عالج أمس ملتقى التكنولوجيات الحديثة للاتصال السياحي الذي انتظم في اطار أشغال الاستشارة الوطنية حول استراتيجية تنمية السياحة معضلة غياب «السياحة التونسية» على مستوى شبكة الأنترنات وبحث المجتمعون والذين يمثلون جل الأطراف المتدخلة في القطاع من ادارة ومهنيين وشركاء أجانب سبل تطوير المشهد السياحي التونسي وتدعيم حضوره في شبكة الأنترنات العالمية. يذكر أن سوق الاستهلاك السياحي العالمي عبر الانترنات قد شهد تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة من ذلك أن من السياحة الأوروبية تمر عبر مواقع الأنترنات ومن المنتظر أن ترتفع هذه النسبة الى 10 سنة 2005 . وأكد السيد عبد الرحيم الزواري وزير السياحة والصناعات التقليدية أن محور تنمية السياحة عبر التكنولوجيات الحديثة يعتبر من أهم المحاور المستقبلية التي لا بد من التركيز عليها لمجابهة التحديات وتحقيق النجاحات وأشار الوزير الى أهمية الرهان وطنيا ذلك أن الأرقام تؤكد اليوم أن عدد المستغلين لشبكة الأنترنات يبلغ 700 مليون منهم أكثر من 260 مليون بأوروبا التي هي الشريك السياحي الأولى لتونس وهو ما يضاعف من حجم الرهان. وأفاد الوزير أن عدد النزل في تونس يبلغ اليوم حوالي 800 نزل منها 550 نزلا مصنفا وأوضح أن 100 نزل فقط لها مواقع على الأنترنات وهي مواقع غير مفعلة وغير ذات فاعلية تذكر وأوضح الوزير أهمية تكثيف المجهودات لتفعيل الجانب التجاري (الحجز والبيع عن بعد) عن طريق الأنترنات وقال : «هناك معاملات بدأت عن طريق الأنترنات ونحن نفكر في أن تقوم ممثلياتنا في الخارج بتغيير دورها والتأقلم مع الواقع المهني الجديد لقطاع السياحة حتى تتم الاستجابة للحاجيات الجديدة وأكد الوزير استعداد الوزارة لدعم التعاون بين الادارة والمهنيين. وتحدث الوزير عن الطموح الموجود لبعث موقع أنترنات متطور يجمع اليه السياحة التونسية بكل جوانبها (نزل/وكالات أسفار/مطاعم/رحلات) وقال إن ذلك يتطلب تكاتف كل الجهود خاصة وأن كلفته الجملية لن تقل عن مليارين وأشار الى أن الهدف المرسوم هو بلوغ 100 ألف زيارة ل»السياحة التونسية على الأنترنات». وتطرق السيد عادل بوصرصار رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار الى مشكلة الخلاص والبيع عن بعد والتي لم يقع ايجاد الضمانات اللازمة لها الى حد الآن وقال : «برغم وجود عدة مواقع لوكالات الأسفار فإن عدد الزوار قليل جدا ومحتشم وأضاف أن الهدف هو النظر الى المستقبل الذي يفترض التفكير في أحداث تجمعات الكترونية بين وكالات الأسفار لتوفير المنافسة والاختيار للحريف. واقع وطموحات من جهتها أشارت السيدة فريال الباجي الرئيس المدير العام للوكالة التونسية للأنترنات الى أن كل القطاعات قد تأثرت بتطور الشبكات المعلوماتية فأصبحنا نتحدث عن التجارة الالكترونية والادارة الالكترونية وكذلك السياحة الالكترونية واضافت المتحدثة أن وزارة النقل وتكنولوجيات الاتصال على استعداد لدعم كل المبادرات الرامية لانجاز مواقع على شبكة الأنترنات وقالت : إن أول مشروع نموذجي تونسي للدفوعات عن بعد e-tijara والذي وضع منذ سنة 1997 سيكون على ذمة مهنيي السياحة من أجل الاستفادة منه وتنفيذه في برامجهم الترويجية عن بعد في تفاعل مع المستجدات العالمية في الميدان وقالت ان المشرع التونسي قد أوجد كل الضمانات لمثل تلك المعاملات من خلاله وضعه لقانون التجارة الألكترونية. وقدم السيد لطفي بلحسين الرئيس المدير العام للقناة التلفزية السياحية Liberty TV رؤية من أجل انجاز ميثاق وبروتوكول لتنظيم عمل المواقع السياحية التونسية على الأنترنات وتطرق إلى أهم السلبيات العالقة حاليا بالمواقع الموجودة وقال : ان الحل يكمن في ايجاد موقع مجمع لكل الخاصيات التونسية من أجل تسهيل الاتصال بتونس من قبل المتعاملين عبر الانترنات وذلك بمساهمة كل المهنيين بما يحتم ضبط المواصفات الضرورية وايجاد لغة مشتركة يمكن أن تحقق تقدما كبيرا. وأوضحت السيدة Lyne Chabot مديرة التخطيط ومتابعة العمليات السياحية بمقاطعة الكيباك معالم النجاح التي حققتها البوابة السياحية bonjourquebec.com في دعم السياحة الكندية وقالت إن عدد الزوار للبوابة بلغ سنة 2003 حوالي 8.3 مليون زائر وقد تطور كثيرا في الفترة الأخيرة خاصة اذا ما علمنا أنه كان في حدود 2 مليون زائر للبوابة فقط سنة 1999».
