نظمت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وعدد من مكونات المجتمع المدني والاحزاب السياسية الجمعة بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وقفة تضامنية مع الصحفيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير الكتارى الذين راجت حولهما مساء أمس الخميس أنباء غير مؤكدة تشير الى تصفيتهما من قبل مجموعات ارهابية بليبيا. وشهدت هذه الوقفة التضامنية أيضا حضور عائلتي الصحفيين الشورابي والكتاري وقد تم خلالها رفع شعارات مناوئة للإرهاب ومنادية بضرورة الاسراع فى اطلاق سراحهما الى جانب التأكيد على اهمية عدم المساس بحرية التعبير والصحافة واعلاء مبادئ الحق في الحياة والمواطنة والسلم والامن. كما رفع مشاركون فى هذه الوقفة لافتات وشعارات مستنكرة للاعتداء الارهابي الذي استهدف مؤخرا الصحيفة الفرنسية شارلى هبدو وأسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح 11 اخرين. وقال نقيب الصحفيين التونسيين ناجى البغوري إن هذه الوقفة هى بمثابة الرسالة الموجهة من قبل الاعلاميين والصحفيين وسائر مكونات المجتمع التونسي بمختلف اطيافه المدنية والسياسية ضد الارهاب الاعمى مؤكدا العزم على مواصلة النضال من اجل الحفاظ على الحريات الاساسية وفى مقدمتها حرية الاعلام والتعبير والرأي. ودعا البغورى الى ضرورة التكاتف والتضامن من أجل التصدي لخطر الارهاب الذي يهدد الصحفيين والاعلاميين ويستهدف حرية التعبير التي تمثل اهم المكاسب التي تحققت في تونس بعد ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي. من جهته اعتبر رئيس حزب المجد عبد الوهاب الهاني أن خبر اعدام الصحفيين التونسيين بليبيا يتنزل في اطار ما اسماه ب حرب الاعصاب التي تمارسها الجماعات الارهابية ضد تونس وضد الحرية مبينا أن إشاعة هذا الخبر غير المؤكد تعد بمثابة توجيه رسائل تحذير لتونس باعتبارها المنفذ الوحيد لليبيا. وأكد الهاني على ضرورة المحافظة على وحدة الصف بمنأى عن الفتنة والفرقة التي من شأنها تقويض أسس الدولة واستهداف مؤسساتها واجهاض المشروع المجتمعي المنشود. واستنكر الناشط الحقوقى مختار الطريفي الاعمال الارهابية التي تطال الصحفيين في مختلف أنحاء العالم معتبرا ان حرية التعبير والرأي تظل اقوى سلاح ضد الارهاب الذي يستهدف كل التونسيين ونمط مجتمعهم ودعائم الديمقراطية التي تسعى تونس الى تركيزها في ظرف اقليمي ودولي يتميز بالاضطراب وعدم الاستقرار. ووصف الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي المشاركة في هذه الوقفة التضامنية بالواجب الوطني خاصة أن مدة حجز الصحفيين المحتجزين تجاوزت 120 يوما ازاء ما اعتبره تحركا غير جدى فى تعاطى الحكومة مع الملف لاسيما فى ظل غياب معطيات أمنية واضحة في هذا الشأن. وحمل اليعقوبي رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية بالخصوص مسؤولية الاسراع في حل مشكل الصحفيين التونسيين ووضع حد للتعاطي الهش مع هذه الملفات الدقيقة والبحث في سبل جديدة للتفاوض مع الجانب الليبي. من جانبه انتقد السياسى احمد بن ابراهيم التعاطي الاعلامي المشين وفق توصيفه لبعض وسائل الاعلام مع هذه الحادثة معتبرا أنها لم تراع مشاعر عائلتي المحتجزين. ودعا المشرفين على الوسائط الاعلامية الى الكف عن المتاجرة بالأحاسيس والانتقاء السليم للضيوف والمشاركين في المنابر الحوارية الحساسة. وأعرب والد الصحفى نذير الكتاري سامي الكتاري عن الامل في ان يعود ابنه المحتجز رفقة زميله سفيان الشورابى سالمين من ليبيا وأكد أن الجهات الحكومية ونقابة الصحفيين قد اتصلت به لطمأنته غير ان الاخبار الى حد الان حول مصير الكتاري والشورابي متضاربة.