تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكداس الفضلات والروائح الكريهة وجحافل الناموس حاضرة «بقوة» في شوارع مدينة تونس الكبرى وأحيائها
تحقيقات: مع حلول الصيف
نشر في الصباح يوم 28 - 06 - 2013

غمرت الأوساخ والفضلات المنزلية والأعشاب الطفيلية الأحياء والطرقات والانهج الواقعة في قلب العاصمة ووسط المدن السياحية الكبرى والحشرات وجحافل الناموس والذباب فأصبح المشهد العام في تونس وفي أكثر من منطقة مزريا ويطرح أكثر من تساؤل: أين البلديات؟ أين النيابات الخصوصية وأين المراقبة الحكومية؟
انتشار الأوساخ والفضلات بأنواعها وتكدسها باتا من المشاهد المزرية خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة فبعد أن تعود التونسيون طيلة السنوات الماضية على بعض الانتظام في العمل البلدي أصبح اليوم عمل أعوان رفع الفضلات محل استغراب المواطن بسبب عدم الانتظام في رفع القمامة خاصة من أمام التجمعات السكنية والتجارية والمستشفيات والأسواق... إذ أصبح الوضع يهدد حقيقة بكارثة بيئية وانتشارا للأوبئة والأمراض.
والأمر نفسه ينطبق على العمل البلدي في مجال التعهد بصيانة الطرقات وإصلاح الحفر حتى أن مستعملي الطريق نادرا ما يرون أشغالا في هذا المجال الأمر الذي جعلهم يتعودون على المناطق السوداء ويتدربون على طرق تحاشيها والمرور منها دون اضرار.
مواطنون يتذمرون
في هذا الريبورتاج حاورت "الصباح" عديد الأطراف للوقوف على الإشكال ومعرفة الحلول المناسبة له وكانت البداية مع المواطنين حيث أطلق "طارق" موظف بوزارة صيحة فزع وطالب الحكومة بإيجاد حل للمشكل الأساسي الذي يؤرق المواطن وهو القضاء على الناموس والحشرات. وقال"إن تقدم الدول يقاس بمدى نظافة وجمالية مدنها في حين أننا في تونس منشغلون في قضايا الشريعة ونصرة الإسلام والنقاب وغيرها من الأمور التي وصفها ب"التافهة" عوض العناية بالبيئة والبلديات والنظام وتوفير موارد مالية عاجلة لشراء التجهيزات وتعصير العمل البلدي سواء من حيث المعدات واللباس وظروف العمل وإعادة تكوين عمال النظافة على منهج صحيح".
ويقول كريم (موظف) إن أكثر ما يلاحظه هذه الأيام هو تراكم فضلات البناء والتي تنضاف إليها الفضلات المنزلية وأشار إلى ازدياد أكوام الفضلات من شأنه أن يضاعف الروائح الكريهة وأنواع الحشرات من «ناموس» وذباب لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة.
ولاحظ ان الحي الذي يقطنه كان حيا محترما ونظيفا لكن علامات الإهمال وقلة النظافة بدأت في البروز في المدة الأخيرة وحمّل المسؤولية للبلدية المتقاعسة ولمصالح التنظيف المقصّرة.
وأضاف أنه من المهم أن يقوم كل طرف بواجبه فللبلدية مسؤولياتها وللمواطن دوره في احترام مواعيد نقل الفضلات وفي التعامل مع سلات المهملات.
عقلية لا بد أن تتغير
اعتبرت الحاجة (م) أن فترة ما بعد الثورة اتسمت بكثير من الفوضى والتسيب، وأن تكدس الفضلات هو جزء من نتائج هذا التسيب. وأضافت أن المواطن مطالب أيضا بأداء واجبه وبتحمل أعوان البلدية لمسؤولياتهم. ولاحظت أن المواطن يقوم بخلاص ما عليه من آداءات بلدية لكن في المقابل حسب قولها فان الأحياء الشعبية الفقيرة هي الأكثر إهمالا ومعاناة من تراكم الأوساخ.
