ولاية مدنين تسجّل أعلى عدد وفيات بسبب حوادث الطرقات في ولايات الجنوب    اختتام الدورة النيابية الأولى للسنة البرلمانية 2024-2025    القيروان: حجز وأتلاف كميات ضخمة من اللحوم الفاسدة    قريباً: رفيق حفلاتك الأمثل بتقنية الذكاء الاصطناعي – هاتف OPPO Reno14 F 5G هنا ليخطف الأضواء!    في وقفة احتجاجية امام وزارة التربية المعلمون يطالبون بالحوار وتنفيذ الاتفاقات السابقة    بطولة افريقيا للأمم لكرة اليد للوسطيات: المنتخب الوطني ضمن المجموعة الاولى    جندوبة: حفل ناجح لرؤوف ماهر بمهرجان بلاريجيا الدولي    دولة عربية تسجل حرارة تلامس ال50 مئوية لأول مرة في شهر جويلية    أكثر من مليون تونسي يعاني من الشقيقة.. و''الكنام'' ما يعترفش بيها    السويد تطالب أوروبا بتجميد الشراكة التجارية مع إسرائيل    الاتحاد الاوروبي يشرع في تطبيق استثناءاتٍ لفائدة بعض المنتجات النسيجية التونسية    مباراة ودية: النجم الساحلي يفوز على نجم المتلوي    بطولة افريقيا للأمم لكرة اليد للصغريات: المنتخب الوطني ضمن المجموعة الأولى    عاجل/ العثور على جثة امرأة بهذا الوادي..    جريمة مروعة: زوج يطعن زوجته داخل المحكمة..    رسميا/ هذا موعد إنتاج وتوزيع ورق الكراس المدرسي..#خبر_عاجل    حفريات معبد تانيت...التوصل الى اكتشافات هامة    تفاعل جماهيري مع عرض نوردو في مهرجان سليانة الدولي    وزارة التجارة تكشف نتائج نشاط المراقبة الاقتصادية خلال هذه الفترة..    عاجل: انطلاق عملية نشر نتائج التوجيه الجامعي عبر خدمة الإرساليات القصيرة    أشغال تطوير كبرى بمركب الترجي استعدادًا لانطلاق موسم الشبان    فيديو يُشعل مواقع التواصل: سيارة خاصة تعرقل مرور سيارة إسعاف لمدة 10 دقائق!    عندكم فكرة على ''سوق الكرموس'' في الرقاب ؟    عمرو دياب يُفاجئ الجمهور: بكليب ''خطفوني'' بمشاركة ابنته جانا    للّي كبروا على صوت ''البيس''...هذه حكايتكم!    الزهروني: محاولة قتل شاب خلال "براكاج" مروّع في الطريق العام    موجتهم الأولى من الأمل: هيونداي تونس تُمكّن أطفالاً يتامى من اكتشاف البحر لأول مرة    20 شاحنة مساعدات إماراتية تستعد للدخول إلى غزة..    المعهد الوطني للتراث يستعيد ست قطع أثرية تمت إعارتها إلى معهد العالم العربي بباريس منذ سنة 1995    خزندار : محاصرة بارون ترويج المخدرات    تنبيه/ تراكم الدهون في الكبد ينذر بأعراض صحية خطيرة..    تأهل البولونية شفيونتيك والأمريكية كيز واليابانية أوساكا إلى الدور الثالث ببطولة مونتريال للتنس    تونس تخرج من موجة الحر: تراجع الكتل الساخنة والأجواء منعشة    تونس تحصد 58 ميدالية في دورة الألعاب الإفريقية المدرسية بالجزائر    مونديال الألعاب المائية بسنغافورة - الفرنسي مارشان يحطم الرقم القياسي العالمي لسباق 200 متر متنوعة    تحب تحلّ حساب؟ البوسطة ولا البنك؟ هاو الفرق!    العربي بن بوهالي: تضخم مستمر وأرباح مرتفعة للبنوك والشركات... والفقراء يدفعون الثمن    إطلاق مبادرة وطنيّة من أجل إنتاج غذائي بحري مبتكر ومستدام    بلدية تونس تُعلن عن عفو جبائي لسنة 2025: امتيازات مالية هامة للمواطنين    تطاوين : فرقة "تخت للموسيقى العربية" تحيي حفلا بمشاركة الفنان الليبي علي العبيدي والفنان الصاعد محمد إسلام المهبولي    "لاس ميغاس" تهز ركح الحمامات بإيقاعات الفلامنكو الجديد    عاجل من الافريقي: متوسط ميدان ليبي يمضي رسميًا    من طبرقة إلى جرجيس: كل الشواطئ مفتوحة أمام التونسيين هذا الويكاند    باحثون يطورون علاجا لهشاشة العظام...