تمسك المتهمون في قضية التسجيلات الهاتفية التي نشرها رئيس النادي الإفريقي سليم الرياحي عبر موقعه الإجتماعي بالإنكار التام محققين أن المكالمات الهاتفية مفبركة في حين تمسك الشهود بوجود شبهة التلاعب بنتيجة المباراة. تونس (الشروق) وقد قامت جمعية الترجي الرياضي الجرجيسي بالحق الشخصي باعتبارها تضررت من عملية التلاعب لانها طرف في البطولة وذلك حسب تقرير قدمته الى القضاء أكدت خلاله وجود أدلة وبراهين قوية تدين المتهمين. «الشروق» تنشر تفاصيل كامل التحقيقات الأولية للملف الذي مازال يشغل الرأي العام. شهادة اسكندر بالشيخ حسب ما جاء في ملف القضية فإن اللاعب اسكندر بن الشيخ أفاد عند الإستماع الى شهادته من قبل قاضي التحقيق بالمكتب الثاني بالمحكمة الإبتدائية بتونس أنه لاعب محترف بكرة القدم بجمعية شبيبة القيروان منذ شهر سبتمبر 2012 وقبل ذلك كان لاعب بجمعية الندي الإفريقي بداية من شهر جانفي 2012 الى غاية جوان 2012. وقال إنه بتاريخ 14 أفريل 2013 تم اجراء مقابلة بين شبيبة القيروان والنادي البنزرتي وقد انتهت المقابلة بفوز النادي البنزرتي وقد شارك في المقابلة مع حسام الزرلي وقائد الفريق محمود الدريدي وبعد يومين من تلك المقابلة الرياضية وأثناء حصة التمرين علم من قائد الفريق محمود الدريدي أنه تم الإتصال هاتفيا بهذا الأخير قبل المقابلة موضوع القضية من أمير الجزيري المسؤول بالنادي الرياضي البنزرتي وكذلك من مروان الطرودي (لاعب بالنادي البنزرتي وسبق ان انتمى الى شبيبة القيروان) وقد عرضا عليه أن يتحدث مع لاعبين في جمعية شبيبة القيروان وهما حسام الزرلي ومحمد امين الحمزاوي كي يتولوا ثلاثتهم التخاذل وعدم تقديم المردود المطلوب في المقابلة الرياضية حتى تتمكن جمعية النادي البنزرتي من الفوز مقابل مبلغ مالي قدره 10 الاف دينار. وأضاف اسكندر بالشيخ أنه خوفا من ان يتصل أمير الجزيري ومروان الطرودي بلاعبين اخرين بجمعية شبيبة القيروان فان محمود الدريدي تسلم مبلغ 10 الاف دينار عن طريق صديقه أنيس الهمامي الذي يقطن بمدينة القيروان. وذكرت شهادة اللاعب اسكندر بالشيخ أن محمود الدريدي قد أعلم مسؤولين بشبيبة القيروان باتصال أمير الجزيري وذلك ليلة المقابلة لكنه لم يعلمهم بموضوع المبلغ المالي. وبسماع شهادة اللاعب بلال بن ابراهيم أفاد أنه لاعب محترف في كرة القدم بجمعية الترجي الرياضي التونسي وخلال الموسم الرياضي الحالي فإنه تمت اعارته الى جمعية شبيبة القيروان . وأضاف انه يعرف المتهم محمود الدريدي بحكم أنه قائد فريق شبيبة القيروان، مضيفا أنه لم يشارك في المقابلة المذكورة وبعد تلك المقابلة ببضعة أيام وبينما كان بأحد النزل بمدينة القيروان علم من اللاعب اسكندر بالشيخ أن قائد الفريق محمود الدريدي تسلم مبلغا ماليا قيمته 10 الاف دينار من أمير الجزيري وذلك من اجل التخاذل أثناء اللعب. واكد الشاهد لطفي بن ابراهيم انه في اليوم الموالي وأثناء تواجده بأحد المطاعم جلس على نفس الطاولة مع المتهم محمود الدريدي واللاعب اسكندر بالشيخ واللاعب حسام الزرلي وفي الأثناء قام المتهم محمود الدريدي بتشغيل هاتفه المحمول وعرض تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية بينه وبين مروان الطرودي وأمير الجزيري وحسام الزرلي