وأضافت ان الاشكال يتعلق بعقلية المواطن الذي عليه أن يلتزم بمواعيد مرور شاحنة البلدية للتنظيف وحمل الفضلات وقالت إن الانضباط من طرف البلدية وأعوانها ومن طرف المواطن هو جزء من حل هذا الإشكال.
لاحظ "بلال" أن الأحياء «الراقية» محظوظة في تعامل البلديات معها فيما تتكاسل بلديات الأحياء الشعبية. وأشار ان حيه الكائن (بحي الغزالة) يعاني من تراكم الفضلات والأوساخ واعتبر أن البلدية لا تقوم بواجبها وان المواطن قد غرق تحت اكوام من الفضلات والأوساخ.
ونفى أن تكون للمواطن أي مسؤولية في هذا الانفلات وفي تراكم الفضلات لان المواطن حسب قوله مضطر للتخلص من أكوام الفضلات في ظل غياب الأماكن المخصصة لذلك وتقصير البلديات.
واشتكى من الايذاء المتواصل للناموس و«الوشواشة» والحشرات بسبب تراكم الفضلات في الحي وقال ان أبناء وأطفال الأحياء الشعبية لا سيما الرضع ممن لا يمتلكون جهازا للتكييف يعانون من الأمراض الجلدية.
واعتبر أن الأحياء الشعبية والفقيرة هي الضحية بينما الأحياء الراقية تنعم ب«النظافة» وخدمات العمل البلدي...
مجدي تحدث عن تراكم الأوساخ في حي الزهور واحياء شعبية اخرى مثل حي التضامن وقال ان النفايات تتراكم داخل الحي بجانب المدارس والمعاهد وأنها تتسبب في ازعاج التلاميذ والمتساكنين عموما.
تذمر متساكني العمارات
بدرالدين (موظف) يقطن بإحدى عمارات سبرولس بقصر السعيد قال أن متساكني العمارات أكثر الناس معاناة من الناموس فهو يرافقهم صيفا وشتاء ولاحظ بان فصل الصيف يشهد خروج أفواج الناموس من الدهاليز الموجودة اسفل العمارات.
مخاطر صحية حقيقية
محمد الرابحي مدير حفظ صحة الوسط وحماية المحيط أكد أن ظاهرة تراكم الفضلات وتنامي المصبات العشوائية بالمدن والأحياء والتجمعات السكنية تمثل إشكالية كبرى نظرا لما يمكن أن ينجم عنها من انعكاسات خطيرة على الصحة العامة في صورة عدم رفعها بصفة منتظمة وبالسرعة المطلوبة اضافة الى انها تتسبب في تكاثر الحيوانات السائبة وما يترتب عن عملية الحرق في الهواء الطلق من انبعاثات لجسيمات دقيقة وغازات سامة إضافة إلى إلقاء الفضلات بأماكن غير مخصصة للغرض كالأودية ومجاري المياه.
كما أشار الرابحي إلى أهم المخاطر الصحية المرتبطة بتراكم الفضلات والمتمثلة في توالد وتكاثر الجراثيم والقوارض والحشرات بما في ذلك الذباب الذي يعتبر ناقلا لعديد الأمراض، وانبعاث الروائح الكريهة وما يترتب عنها من إزعاج خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة وظهور بعض الأمراض الخطيرة لدى الإنسان على غرار أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والشرايين والامراض السرطانية.
طرق الوقاية
وللوقاية من المخاطر الصحية المرتبطة بهذه الفضلات أشار الرابحي انه سيتم تكثيف المعاينات لتحديد النقاط السوداء وإعلام السلط الجهوية والمحلية للتخلص السليم من هذه الفضلات مع التأكيد على احترام التوقيت لرفع الفضلات من طرف المصالح البلدية وعدم حرقها والمساهمة في المجهودات والحملات الهادفة الى الحفاظ على النظافة العامة بالأحياء وتحسين إطار العيش بها والمساهمة في تقليص ظاهرة الحيوانات السائبة.