تفاصيل لا تفوتها    طرشق في صوابعك تنجم توصل للسبيطار...سّر باش يصدمك    مدفيديف يرد بسخرية على تحذير ترامب له ا ويذكّره ب"اليد الميتة" النووية الروسية    عاجل/ رئيس الدولة يفجرها تونس لن تكون لقمة سائغة للوبيات ولأعوانهم..    تسجيل 8 هزات ارتدادية عقب زلزال كامتشاتكا شرقي روسيا    عاجل/ دولة جديدة تعلن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    نجاح أول عمليات منظارية على الأربطة المتقاطعة بالمستشفى الجهوي بقبلي..    إضراب النقل يُربك التنقلات في العاصمة.. و"التاكسي" يدخل على الخط: شهادات متباينة ومطالب مهنية    تاريخ الخيانات السياسية (31) البوّاب أخذ ألف دينار    سعرها حوالي 100 مليون دولار.. تحطم ثاني مقاتلة أمريكية "إف- 35" خلال عام    سهرة فلكية بمدينة العلوم    تاريخ الخيانات السياسية (30)...تمرّد المبرقع اليماني بفلسطين    عاجل/ التحقيق مع أستاذة في الفقه بعد اصدار فتوى "إباحة الحشيش"..    يوم غد السبت مفتتح شهر صفر 1447 هجري (مفتي الجمهورية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكداس الفضلات والروائح الكريهة وجحافل الناموس حاضرة «بقوة» في شوارع مدينة تونس الكبرى وأحيائها
تحقيقات: مع حلول الصيف
نشر في الصباح يوم 28 - 06 - 2013

غمرت الأوساخ والفضلات المنزلية والأعشاب الطفيلية الأحياء والطرقات والانهج الواقعة في قلب العاصمة ووسط المدن السياحية الكبرى والحشرات وجحافل الناموس والذباب فأصبح المشهد العام في تونس وفي أكثر من منطقة مزريا ويطرح أكثر من تساؤل: أين البلديات؟ أين النيابات الخصوصية وأين المراقبة الحكومية؟
انتشار الأوساخ والفضلات بأنواعها وتكدسها باتا من المشاهد المزرية خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة فبعد أن تعود التونسيون طيلة السنوات الماضية على بعض الانتظام في العمل البلدي أصبح اليوم عمل أعوان رفع الفضلات محل استغراب المواطن بسبب عدم الانتظام في رفع القمامة خاصة من أمام التجمعات السكنية والتجارية والمستشفيات والأسواق... إذ أصبح الوضع يهدد حقيقة بكارثة بيئية وانتشارا للأوبئة والأمراض.
والأمر نفسه ينطبق على العمل البلدي في مجال التعهد بصيانة الطرقات وإصلاح الحفر حتى أن مستعملي الطريق نادرا ما يرون أشغالا في هذا المجال الأمر الذي جعلهم يتعودون على المناطق السوداء ويتدربون على طرق تحاشيها والمرور منها دون اضرار.
مواطنون يتذمرون
في هذا الريبورتاج حاورت "الصباح" عديد الأطراف للوقوف على الإشكال ومعرفة الحلول المناسبة له وكانت البداية مع المواطنين حيث أطلق "طارق" موظف بوزارة صيحة فزع وطالب الحكومة بإيجاد حل للمشكل الأساسي الذي يؤرق المواطن وهو القضاء على الناموس والحشرات. وقال"إن تقدم الدول يقاس بمدى نظافة وجمالية مدنها في حين أننا في تونس منشغلون في قضايا الشريعة ونصرة الإسلام والنقاب وغيرها من الأمور التي وصفها ب"التافهة" عوض العناية بالبيئة والبلديات والنظام وتوفير موارد مالية عاجلة لشراء التجهيزات وتعصير العمل البلدي سواء من حيث المعدات واللباس وظروف العمل وإعادة تكوين عمال النظافة على منهج صحيح".
