السبل لمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة. وتبرز المعطيات التي تم تقديمها بالمناسبة الأداء الجيد لقطاع السياحة خلال العشرة أشهر الأولى من السنة الحالية والذي يتجلى من خلال تطور عدد السياح الوافدين على البلاد بنسبة 3.4 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 ليبلغ 6 ملايين و288 ألف. كما تطورت المداخيل بنسبة 10 بالمائة حيث بلغت قيمتها 2900 مليون دينار. وارتفع عدد الليالي المقضاة بنسبة 2 بالمائة لتبلغ 35.1 مليون ليلة. وتطورت المداخيل بالنسبة إلى الليلة الواحدة بنسبة 6 بالمائة لتمر من 76 دينارا إلى 82 دينارا. وابرز السيد خليل العجيمي وزير السياحة بالمناسبة انه إزاء الأزمة العالمية واعتبارا للمكانة التي تحتلها السوق الأوروبية بالنسبة للسياحة التونسية (4 ملايين سائح سنويا) بادرت الوزارة بإحداث خلية يقظة لتامين المتابعة المستمرة لأوضاع الأسواق التقليدية بهدف توضيح الرؤى بالنسبة لسنة 2009 . وأضاف أن الوضع الراهن يقتضى عدم الخضوع لضغوطات وكالات الأسفار التي تسعى دائما إلى الحصول على تعريفات منخفضة بل العمل على تحديد آليات للتدخل في الوقت المناسب والبحث عن أسواق جديدة على غرار الأسواق المجاورة ولاسيما ليبيا والجزائر. وعلى غرار وزارة السياحة قامت الخطوط التونسية أيضا بإحداث خلية يقظة لجمع المعلومات حول خطط الطيران والوجهات وتطلعات الحرفاء. وأكد السيد نبيل الشتاوى الرئيس المدير العام للخطوط التونسية في هذا الصدد على مواصلة الجهود المتعلقة بتحسين وتنويع المنتوج والمحافظة على نفس نسق النمو الذي حققته الشركة خلال سنة 2008 والذي ناهز نسبة 6 بالمائة. وأشار السيد نبيل الشتاوى إلى ضرورة تعميق التفكير في ما بعد الأزمة ملاحظا انه يتوقع في هذا الإطار الترفيع في ميزانية الشركة لمواكبة القطاع السياحي والاستجابة لحاجيات وكلاء الأسفار. كما ينتظر أن تؤمن الشركة في أفق 2012 رحلات إلى وجهات بعيدة على غرار كندا والولايات المتحدةالأمريكية والصين. وأوضح السيد رؤوف الجمني المدير العام للديوان الوطني للسياحة التونسية انه سيتم القيام بحملات ترويجية متواصلة تستهدف الأسواق الواعدة بهدف الارتقاء بالوجهة التونسية مع الترفيع فى الميزانية المخصصة لذلك. وتعكف حاليا لجنة تضم ممثلين عن الديوان وناقلين جويين ومؤسسات فندقية ووكالات أسفار على تنظيم حملات ترويجية تتلاءم مع خصوصيات كل سوق. واعتبر السيد محمد بلعجوزة رئيس الجامعة التونسية للنزل أن الميزانية المخصصة للترويج بالنسبة لسنة 2009 تبقى غير كافية مقارنة بتلك التي تخصصها البلدان المنافسة وهو ما يؤكد ضرورة مساهمة كل المهنيين في صندوق تنمية تنافسية القطاع السياحي بهدف مزيد النهوض بالوجهة التونسية وتعزيز صورة تونس في الخارج. كما تم التأكيد من جهة أخرى على ضرورة مزيد العناية بالتكوين والسياحة الداخلية لضمان ديمومة القطاع السياحي.