... كانت لا شرقية ولا غربية!! خضراء، مغروسة امام كوخنا، ألعب تحتها واعلق باحد اغصانها ارجوحتي... في الصباح اعانقها وفي القيلولة انام في ظلها الوارف، وفي الليل اقبلها وانام في فراشي... كبرت... وكبرت معي!! حتى جاء يوم الفراق، ابتاعها احد المهاجرين، واجتثها من جذورها... ثم عاد الى موطن الغربة... دأبت على عادتي.. في الصباح اعانق طيفها واسقيها بدموعي وعند الظهر، انام في ظلها الخفي... وفي الليل اعانقها واسقيها من شجوني. مرت الايام ، سريعة، حتى جاء يوم ميلادي... بزغت زيتونة صغيرة... وكبرت!! ولم يأت المهاجر.. 2 شقائق النعمان اشعل السيجارة الألف، والقى بأتعابه الدهرية الى الخلف... لا يملك في هذه الدنيا الا الخرافات... لا يعبأ بالتاريخ ولا بالجغرافيا... حتى اكله مقتصر على الحليب والخبز، لانه لم يعد يملك ولو ضرسا.. جلس القرفصاء، كعادته واخذ زهرة شقائق النعمان واقتطع ورقاتها ورقة ورقة.. وهو يردد «تقع... قد لا تقع... تقرع طبول الحرب... وقد لا تقرع..!! سأله شيخ هرم من جيله: «وان وقعت... وان قرعت!!». قال ورأسه مطأطأ: اخاف ان وقعت، ان تحترق امانيّ.. على اعتاب بغداد.. ويذوب انتمائي العربي في مياه دجلة والفرات. 3 شيخ العزّاب تجاوز عقده الخامس، لقبه ابناء حارته في فترة اولى بشيخ المراهقين... لما كان يخطّ اشعاره الوردية على جدران «الحومة»... وعلى جدران الجامع الصغير... الذي يتبوأ مكانة «جذلى» في حارتنا... ثم لقبوه بشيخ العزاب... لما بدا عليه الوقار والهيبة. والصمت... والهذيان بمعشوقته الابدية «الجازية القلعية»!! طيلة نصف قرن لم يستطع اقرب المقربين اليه... الكشف عن اسم حبيبته الحقيقي.. طيلة نصف قرن... لم يعثر اي انسي على صورتها بين خفايا اوراقه الشخصية، طيلة لياليه... وطوال سهاده... ونومه لم نسجل له ذكر اسم عشيقته!؟ ... ذات يوم نادى الناعي في حارتنا... وفاة الحاجة سرور... بكاها شيخ العزاب بحرقة ولوعة وهو يردد: «كانت اوفى من الوفاء... لزوجها وابنائها... وعزائي جميل لأنهم سيقبرونها الى الأبد.. في دهاليز قلبي..!!». 4 عروس البحر البحر هادئ... موجة هادئة... نظرت اليّ بعمق وقالت عيناها ما لم يقله لسانها... نظرت اليها بحياء شديد.. وأوحى لها بريق عينيّ... ما اخفاه قلبي الولهان... ثم غطستْ في الماء كعروس البحر.. وتبعتها عن بعد... كفرس البحر.. وذاب شوقها وذاب شوقي في المياه الدافئة... والتحم بريقها ببريقي!! ثم غادرت الى طريقها... وغادرت الى طريقي.. ذهبت في حال سبيلها... وانا ذهبت في سبيل حالي.. * محمد بوفارس (القلعة الكبرى) -------------------------------- الموت أغلى أمنياتي لملمت شتاتي وقصدتُ عرّافا علّه يستطيع قراءة ذاتي او يستكشف ما فعلته بي فتاتي التي احترفتْ الكذب جزافا واستثمرت صغار زلاّتي وحوّلتها حبا.. استنزف كل طاقاتي واستنفدت فرحي.. وأبقت لي فقط عذاباتي وذرتني شبحا... طريدا لعمق آهاتي فاتركي لي يا فتاة يوما أفرح فيه بمماتي لا أريد بعدك شيئا فهو أغلى امنياتي * أبو عزيز (القيروان) +++++++++++++++++++++++++ اعتراف أنثى قالت ان قلبها بلاد الهوى وأنها اسيرة في قلعة السّهد والجوى قالت ان عيونها لم تجف بعد من البكاء وان الشوق يضنيها والبعد يفقدها الكبرياء قالت انها سهرت الليالي وأنها هائمة في دروب الحب كأنها صدفة خاوية على الرمال شذى الورد يوشك ان يضيع منها وهي لا تبالي قالت انها ستبحث عنه وستبيع من اجله الدنيا وترفع راية حبها فوق الأعالي. * محمد علي المدوري (بوسالم) ------------------------------------ أيا هادم اللذات.. جفت دموعي وخرس لساني وضاق صدري فنامت عيناي ولم ينم قلبي تملكني هاجس فخيم عليّ صمت رهيب وارتباك مخيف أيقنت حضور ساعتي فذعرت من أجنحة الموت وظلمة القبر وضيق اللحد لقد ماتت الشهوات في نفسي وانقطعت منابت الغفلة وانطفأ حرصي على الدنيا فاستسلمت لقدري كنت ملهوفا لنور ملائكي يضيء ما حولي فينيرني.. وينير ذاتي * محمد قميحة (صفاقس) ------------------------------------- من أنا؟ أنا انت وانت من تكون واذا أردت ان نكون معا هذا لن يكون لأنني لا اعرف من أنا ولا انت من تكون وإذا عرفت نفسك من تكون سأعرف من أكون لأنك وبكل بساطة شخص حنون لم يعرف الغدر ولم يجرب الجنون فالجنون سره سحر العيون اذا اردت ان تكون فقل لي كي اكون واذا احببتني يوما فسأحبك قرون وإذا كان حبك ضجة فحبي لك سكون واذا كان حبك هو العدالة فحبي هو القانون واذا كان قلبك القاضي فقلبي هو المسجون فهل عرفت الآن من أكون؟ * سمير الملاسي (الشبيكة) ------------------------------------- ردود سريعة * بسمة جلمة «تذكرتك» تكشف عن موهبة ندعوك لتطويرها بتكثيف قراءاتك لعيون الأدب العربي. مرحبا بكل مساهماتك. * السيد البلحودي سوسة مرحبا صديقا جديدا لواحة الابداع ننتظر منك نصوصا أفضل. * فريال المرزوقي بلطة شكر على ثقتك في «الشروق» «أنا» و»أنا والعذاب» ننتظر افضل منهما ومرحبا بكل مساهماتك في واحة الابداع. * المختار الباهي المروج «الى امي» فيها ومضات شعرية ننتظر منك نصوصا أخرى.