ويقول كريم (موظف) إن أكثر ما يلاحظه هذه الأيام هو تراكم فضلات البناء والتي تنضاف إليها الفضلات المنزلية وأشار إلى ازدياد أكوام الفضلات من شأنه أن يضاعف الروائح الكريهة وأنواع الحشرات من «ناموس» وذباب لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة.
ولاحظ ان الحي الذي يقطنه كان حيا محترما ونظيفا لكن علامات الإهمال وقلة النظافة بدأت في البروز في المدة الأخيرة وحمّل المسؤولية للبلدية المتقاعسة ولمصالح التنظيف المقصّرة.
وأضاف أنه من المهم أن يقوم كل طرف بواجبه فللبلدية مسؤولياتها وللمواطن دوره في احترام مواعيد نقل الفضلات وفي التعامل مع سلات المهملات.
عقلية لا بد أن تتغير
اعتبرت الحاجة (م) أن فترة ما بعد الثورة اتسمت بكثير من الفوضى والتسيب، وأن تكدس الفضلات هو جزء من نتائج هذا التسيب. وأضافت أن المواطن مطالب أيضا بأداء واجبه وبتحمل أعوان البلدية لمسؤولياتهم. ولاحظت أن المواطن يقوم بخلاص ما عليه من آداءات بلدية لكن في المقابل حسب قولها فان الأحياء الشعبية الفقيرة هي الأكثر إهمالا ومعاناة من تراكم الأوساخ.
وأضافت ان الاشكال يتعلق بعقلية المواطن الذي عليه أن يلتزم بمواعيد مرور شاحنة البلدية للتنظيف وحمل الفضلات وقالت إن الانضباط من طرف البلدية وأعوانها ومن طرف المواطن هو جزء من حل هذا الإشكال.
لاحظ "بلال" أن الأحياء «الراقية» محظوظة في تعامل البلديات معها فيما تتكاسل بلديات الأحياء الشعبية. وأشار ان حيه الكائن (بحي الغزالة) يعاني من تراكم الفضلات والأوساخ واعتبر أن البلدية لا تقوم بواجبها وان المواطن قد غرق تحت اكوام من الفضلات والأوساخ.
ونفى أن تكون للمواطن أي مسؤولية في هذا الانفلات وفي تراكم الفضلات لان المواطن حسب قوله مضطر للتخلص من أكوام الفضلات في ظل غياب الأماكن المخصصة لذلك وتقصير البلديات.
واشتكى من الايذاء المتواصل للناموس و«الوشواشة» والحشرات بسبب تراكم الفضلات في الحي وقال ان أبناء وأطفال الأحياء الشعبية لا سيما الرضع ممن لا يمتلكون جهازا للتكييف يعانون من الأمراض الجلدية.
واعتبر أن الأحياء الشعبية والفقيرة هي الضحية بينما الأحياء الراقية تنعم ب«النظافة» وخدمات العمل البلدي...
مجدي تحدث عن تراكم الأوساخ في حي الزهور واحياء شعبية اخرى مثل حي التضامن وقال ان النفايات تتراكم داخل الحي بجانب المدارس والمعاهد وأنها تتسبب في ازعاج التلاميذ والمتساكنين عموما.
تذمر متساكني العمارات
بدرالدين (موظف) يقطن بإحدى عمارات سبرولس بقصر السعيد قال أن متساكني العمارات أكثر الناس معاناة من الناموس فهو يرافقهم صيفا وشتاء ولاحظ بان فصل الصيف يشهد خروج أفواج الناموس من الدهاليز الموجودة اسفل العمارات.
مخاطر صحية حقيقية
محمد الرابحي مدير حفظ صحة الوسط وحماية المحيط أكد أن ظاهرة تراكم الفضلات وتنامي المصبات العشوائية بالمدن والأحياء والتجمعات السكنية تمثل إشكالية كبرى نظرا لما يمكن أن ينجم عنها من انعكاسات خطيرة على الصحة العامة في صورة عدم رفعها بصفة منتظمة وبالسرعة المطلوبة اضافة الى انها تتسبب في تكاثر الحيوانات السائبة وما يترتب عن عملية الحرق في الهواء الطلق من انبعاثات لجسيمات دقيقة وغازات سامة إضافة إلى إلقاء الفضلات بأماكن غير مخصصة للغرض كالأودية ومجاري المياه.
