عناصر الابهار من ديكور واضاءة ومضخمات صوت وتنظيم محكم، لم تحجب محدودية اصوات نجوم «ستار اكاديمي» الذين احيوا ليلة اول امس الثلاثاء سهرة بالمسرح الصيفي لفائدة النادي الصفاقسي واكبها 10 آلاف متفرج تقريبا اغلبهم من المراهقين والمراهقات. عدد الحضور لا يعكس بالمرة مستوى الطلاب الذين اقاموا يومين بصفاقس قبل حفلهم فأقامواالدنيا ولم يقعدوها، فالشوارع الرئيسية بالمدينة تم اغلاقها، وتبعا لذلك عرفت حركة المرور حالات من الاختناق خاصة قرب النزل الذي اقام فيه النجوم رفقة اطارهم الفني والتقني وحتى «البودي قارد» المكلفين بالحراسة.. هستيريا المعجبين والمعجبات وصول نجوم ستار اكاديمي الى مدينة صفاقس كان مساء يوم الاثنين، وبالرغم من تكتم الجهات المنظمة على الزمان والمكان، الا ان المعلومات توفرت لدى المعجبين والمعجبات الذين بقي بعضهم حتى منتصف الليل متسمرا امام النزل، في حين استيقظ البعض الآخر في اليوم الموالي باكرا عله يظفر بمشاهدة نجمه او نجمته المفضلة... لكن دون جدوى... جحافل المعجبين اغلبهم من المراهقين والمراهقات، وان صادف ان لاحظت وجود كهل او مثقف او غيره من «النخبة» فإنه يفسر وجوده امام النزل بالفضول الذي دفعه لفهم عقلية ابنائنا الذين يتمزقون لرؤية نجوم ورقية». ومن اطرف ما تم تسجيله امام النزل هي الاطلالة التي تعمدها نجوم ستار اكاديمي لتحية المعجبين والمعجبات فما ان ظهروا في «بلكون» الطابق الخامس حتى ارتفعت الحناجر بالصياح والهتافات وتمزقت الايادي بالتصفيق... بعدها مباشرة اطل صدفة مواطن عربي من نفس الطابق، فارتفعت الاصوات بالهتافات فلم يفهم الضيف شيئا وربما اعتقد ان الحضور كان من اجله فما كان منه الا ان يتجه للجماهير بالتحية الحارة والنابعة من الاعماق. نجوم ستار اكاديمي ولئن اعربوا عن رغبتهم في القيام بجولة داخل المدينة، الا انهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب ازدحام وهستيريا المعجبين والمعجبات، فوجد زميلهم احمد الشريف الحل ودعاهم لتناول «همبورغر» من مطعم تعود احمد الاقتناء من عنده، فكان له ولكل مرافقيه ذلك.. ** نشاز في نشاز بعد «الهمبورغر» الهدية، كانت السهرة بفضاء سيدي منصور الذي فتح ابوابه على الساعة السادسة مساء تجنبا للازدحام وسعيا الى استقبال الجماهير بشكل منظم وهو ما لاحظناه فعلا بفضل مجهودات رجال الامن والمنظمين من الهيئة المديرة للنادي الرياضي الصفاقسي ومحبي النادي من رجال الاعمال المعروفين بالجهة والذين وفروا للاعلاميين كل الظروف للمواكبة والمتابعة... فضاء سيدي منصور المطل مباشرة على البحر تجمل بشكل استثنائي، فبالاضافة الى الدهن والتبييض عمل المشرفون على الفضاء على تجميله بالاضواء الملونة والنيران والدخان الاصطناعي وغيرها من عناصر الإبهار التي كانت حاضرة بقوة، لكن اصوات الطلبة وحضورهم الركحي خذلت كل هذه التحضيرات، فالنشاز كان يصم الآذان ويجرحها، والتطاول على اعمال العمالقة كان يخدش الذوق الفني ويجرحه، فأغنية «اهواك» لعبد الحليم حافظ تحول ايقاعها الذي يجمع بين «البوليرو» و»الشرقي» الى «الريقي» و»السامبا» واغنية داليدا «سالمة يا سالاما» تحولت الى مزيج بين «الريقي» و»الديسكو» واغنية «جاري يا حمودة» تحولت بالنشاز الى «جاري بلقاسم» في عزف لفرقة موسيقية تضم عازفي «اورغ» وعازفي «قيتار» وعازفي ايقاع يحذقون في الواقع العزف لكن التوزيع الذي اريد له ان يكون خفيفا وشبابيا لم يكن موفقا بالمرة. ملابس النجوم كانت هي الاخرى شبابية وجمعت بين الالوان الزاهية والتصميمات الحديثة، لكن ملابس البالي الراقص كانت في بعض اللوحات مخلة بالحياء تماما وتتعارض مع موروثنا وعاداتنا وتقاليدنا وهو مكمن الخطورة حسب رأينا، فبعد «الشعبية» التي نالها نجوم ستار اكاديمي ومحبة المهووسين لهم اتجهوا الى الطرب لتهميشه بدعوى تهذيبه، ثم اتجهوا الى الملابس للظهور بتقليعات غريبة طالت طريقة تصفيف الشعر، والغريب ان تأثيرات طلاب الاكاديمية بدأت تظهر بين مراهقينا وشبابنا من الوطن العربي، ويبدو ان التأثر كان قويا في سهرة صفاقس وهو ما جعلنا نسجل بعض الحالات من الاغماء في صفوف الفتيات فقط. وفي كلمة، «ستار اكاديمي» الذي خصصت مداخيله للنادي الرياضي الصفاقسي وتم في ظروف تنظيمية رائعة، اتقن فيه احمد الشريف تقليد المطرب صابر الرباعي خاصة حين غنى «سيدي منصور» مع الاشارة الى ان صوت احمد في المباشر بدا اجمل واحلى من اصوات زملائه من ستار اكاديمي الذين صنعت الفضائىات نجوميتهم بسرعة، لكن هل بهذه الاصوات ستدوم هذه النجومية الكرتونية؟ راشد شعور ** في تصريحات برقية ل «الشروق»: أحمد وبهاء: نعم شرّفنا تونس «الشروق» مكتب صفاقس في لقاءات سريعة وبرقية مع «الشروق»، عبر احمد الشريف عن سعادته القصوى في مساهمته في احياء 3 سهرات بتونس، وقد توقف طويلا حتى امام الجمهور ليذكر للجميع انه «صفاقسي» ومن محبي النادي الصفاقسي، وتمنى احمد ان يكون قد شرف تونس في برنامج ستار اكاديمي الذي وصفه بالبرنامج الناجح. المصري احمد عطية، ارتدى مريول النادي الصفاقسي وهو على الركح فحرك بذلك سواكن محبي الفريق، وفي الكواليس افاد «الشروق» انه سعيد جدا بوجوده في تونس بلد الفن والفنون متمنيا ان يعتلي ركح قرطاج. اللبنانية سانتيا بدت سعيدة جدا بالإعلام، وأفادت مندوب «الشروق» انها تتمنى حديثا مطولا ينشر لها في صحيفتنا لكن «الماناجر» والعقد المبرم بينها وبين منوعة ستار اكاديمي يمنعانها من اجراء حديث مكتفية بالقول بلسان عربي مبعثر انا سعيدة جدا بوجودي في تونس واتمنى العودة مجددا. بهاء الكافي افادت ل «الشروق» ان كل الاحاديث التي نشرت على لسانها من نسج الخيال وانها ملتزمة بالعقد، مبرزة فقط انها واحمد الشريف شرفا تونس ولم يكن حضورهما في البرنامج باهتا. السعودي محمد الخلاوي عبّر عن سعادته بالمساهمة في احياء سهرة فنية بتونس وهو ما اكتفى به بشار الذي رقص طويلا امامنا في الكواليس عوضا ان يجيب عن اسئلتنا التي كنا «نهمسها» ومع ذلك تسببت لنا في بعض الملاحظات الجانبية ودعوتنا لمغادرة الكواليس لولا التدخل الرصين للمنظمين ولأعوان الامن الذين قدروا مهامنا ومهنتنا... المغربية صوفيا والتي لاحظت علم المغرب الشقيق يرفرف في المدارج باعتبار حضور العديد من مواطنيها ومواطناتها في حفل صفاقس قالت «انا نحب تونس بلدي الثاني برشة برشة.. وأنا انتظر بفارغ الصبر المساهمة في احياء سهرة ببلدي المغرب وامام الجمهور الذي تكبد مشاق السفر للتحول الى تونس خصيصا لمشاهدتي رفقة نجوم ستار اكاديمي.