حمل نيلسون مانديلا على ظهره تاريخ شعب جنوب إفريقيا، من النضال إلى الحرية، ومن الفصل العنصري إلى المساواة بين أبناء البلد الواحد، إذ يعد رمزا لمكافحة التمييز العنصري في العالم. هو الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا، وأحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري التي كانت متبعة في جنوب إفريقيا. لقبَّه أفراد قبيلته باسم "ماديبا" وتعني العظيم المبجل، وهو لقب يطلقه أفراد عشيرة مانديلا على الشخص الأرفع قدرا بينهم وأصبح مرادفا لاسم نلسون مانديلا. ودائما ما اعتبر مانديلا أن المهاتما غاندي المصدر الأكبر لإلهامه في حياته وفلسفته حول نبذ العنف والمقاومة السلمية ومواجهة المصائب والصعاب بكرامة وكبرياء. بطل الكفاح ضد التمييز وكان الآلاف في مناطق عدة من جنوب إفريقيا، نزلوا مساء الخميس، للتعبير عن حزنهم لرحيل زعيمهم نيلسون مانديلا، في وقت أشاد عدد من قادة العالم ببطل الكفاح ضد التمييز العنصري. وفور إعلان رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، وفاة "ماديبا" عن 95 عاما، اجتاحت موجة من الحزن شوارع المدن في هذا البلد الذي نجح مانديلا في اخراجه من نظام الفصل العرقي. وفي موازاة الحزن الشعبي، أعرب عدد من قادة وزعماء العالم عن أسفهم لوفاة الرئيس السابق لجنوب إفريقيا الذي اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، "مصدر إلهام" للعالم. وأكد بان كي مون للصحفيين في مقر الأممالمتحدة في نيويورك "علينا أن نستلهم من حكمته وتصميمه والتزامه لنسعى إلى جعل العالم أفضل". وفي بروكسل، قال رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، إنه "يوم حزين، ليس لإفريقيا وحدها بل للأسرة الدولية بأكملها. نبكي وفاة واحدة من أعظم الشخصيات في عصرنا". أما رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، فقد قال إن "جنوب إفريقيا فقدت أباها والعالم فقد بطلا. أشيد بواحد من أكثر الرجال إنسانية في عصرنا". التضحية بحريته وفي واشنطن، نعى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مانديلا، معتبرا أنه كان رجلا "شجاعا وطيبا". وأشاد في كلمة مقتضبة بعد الإعلان عن وفاة "ماديبا" "بإرادته القوية للتضحية بحريته من أجل حرية الآخرين". من جهته، صرح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن "نورا كبيرا خبا.. نيلسون مانديلا كان بطل عصرنا"، مشير إلى أنه قد طلب "تنكيس العلم أمام مقر رئاسة الحكومة"، بعد وفاة أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا. وفي باريس، أشاد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، بمانديلا معتبرا أنه "مقاوم استثنائي" و"مقاتل رائع". وفي بيان أصدره قصر الإليزيه، قال الرئيس الفرنسي إن مانديلا "كان يجسد شعب جنوب إفريقيا وأساس وحدة وعزة إفريقيا بأكملها". كما نعى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رئيس جنوب إفريقيا السابق الذي وصفه بأنه "فقيد شعوب العالم اجمع.. وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا وكان اشجع وأهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا". وفي البرازيل، عبرت الرئيسة ديلما روسيف عن حزنها لوفاة مانديلا "المثل الذي سيقود كل الذين يناضلون من أجل العدالة الاجتماعية والسلام في العالم". ووصف رئيس نيجيريا، غودلاك جوناثان، في برقية تعزية وجهها إلى جنوب إفريقيا، أن مانديلا واحد من "أكبر المحررين في التاريخ" و"أيقونة للديموقراطية الحقيقية". أما الزعيم التاريخي لحركة تضامن البولندية، ليش فاليسا، فقد وصف مانديلا بأنه "رمز للنضال ضد الفصل العنصري والعنصرية". بدوره، قال ديسموند توتو أحد أهم المناضلين ضد نظام الفصل العنصري إن مانديلا "علمنا كيف نعيش معا ونؤمن بأنفسنا وبكل واحد". وأضاف "كان موحدا منذ أن خرج من السجن" في 1990. أما الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، فقد أمر بتنكيس الأعلام إلى النصف والوقوف في دقيقة صمت قبل الجولة المقبلة من المباريات الدولية حدادا على وفاة رئيس جنوب إفريقيا السابق.