كما أشار الرابحي إلى أهم المخاطر الصحية المرتبطة بتراكم الفضلات والمتمثلة في توالد وتكاثر الجراثيم والقوارض والحشرات بما في ذلك الذباب الذي يعتبر ناقلا لعديد الأمراض، وانبعاث الروائح الكريهة وما يترتب عنها من إزعاج خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة وظهور بعض الأمراض الخطيرة لدى الإنسان على غرار أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والشرايين والامراض السرطانية.
طرق الوقاية
وللوقاية من المخاطر الصحية المرتبطة بهذه الفضلات أشار الرابحي انه سيتم تكثيف المعاينات لتحديد النقاط السوداء وإعلام السلط الجهوية والمحلية للتخلص السليم من هذه الفضلات مع التأكيد على احترام التوقيت لرفع الفضلات من طرف المصالح البلدية وعدم حرقها والمساهمة في المجهودات والحملات الهادفة الى الحفاظ على النظافة العامة بالأحياء وتحسين إطار العيش بها والمساهمة في تقليص ظاهرة الحيوانات السائبة.
مكافحة نواقل الأمراض والحشرات
في نطاق الوقاية من الأمراض المحمولة بواسطة النواقل والتحكم في الإزعاج الناجم عن الحشرات اشار الراجحي ان وزارة الصحة ساهمت بعديد الأنشطة من أهمها حصر المخافر المحتملة لتوالد الحشرات بكامل تراب الجمهورية وإرسال قائمات في الغرض إلى السلط والمصالح المعنية خلال الثلاثية الأولى لسنة 2013 واقتراح طرق المكافحة الملائمة وإعلام السلط الجهوية والمحلية والمصالح المركزية بوزارة الداخلية وتوفير الإحاطة الفنية للبلديات وتكوين الفنيين والعملة في مجال مكافحة الحشرات ومتابعة مكافحة الحشرات وتمكين عديد الجهات من كميات من المبيدات الحشرية وزيت البرافين كما ذكر انه سيتم وضع كميات إضافية من المبيدات أغلبها مبيدات بيولوجية تحت ذمة مصالح وزارة الداخلية لتدعيم مجهودات البلديات في مجال الوقاية من المخاطر والإزعاج الناجم عن الحشرات، ولتحسين نجاعة التدخلات للحد من استعمال المبيدات وتأثيراتها الصحية والبيئية فقد تم التأكيد على ضرورة اعتماد طرق المكافحة البديلة لمكافحة حشرة البعوض مثل ضرورة جهر الأودية ومجاري المياه والمكافحة البيولوجية من خلال استعمال سمك القمبوزيا آكل اليرقات(آبار متروكة، وأحواض الري...). واستعمال زيت البرافين بالمخافر ذات المساحات المحدودة (بالوعات تصريف المياه الأمطار) كما تم انجاز عديد التدخلات لمكافحة البعوض غير انه توجد عديد المخافر الايجابية نظرا لغياب أو محدودية التدخلات بهذه المخافر(مخافر ايجابية بمناطق مختلفة مثل قنال جلب المياه المستعملة من محطة التطهير بقمرت، قنال على مستوى سكرة سيدي ثابت، المنستير...)
أما بالنسبة لتكاثر حشرة الكيرونوم (وشواشة) بسبخة السيجومي فان الحل الجذري يتمثل في تدعيم عمليات الضخ لتسريع نضوب المياه خاصة وان هذه الحشرات قد أبدت مناعة إزاء المبيدات.
علما وان حشرة الكيرونوم لا تمثل خطرا على صحة الإنسان لانها غير ناقلة للأمراض.

سيف الله الأصرم رئيس النيابة الخصوصية لبلدية تونس ل«الصباح»: ضرورة التزام المواطن بمواعيد إخراج القمامة
أشار رئيس النيابة الخصوصية لبلدية تونس سيف الله الاصرم إلى وجوب توفر ثلاثة عناصر أساسية حتى نتجاوز خطورة الوضع البيئي وانتشار الفضلات والقضاء على الناموس، وتتمثل العناصر الثلاثة في دور المواطن وحسه الاجتماعي ومدى تعامله مع موضوع النظافة ودور البلدية ومهمتها الاساسية هي رفع الفضلات ومعالجة النفايات والذي يرجع بالنظر إلى الوكالة الوطنية للتصرف لانه باختلال عنصر من هذه العناصر الثلاثة ستختل المنظومة ككل.