مكافحة نواقل الأمراض والحشرات
في نطاق الوقاية من الأمراض المحمولة بواسطة النواقل والتحكم في الإزعاج الناجم عن الحشرات اشار الراجحي ان وزارة الصحة ساهمت بعديد الأنشطة من أهمها حصر المخافر المحتملة لتوالد الحشرات بكامل تراب الجمهورية وإرسال قائمات في الغرض إلى السلط والمصالح المعنية خلال الثلاثية الأولى لسنة 2013 واقتراح طرق المكافحة الملائمة وإعلام السلط الجهوية والمحلية والمصالح المركزية بوزارة الداخلية وتوفير الإحاطة الفنية للبلديات وتكوين الفنيين والعملة في مجال مكافحة الحشرات ومتابعة مكافحة الحشرات وتمكين عديد الجهات من كميات من المبيدات الحشرية وزيت البرافين كما ذكر انه سيتم وضع كميات إضافية من المبيدات أغلبها مبيدات بيولوجية تحت ذمة مصالح وزارة الداخلية لتدعيم مجهودات البلديات في مجال الوقاية من المخاطر والإزعاج الناجم عن الحشرات، ولتحسين نجاعة التدخلات للحد من استعمال المبيدات وتأثيراتها الصحية والبيئية فقد تم التأكيد على ضرورة اعتماد طرق المكافحة البديلة لمكافحة حشرة البعوض مثل ضرورة جهر الأودية ومجاري المياه والمكافحة البيولوجية من خلال استعمال سمك القمبوزيا آكل اليرقات(آبار متروكة، وأحواض الري...). واستعمال زيت البرافين بالمخافر ذات المساحات المحدودة (بالوعات تصريف المياه الأمطار) كما تم انجاز عديد التدخلات لمكافحة البعوض غير انه توجد عديد المخافر الايجابية نظرا لغياب أو محدودية التدخلات بهذه المخافر(مخافر ايجابية بمناطق مختلفة مثل قنال جلب المياه المستعملة من محطة التطهير بقمرت، قنال على مستوى سكرة سيدي ثابت، المنستير...)
أما بالنسبة لتكاثر حشرة الكيرونوم (وشواشة) بسبخة السيجومي فان الحل الجذري يتمثل في تدعيم عمليات الضخ لتسريع نضوب المياه خاصة وان هذه الحشرات قد أبدت مناعة إزاء المبيدات.
علما وان حشرة الكيرونوم لا تمثل خطرا على صحة الإنسان لانها غير ناقلة للأمراض.

سيف الله الأصرم رئيس النيابة الخصوصية لبلدية تونس ل«الصباح»: ضرورة التزام المواطن بمواعيد إخراج القمامة
أشار رئيس النيابة الخصوصية لبلدية تونس سيف الله الاصرم إلى وجوب توفر ثلاثة عناصر أساسية حتى نتجاوز خطورة الوضع البيئي وانتشار الفضلات والقضاء على الناموس، وتتمثل العناصر الثلاثة في دور المواطن وحسه الاجتماعي ومدى تعامله مع موضوع النظافة ودور البلدية ومهمتها الاساسية هي رفع الفضلات ومعالجة النفايات والذي يرجع بالنظر إلى الوكالة الوطنية للتصرف لانه باختلال عنصر من هذه العناصر الثلاثة ستختل المنظومة ككل.
في ما يخص المواطن اشار رئيس النيابة الخصوصية إلى ان مسالة تقيد المواطن في طريقة التخلص من الفواضل المنزلية بصفة محكمة من شانها ان تسهل دور عامل النظافة لكن أشار إلى أن المواطن أصبح همه الوحيد هو التخلص من النفايات، كما أكد أن عقلية التونسي تغيرت بعد الثورة فأصبح متمردا رافضا لكل شيء وهذه العقلية الثائرة الاستفزازية من شانها أن تؤثر بشكل كبير في نسق حياته وفي سلوكه اليومي.
