من جديد تكدّست الفضلات في أربع ولايات بتونس الكبرى وهي بلدية العاصمة وأريانة وبن عروس ومنوبة وذلك بسبب اضراب أعوان برج شاكير الذي يستوعب يوميا ألفي طن من الفضلات التابعة ل 34 بلدية هذا المصب يستوعب فضلات 2 ملايين مواطن. «الشروق» اتصلت بمدير النظافة ببلدية العاصمة السيد مجدي هنتاتي وبالسيد ناصر السالمي كاتب عام جامعة البلديين وبمصدر طبي حذّر من مخاطر تراكم الفضلات على صحّة التونسي وعلى البيئة. هل من حل؟ في البداية ذكر السيد هنتاتي أن شاحنات جمع النفايات التابعة للبلديات لم تجد فضاء لافراغ محتوياتها من النفايات منذ 3 أيام تاريخ دخول أعوان برج شاكير في اضراب وهي المرة الثالثة التي يغلق فيها هذا المصبّ خلال 2013 جراء مطالب نقابية للأعوان ولاحظ أنه في موفى فيفري الماضي أغلق المصب لمدة 37 يوما، كما أغلق مؤخرا منذ 8 ماي الجاري الى أجل غير واضح رغم التداعيات الصحية والبيئة الكبيرة التي ستنجر عن تكدّس النفايات المتزامنة مع ارتفاع درجات حرارة الطقس خاصة أن جل نفاياتنا عضوية تتخمر مما يجعلها تفرز روائح كريهة كما تتحوّل الى وكر للحشرات والذباب والحيوانات السائبة. بالاضافة الى أن تونس مقبلة على موسم سياحي مما سيضرّ بصورة تونس في الخارج. أسباب الاضراب من جهته وضّح السيد ناصر سالمي كاتب عام جامعة البلديين أن أسباب اضراب برج شاكير تعود الى طرد 16 عونا من بينهم نقابيان طردا تعسفيا منذ شهرين كما أن الأعوان منذ أشهر يحصلون على رواتبهم دون تمكينهم من بطاقات الخلاص ومن الساعات الاضافية التي يقومون بها. كما تم حرمان العملة وعددهم نحو 74 عونا من حافلة تقلّهم الى مساكنهم ليلا خاصة أن المنطقة «مقطوعة» الى جانب تعرّضهم الى عديد البراكاجات ولاحظ أن المتصرّف في المصب الخاص برج شاكير أجنبي وسينتهي عقده خلال 8 أشهر وهو متأكد من عدم حصوله مجدّدا على الصفقة لذلك تمادى في التجاوزات تجاه الأعوان... ولاحظ مصدرنا أن الجهات المعنية عليها التفكير في مصب آخر لأن مصب شاكير لن يكون صالحا للاستخدام بعد نحو سنة وينتظر أن تلتقي الجامعة خلال الاسبوع القادم مع مسؤولين من وزارة الداخلية ومع ذلك رفض الأعوان استئناف العمل بسبب تعدّد الوعود وعدم الحصول علىحلول عملية. مخاطر صحية وبيئية من جهة أخرى أفادت مصادر طبية فضلت عدم ذكر اسمها أن تراكم الفضلات لأيام مع تواصل ارتفاع درجات الحرارة خاصة أن النفايات المنزلية تشكل خطرا كبيرا على صحّة الانسان والبيئة منها أمراض الجهاز التنفسي كالحساسية والربو والأمراض التعفنية منها الكوليرا والطاعون والمالاريا والسل والكبد... الى جانب تسببها في أمراض جلدية كالليشمانيا والجرب والسرطانات عافاكم ا& . ويعود ذلك الى الروائح الكريهة الناتجة عن تعفّن النفايات المنزلية بسبب الجراثيم والطفيليات وتبخّر الغازات السامة. وانتشار الحشرات الناقلة للمكروبات والأوساخ (ذباب وناموس صراصير...) وتقوم الحيوانات السائبة بنقل الأوبئة والأمراض من جراء تكدّس هذه النفايات لأيام طويلة. من جهة أخرى فإن هذه النفايات تتسبب في تلوّث البيئة والهواء عبر الدخان الناتج عن عمليات الاحراق والابخرة المهيجة الصادرة عن الغازات السامة. يبقى أن التونسي هذا العام يعاني من تكدّس النفايات ومن «الناموس» الذي بدأ هجمته مبكّرا...