استدعت أمس وزارة الشؤون الخارجية، السفير المغربي، عبد الله بلكزيز، فور عودته إلى الجزائر بعدما أيام من استدعائه من طرف بلاده، وذكرته بأن السلطات الجزائرية مازالت تنتظر، بعد استدعائها للقائم بالأعمال المغربي، توضيحات مقنعة من الجانب المغربي بشأن اقتحام القنصلية العامة للجزائر بالدار البيضاء، الجمعة الماضي، وتدنيس العلم الوطني. وطلبت وزارة الخارجية من السفير المغربي، توضيحات عاجلة وفي أقرب وقت، بخصوص الانتهاك غير المسموح به والاعتداء الذي "لا يُغتفر"، بعدما تمّ اقتحام القنصلية الجزائرية وتدنيس علم الشهداء في الذكرى ال 59 لاندلاع الثورة التحريرية المصادف للفاتح نوفمبر. وأكد تصريح مكتوب لوزارة الخارجية، نشرته صحيفة الشروق الجزائرية، بعد استدعائها للسفير المغربي، أن هذا الأخير نقل "اعتذار وأسف حكومته"، وأوضح أن وزير خارجية المملكة المغربية اتصل بالسفير الجزائري بالرباط في نفس اليوم الذي تمّ فيه اقتحام قنصلية الجزائر بالدار البيضاء من أجل "إدانة هذا الفعل المشين". وردّا على هذه التوضيحات غير المقنعة، ذكّر مسؤولو وزارة الخارجية، السفير المغربي بأن الجزائر لا تقبل مبرّر "الفعل المعزول" والأخطر من ذلك "الحادثة" التي يبرّر بها الجانب المغربي الاعتداء على القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء وتدنيس العلم الوطني. وبهذا الصدد، تمّ تذكير السفير بأن الاستناد إلى تحليل دقيق للقرائن والدلائل البصرية المحيطة بالعملية، تؤكد أنها أكبر من أن تُسند هكذا إلى "الفعل المعزول". وذكّرت وزارة الخارجية السفير المغربي، بتجييش مجموعة من المتظاهرين وتهييجهم من أجل الإساءة للجزائر ورموزها وكبار مسؤوليها، وفي هذا السياق، تطالب السلطات الجزائرية وفق ما تقرّه المواثيق والاتفاقيات الدولية، في هذا المجال، بمشاركتها في تحقيق بشكل ملائم لتحديد الحقائق والتأكد من أن الإجراءات المناسبة قد تمّ اتخاذها من طرف المغرب استجابة لتداعيات الفعل الخطير الذي استهدف القنصلية الجزائرية وما ترتب عن ذلك من تدنيس للعلم الوطني والإساءة لرموز الدولة.