وعدم التزامه بموعد إخراج الفضلات يمكن أن يكون سببا من هذه الأسباب فضرورة الالتزام بوقت محدد لإخراج الفضلات يجب ان يتوافق مع موعد حضور أعوان البلدية في الوقت المحدد أو على أقصى تحديد قبل ساعة أو ساعتين.
وأشار محدثنا كذلك إلى أهمية وعي أعوان البلدية بدورهم في النظافة فهناك تقصير من بعض الأعوان بسبب بعض السلوكيات التي يغيب فيها الوعي والمسؤولية.
وأضاف أن بلدية تونس تتولى يوميا رفع بين 500 و600 طن من الفضلات وعدم التزام المواطن بموعد إخراج الفضلات في وقتها يمكن أن يؤثر على المشهد العام للبلاد ويساهم في انتشار الأوساخ بسبب محدودية الأعوان والمعدات الموجودة.
المشكل الثاني الذي زاد الأمر تعقيدا وحدّ من قدرات البلدية هو تراكم فضلات البناء الفوضوي بعد الثورة نتيجة العدد المهول من البناءات غير المرخص فيها وإلقاء فضلات البناء في الأمكنة البعيدة عن الرقابة. ونسجل يوميا أطنانا من فضلات البناء التي يلزمها كذلك عناية خاصة وتجهيزات غير متوفرة بالعدد المطلوب. اضافة الى غلق المصبات الخاصة بهذه الفضلات والتي كانت تعد ملاذا مما زاد في تعكير المشهد العام وتكوم الفضلات.
اما العنصرالثالث في معالجة النفايات فقد اشار رئيس البلدية ان البلدية قائمة بمهمتها التي تتمثل في رفع الفضلات بالنسبة لتونس الكبرى أي 4 ولايات و34 بلدية لكن بعد غلق برج شاكير الذي تواصل غلقه طيلة 10 ايام وهو مشكل عانت منه البلدية طيلة 6 أشهر متتالية الى جانب احتجاجات العمال هو ما زاد الوضع تأزما وتعكرا.
وعن جحافل الناموس التي أرهقت المواطن ليلا ونهارا وعمليات المداواة وتدخل المصالح البلدية فقد قال سيف الله الاصرم ان مشكل الناموس ليس مرتبطا بالبلدية فقط، بل يتطلب تدخل عدة أجهزة كما اكد ان مصدر الناموس الاول هو سبخة السيجومي وثانيا دهاليز المباني والعمارات.
فبالنسبة للسبخة تبقى البلدية طرفا في لجنة تتكون من وزارة الداخلية والولاية والتجهيز والفلاحة والبلدية مسؤولة على تطبيق خطط وبرامج هذه اللجنة.
وعلى مستوى وزارة التجهيز قال بان هناك دراسة للنظر في قيمة المشروع من اجل وجود حلول مناسبة لسبخة السيجومي لان الحل لا يكمن فقط في المداواة.
وبالرجوع لمشكل السبخة اشار الى ان ارتفاع كمية الأمطار الغزيرة تتسبب في ارتفاع منسوب مياه سبخة السيجومي الذي يصل ارتفاعها 70 صم وهذه الكمية لا تكفيها ال10 آلاف طن من المبيدات المتوفرة للقضاء على الناموس.
لذلك وجب تدخل ديوان التطهير لضخ المياه من السبخة نحو البحر بصفة دورية ونسق الضخ لم يكن في المستوى المطلوب مما أدى إلى تراكم المياه مع عدم فاعلية المبيدات نظرا لضخامة كمية المياه الموجودة في السبخة مما يجعل جدوى المداواة ضعيفة. وللتخفيف من الناموس وقع رش المبيدات عبر الشاحنات بصفة دورية وعادية.
أما عن الدهاليز فقال "بان البلدية تتدخل فيها بإمكانياتها المحدودة للتفريغ أو المداواة. لكن المشكل أن العمارات ليست فيها نقابات ولا صيانة مما يصعب المهمة. فتبقى الدهاليز التابعة لشركات الاتصال والكهرباء وحتى دهاليز العمارات السكنية بقصر سعيد وحي الخضراء وحي ابن خلدون وحتى وسط العاصمة مصدرا للبعوض الحضري والقضاء عليه يتطلب عملا جماعيا وليس تدخل البلدية فقط".
