تعدّ السيدة شاذلية بوخشينة أول امرأة تتولى منصب نائب رئيس مجلس النواب كما كانت أول امرأة مستشارة في رئاسة الجمهورية يقع تعيينها من قبل رئيس الجمهورية سنة 1993 . وقد أمضت السيدة شاذلية بوخشينة سنوات عديدة بل عقود متتالية في العمل السياسي والنشاط الجمعياتي تولت خلالها عدة مناصب سياسية على المستويين المحلي والوطني مما جعلها من الشخصيات النسائية الهامة في تونس والتي استطاعت التغلب على كل الصعوبات والعراقيل التي واجهتها أثناء رحلتها في العمل السياسي والجمعياتي ولتثبت بالتالي أن المرأة التونسية قادرة على الاضطلاع بمهام سياسية كبيرة بكل نجاح وتألق. مسيرة نضالية بدأت السيدة شاذلية بوخشينة مسيرتها النضالية بانخراطها في الشبيبة المدرسية أيام دراستها الثانوية ثم دخلت بعد ذلك إلى هياكل الحزب الحاكم آنذاك حيث قامت بمهام سياسية بمسقط رأسها بمدينة قابس. وبعد التغيير وقع تعيينها عضوا باللجنة المركزية لمؤتمر الانقاذ مدة ثلاث دورات إلى جانب ذلك عملت بالاتحاد الوطني للمرأة التونسية لعدة سنوات. وقد تحدت السيدة شاذلية بوخشينة العديد من الصعوبات لعلّ أهمها المناخ السياسي خلال فترة الستينات والسبعينات الذي كان تحت سيطرة العنصر الرجالي حيث لم يكن يسمح للمرأة بدخول غمار النشاط السياسي وهو ما جعلها تتشبث بحقها في العمل في هذا المجال وقد شجعها والدها على بلوغ ما تصبو إليه ووقف إلى جانبها ودعمها بفضل خبرته السياسية لا سيما وأنه مناضل وعمل في النشاط السياسي لعدة سنوات. أما التحدي الثاني فتمثل في رفض المجتمع لانخراط المرأة في أي عمل سياسي إلى جانب الرجل. هذا المجتمع الذي اتسم بموقفه العدائي من المرأة التي تخرج للتعلم أو العمل في تلك الحقية كان من البديهي أن يتصد لها إذا ما حاولت اقتحام المجال السياسي الذي احتكره الرجال دونا عن النساء مدة عقود طويلة. لكن إيمان هذه المناضلة بأن المرأة لا تقل أهمية عن الرجل في اضطلاعها بمختلف المهام جعلها تصمد أمام كل المضايقات الاجتماعية التي تعرضت إليها وتمضي قدما نحو تحقيق أهدافها في الحياة. نجاحات وتضحيات تقول السيدة شاذلية بوخشينة «اعتبر نجاحي نسبيا ولا أعتقد بوجود نجاح مطلق وتام كما هو الشأن بالنسبة للرضاء عن النفس الذي اعتبره غاية لا تدرك». فالسيدة شاذلية استطاعت بفضل عزيمتها وطموحها الكبير تسلّق سلم النجاح بخطى ثابتة وبدأ نجاحها بحصولها على الاجازة في اللغة والآداب العربية وتحملها المسؤولية وانارة عقول الناشئة وأداء رسالتها التربوية على أكمل وجه. ثم نجحت في تفعيل دور المرأة في المجال الاقتصادي والسياسي بانضمامها إلى عضوية الغرفة الفتية الاقتصادية وجمعية تكوين الاطارات وساهمت في ارساء دعائم العمل الجمعياتي وتقديم صورة ايجابية عن المساهمات الفاعلية لهذا القطاع في النهوض بالمجتمع والارتقاء به إلى أعلى الدرجات. وتقر السيدة شاذلية بوخشينة نائب رئيس مجلس النواب أن نجاحها في العمل السياسي وانشغالها به جعلها تهمل حياتها الشخصية وتنسى نفسها. وتضيف ان السبب الذي يقف وراء حرمانها من تكوين أسرة هو هذا الاصرار على تحدي النظرة الاجتماعية الرافضة لعمل المرأة في المجال السياسي وخاصة نظرة مجتمع الجنوب المحافظ مما جعلها تسلط كل اهتمامها على العمل فقط. وترى أن النجاح العملي كان لابد أن يأتي في مرحلة ثانية بعد أن تكون المرأة قد استقرت اجتماعيا وكونت أسرة. وهذا ما فعلته عديد النساء الناجحات في العمل السياسي ولهذا السبب تعتبر السيدة شاذلية بوخشينة نجاحها نسبيا وغير مكتمل. أما عن أسباب نجاحها فتقول: «إن أبي هو سر نجاحي وتشجيعه لي على مزيد العمل والعطاء رسخ بداخلي ارادة قوية وعزيمة لا تقهر مكنتني من بلوغ هذه المرتبة السياسية». بالاضافة إلى ذلك تقول السيدة شاذلية بوخشينة انها تدين بنجاحها إلى سيادة رئيس الجمهورية الذي سمح لها بالارتقاء إلى أعلى المناصب السياسية الهامة وتشجيعه المتواصل للمرأة التونسية بصفة عامة على خوض غمار التجربة السياسية وحفزها على مزيد البذل والعطاء على النطاق المحلي والوطني.