في ما يخص المواطن اشار رئيس النيابة الخصوصية إلى ان مسالة تقيد المواطن في طريقة التخلص من الفواضل المنزلية بصفة محكمة من شانها ان تسهل دور عامل النظافة لكن أشار إلى أن المواطن أصبح همه الوحيد هو التخلص من النفايات، كما أكد أن عقلية التونسي تغيرت بعد الثورة فأصبح متمردا رافضا لكل شيء وهذه العقلية الثائرة الاستفزازية من شانها أن تؤثر بشكل كبير في نسق حياته وفي سلوكه اليومي.
وعدم التزامه بموعد إخراج الفضلات يمكن أن يكون سببا من هذه الأسباب فضرورة الالتزام بوقت محدد لإخراج الفضلات يجب ان يتوافق مع موعد حضور أعوان البلدية في الوقت المحدد أو على أقصى تحديد قبل ساعة أو ساعتين.
وأشار محدثنا كذلك إلى أهمية وعي أعوان البلدية بدورهم في النظافة فهناك تقصير من بعض الأعوان بسبب بعض السلوكيات التي يغيب فيها الوعي والمسؤولية.
وأضاف أن بلدية تونس تتولى يوميا رفع بين 500 و600 طن من الفضلات وعدم التزام المواطن بموعد إخراج الفضلات في وقتها يمكن أن يؤثر على المشهد العام للبلاد ويساهم في انتشار الأوساخ بسبب محدودية الأعوان والمعدات الموجودة.
المشكل الثاني الذي زاد الأمر تعقيدا وحدّ من قدرات البلدية هو تراكم فضلات البناء الفوضوي بعد الثورة نتيجة العدد المهول من البناءات غير المرخص فيها وإلقاء فضلات البناء في الأمكنة البعيدة عن الرقابة. ونسجل يوميا أطنانا من فضلات البناء التي يلزمها كذلك عناية خاصة وتجهيزات غير متوفرة بالعدد المطلوب. اضافة الى غلق المصبات الخاصة بهذه الفضلات والتي كانت تعد ملاذا مما زاد في تعكير المشهد العام وتكوم الفضلات.
اما العنصرالثالث في معالجة النفايات فقد اشار رئيس البلدية ان البلدية قائمة بمهمتها التي تتمثل في رفع الفضلات بالنسبة لتونس الكبرى أي 4 ولايات و34 بلدية لكن بعد غلق برج شاكير الذي تواصل غلقه طيلة 10 ايام وهو مشكل عانت منه البلدية طيلة 6 أشهر متتالية الى جانب احتجاجات العمال هو ما زاد الوضع تأزما وتعكرا.
وعن جحافل الناموس التي أرهقت المواطن ليلا ونهارا وعمليات المداواة وتدخل المصالح البلدية فقد قال سيف الله الاصرم ان مشكل الناموس ليس مرتبطا بالبلدية فقط، بل يتطلب تدخل عدة أجهزة كما اكد ان مصدر الناموس الاول هو سبخة السيجومي وثانيا دهاليز المباني والعمارات.
فبالنسبة للسبخة تبقى البلدية طرفا في لجنة تتكون من وزارة الداخلية والولاية والتجهيز والفلاحة والبلدية مسؤولة على تطبيق خطط وبرامج هذه اللجنة.
وعلى مستوى وزارة التجهيز قال بان هناك دراسة للنظر في قيمة المشروع من اجل وجود حلول مناسبة لسبخة السيجومي لان الحل لا يكمن فقط في المداواة.
وبالرجوع لمشكل السبخة اشار الى ان ارتفاع كمية الأمطار الغزيرة تتسبب في ارتفاع منسوب مياه سبخة السيجومي الذي يصل ارتفاعها 70 صم وهذه الكمية لا تكفيها ال10 آلاف طن من المبيدات المتوفرة للقضاء على الناموس.
لذلك وجب تدخل ديوان التطهير لضخ المياه من السبخة نحو البحر بصفة دورية ونسق الضخ لم يكن في المستوى المطلوب مما أدى إلى تراكم المياه مع عدم فاعلية المبيدات نظرا لضخامة كمية المياه الموجودة في السبخة مما يجعل جدوى المداواة ضعيفة. وللتخفيف من الناموس وقع رش المبيدات عبر الشاحنات بصفة دورية وعادية.