اما عن كثرة الحفر بالطرقات أشار الى ان من اكبر اسبابه هو الاشغال العشوائية التي تقوم بها بعض الوزارات فهناك أشغال تتعهد بها شركات مثل اتصالات تونس أو شركة استغلال المياه عن طريق صفقات تبرم مع مقاولين يطلبون من البلدية رخصا للقيام بأشغال حفر الطرقات وعند نهاية الأشغال يترك الأمر دون تنظيف مما يؤثر على الطرقات عامة وعلى الأسطول وعلى السيارات ويتسبب أحيانا في حوادث.
واخيرا اشار الى ان البلدية شهدت نقلة نوعية منذ الثورة إلى اليوم من حيث المعدات وتسوية الوضعيات المهنية للاعوان.
الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات
قال عادل قطاط مكلف بمهمة لدى ديوان التجهيز والبيئة أن تفاقم أزمة تكدس الفضلات وسط العاصمة وفي الأنهج والشوارع ترجع إلى سببين أولهما الاحتجاجات المتكررة للمتساكنين ومطالبتهم بإغلاق مصب برج شاكير ورفضهم وجود مصبات حول المناطق التي يقطنون بها مطالبين وزارة التجهيز وشركات الاستغلال بايجاد حلول أخرى أو تغيير موقع المصبات نتيجة الإزعاج الذي يسببه للمتساكنين.
والسبب الثاني لغلق المصبات حسب محدثنا يرجع إلى الإضرابات والتحركات الاحتجاجية من طرف عمالها بسبب مطالب مادية واجتماعية فهؤلاء العمال حسب قوله هم أعوان شركات الاستغلال والمقاولات وهي شركات خاصة تنجز صفقات مع الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات تسمى بشركات الاستغلال وهذه الشركات تنتدب أعوانا لكن بعد الثورة أصبح هؤلاء الأعوان يطالبون بتحسين وضعياتهم الاجتماعية ورفع أجورهم وتحسين ظروف عملهم الشاق الذي يسبب خطورة على صحتهم نتيجة الأوساخ ويطالبون الشركات بالمراقبة الصحية والوقائية لتخفيف المخاطر.
وقال قطاط أنه نتيجة غلق مصب الفواضل المنزلية ببرج شاكير طيلة اشهر تم تسجيل اضطراب في سير عمل مصالح النظافة مما أثر سلبا على الوضع البيئي بمختلف الدوائر البلدية.
وأضاف عادل قطاط أن أعوان شركات المقاولات لا ينضوون تحت القوانين المتعلقة بشركات المناولة الخاصة بأعوان التنظيف لان شركات المقاولة هي شركات تعقد صفقات اشغال مثل السدود والمباني وتجلب يد عاملة واستثمارات في إطار شركات مقاولة وليست مناولة لكنه حسب قوله وقع اتفاق بين وزارة التجهيز والبيئة والنقابات ووقع تلبية جزئية من المطالب واشار الى ان الديوان يسعى لتلبية بقية المطالب والقضاء على ظاهرة الأوساخ وتكديس الفضلات.
فالمصبات حسب قوله هي مرفق عمومي ولا يجب أن يبقى وضع البلاد هكذا كما توجد طرق أخرى للاحتجاج والضغط على الإدارة لتلبية المطالب ويجب أن توضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار ومن ضمنها المشهد الجمالي العام للبلاد فالسائح اليوم لا يخشى من انعدام الأمن لأنه يعرف جيدا الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد بل أصبح يخشى على صحته من انتشار الأوساخ والفضلات وأكوام النفايات الموجودة على قارعة الطريق خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الحيوانات السائبة. وأشار انه على الأعوان وسلطة الإشراف أن يسعوا لتحسين الإطار الحياتي والجمالي للبلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.