وقد أمكن له تسجيل تلك التسجيلات بهاتفه المحمول. التمسك بالإنكار وباستنطاق محمود الدريدي أجاب بالإنكار التام لما نسب اليه محققا أنه لاعب محترف في كرة القدم بجمعية شبيبة القيروان وأنه يعرف اللاعب مروان الطرودي وتربطه به علاقة صداقة ويتصلان هاتفيا ببعضهما باستمرار. وأضاف أن اللاعب مروان الطرودي اتصل به هاتفيا قبل اجراء المقابلة وقام بالتلميح له بامكانية التلاعب بنتيجة المباراة وجس نبضه في امكانية توطؤ بعض اللاعبين. وافاد المتهم محمود الدريدي ان مروان الطرودي اتصل به في اليوم الموالي في مناسبتين وكان فحوى المكالمات الهاتفية يدور حول نفس الموضوع. وذكر المتهم أنه رغبة منه في وضع حد للمسألة فقد أوهم مروان بأن زملاءه أصبحوا على علم بالموضوع ورغم ذلك فان مروان أعاد الإتصال به. وبمجابهته بالمكالمات الهاتفية أفاد المتهم محمود الدريدي ان هذه المكالمات دارت بينه وبين مروان الطرودي إلا انه وقع تحريفها اذ أنه أكد لمروان الطرودي أثناء المكالمة الهاتفية أنه في صورة تسلم أي مبلغ مالي بغية التلاعب بنتيجة المباراة فإنه سيسلمه الى عبد الرزاق طراد رئيس فرع بشبيبة القيروان، مؤكدا أنه لم يتسلم أي مبلغ مالي لقاء التلاعب بالنتيجة . وباستنطاق المتهم مروان الطرودي أجاب بالإنكار التام لما نسب اليه محققا انه قبل المقابلة اتصل هاتفيا بالمتهم محمود الدريدي بغية استفزازه واللعب بأعصابه وطلب منه على سبيل المزاح بأن يتخاذل في المباراة الرياضية وعدم تقديم المردود المطلوب كما أوهمه بأن يتصل ببقية اللاعبين. وبمجابهته بالمكالمة الهاتفية الثانية التي تتضمن مخاطبة المتهم محمود الدريدي معه أكد أن التسجيل الصوتي مفتعل ومركب وان الصوت المضمن به ليس صوته. وبمواجهته بالمكالمة الهاتفية الثالثة التي تتضمن تمرير الهاتف للمتهم أمير الجزيري كي يتخاطب مع المتهم محمود الدريدي أكد المتهم مروان الطرودي ان العبارات المضمنة بالتسجيل الصوتي صدرت عنه عندما اتصل هاتفيا بالمتهم محمود الدريدي غير أنه لا يعرف ان كان الحديث المضمن بنفس التسجيل الصوتي والمنسوب للمتهمين محمود الدريدي وأمير الجزيري حصل فعلا بتلك الطريقة خاصة أنه لم يستمع الى الحوار بين المتهمين. كما نفى المتهم امير الجزيري عند استنطاقه من قبل قاضي التحقيق أن يكون سلم المتهم محمود الدريدي أوأي شخص آخر مبلغا ماليا قدره 10 الاف دينار بغية التلاعب بمباراة رياضية. وبمواجهته بالمكالمة الهاتفية أكد أنها مفتعلة ولم تصدر عنه بالشكل المسجلة به. وتجدر الإشارة الى أن الأبحاث انطلقت بتقرير صادر من الجامعة التونسية لكرة القدم لفائدة النيابة العمومية مضمن بأقراص مضغوطة وشهادات للاعبين. أذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي علما ان المتهمين يواجهون تهما تتعلق بالإرشاء والتوسط في ذلك وقبول لاعب لنفسه أو لغيره مباشرة أو بواسطة الغير وعودا أ وعطايا قصد التلاعب بنتيجة مباراة والمشاركة في ذلك طبق الفصل 55 من القانون عدد 104 لسنة 1994 المتعلق بتنظيم وتطوير التربية البدنية والأنشطة الرياضية والفصل 32 من المجلة الجزائية. وللإشارة فإن قاضي التحقيق بالمكتب الثاني بمحكمة تونس الإبتدائية قد تخلى عن القضية لفائدة محكمة القيروان وذلك لعدم الاختصاص الترابي.