أما عن الدهاليز فقال "بان البلدية تتدخل فيها بإمكانياتها المحدودة للتفريغ أو المداواة. لكن المشكل أن العمارات ليست فيها نقابات ولا صيانة مما يصعب المهمة. فتبقى الدهاليز التابعة لشركات الاتصال والكهرباء وحتى دهاليز العمارات السكنية بقصر سعيد وحي الخضراء وحي ابن خلدون وحتى وسط العاصمة مصدرا للبعوض الحضري والقضاء عليه يتطلب عملا جماعيا وليس تدخل البلدية فقط".
اما عن كثرة الحفر بالطرقات أشار الى ان من اكبر اسبابه هو الاشغال العشوائية التي تقوم بها بعض الوزارات فهناك أشغال تتعهد بها شركات مثل اتصالات تونس أو شركة استغلال المياه عن طريق صفقات تبرم مع مقاولين يطلبون من البلدية رخصا للقيام بأشغال حفر الطرقات وعند نهاية الأشغال يترك الأمر دون تنظيف مما يؤثر على الطرقات عامة وعلى الأسطول وعلى السيارات ويتسبب أحيانا في حوادث.
واخيرا اشار الى ان البلدية شهدت نقلة نوعية منذ الثورة إلى اليوم من حيث المعدات وتسوية الوضعيات المهنية للاعوان.
الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات
قال عادل قطاط مكلف بمهمة لدى ديوان التجهيز والبيئة أن تفاقم أزمة تكدس الفضلات وسط العاصمة وفي الأنهج والشوارع ترجع إلى سببين أولهما الاحتجاجات المتكررة للمتساكنين ومطالبتهم بإغلاق مصب برج شاكير ورفضهم وجود مصبات حول المناطق التي يقطنون بها مطالبين وزارة التجهيز وشركات الاستغلال بايجاد حلول أخرى أو تغيير موقع المصبات نتيجة الإزعاج الذي يسببه للمتساكنين.
والسبب الثاني لغلق المصبات حسب محدثنا يرجع إلى الإضرابات والتحركات الاحتجاجية من طرف عمالها بسبب مطالب مادية واجتماعية فهؤلاء العمال حسب قوله هم أعوان شركات الاستغلال والمقاولات وهي شركات خاصة تنجز صفقات مع الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات تسمى بشركات الاستغلال وهذه الشركات تنتدب أعوانا لكن بعد الثورة أصبح هؤلاء الأعوان يطالبون بتحسين وضعياتهم الاجتماعية ورفع أجورهم وتحسين ظروف عملهم الشاق الذي يسبب خطورة على صحتهم نتيجة الأوساخ ويطالبون الشركات بالمراقبة الصحية والوقائية لتخفيف المخاطر.
وقال قطاط أنه نتيجة غلق مصب الفواضل المنزلية ببرج شاكير طيلة اشهر تم تسجيل اضطراب في سير عمل مصالح النظافة مما أثر سلبا على الوضع البيئي بمختلف الدوائر البلدية.
وأضاف عادل قطاط أن أعوان شركات المقاولات لا ينضوون تحت القوانين المتعلقة بشركات المناولة الخاصة بأعوان التنظيف لان شركات المقاولة هي شركات تعقد صفقات اشغال مثل السدود والمباني وتجلب يد عاملة واستثمارات في إطار شركات مقاولة وليست مناولة لكنه حسب قوله وقع اتفاق بين وزارة التجهيز والبيئة والنقابات ووقع تلبية جزئية من المطالب واشار الى ان الديوان يسعى لتلبية بقية المطالب والقضاء على ظاهرة الأوساخ وتكديس الفضلات.
فالمصبات حسب قوله هي مرفق عمومي ولا يجب أن يبقى وضع البلاد هكذا كما توجد طرق أخرى للاحتجاج والضغط على الإدارة لتلبية المطالب ويجب أن توضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار ومن ضمنها المشهد الجمالي العام للبلاد فالسائح اليوم لا يخشى من انعدام الأمن لأنه يعرف جيدا الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد بل أصبح يخشى على صحته من انتشار الأوساخ والفضلات وأكوام النفايات الموجودة على قارعة الطريق خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الحيوانات السائبة. وأشار انه على الأعوان وسلطة الإشراف أن يسعوا لتحسين الإطار الحياتي والجمالي للبلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.