وافانا مدير مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات الاستاذ عبد الجليلي التميمي بالبلاغ التالي: "لعلنا كنا أول من دعا منذ تسع سنوات المناضل الكبير حسين التريكي لإلقاء شهادته المؤثرة جدا حول مسيرة نضاله الوطني بالقاهرة وتونس والأرجنتين وأعترف بأنني كنت أمام أحد أبرز المناضلين اخلاصا واصرارا للدفاع عن قضية فلسطين والجزائر وحيث مثل الجامعة العربية بالأرجنتين. وقد أثار في شهادته الاستثنائية مسيرته النضالية الفريدة عندما كان فاعلا في مكتب المغرب العربي مع أهم الرموز الوطنية أمثال الحبيب ثامر الذي كان يعده قديس النضال الوطني وهي التسمية التي كان على الدوام ينعته بها وكذا مع يوسف الرويسي بصفة خاصة. وقد نقل إلي أنه سجل تفاصيل أنشطته جميعها إذ كان مهووسا بهذا الملف طوال حياته كلها, ونظرا للظروف المادية الحرجة التي مر بها في الأرجنتين, فقد قبل عرض دارة الملك عبد العزيز بالرياض اقتناء كل تراثه الوثائقي بمبلغ مالي معين، إلا أنه اشترط في أحد بنود التسليم أن تفرد الدارة وتسلم لاحقا نسخة من ذلك لتونس, إذ أن جزءا هاما كان يتعلق بتونس, وقد أحاطني المرحوم حسين التريكي في احدى خلواته بمكتبي علما بهذا الملف وقام بتحرير وصية وهي ممضاة من طرفه في البلدية بمنحي صلاحية متابعة هذا الموضوع مع الدارة حتى يتم استرجاع نسخة من هذا الرصيد الأرشيفي. وبالفعل أجريت اتصالات منذ عدة سنوات مع الزميل د. فهد السماري وأبلغته بنص الوصية, وقد وعدني بالقيام بالواجب تجاه ذلك. وأحب أن أنوه بموقف سعادة سفير المملكة العربية السعودية بتونس د. خالد العنقري والذي تبنى هذا المشروع وقام بالاتصال مباشرة بالدكتور فهد السماري، أمين عام الدارة, وطلب منه تنظيم زيارة لي للاطلاع على هذا الرصيد الوثائقي وتأمين الحصول على نسخة منه لإنشاء مركز باسم المناضل الكبير حسين التريكي, حول الذاكرة الوطنية والمغاربية والعربية. وقد تقررت هذه الزيارة للرياض يوم 9 مارس المقبل. وأحب هنا أن أنوه وأثمن عاليا بموقف سعادة السفير د. خالد العنقري والذي بفضل تدخله المباشر وقبول د. فهد السماري اقتراحهحتى تتم هذه الزيارة, ولا شك لدي أن نجاح هذه المبادرة والحصول على نسخة من هذا الرصيد الوثائقي سوف يساهم في خلق مناخ جديد لأرضية فاعلة للتعاون العلمي بين البلدين".