يمكن القول ان المدافع هشام الصيد نجا من كمّاشة المدرب علي الفرقاني حينما اختار تغيير وجهته الى ترجي جرجيس فالعلاقة بين الطرفين ومنذ ان وطأت أقدام الفرقاني مركب بنزرت علاقة فاترة دفع الصيد فاتورتها بعدم تشريكه في التشكيلة الأساسية، ولما تفطن الصيد الى أنّ بقاءه في بنزرت غير مرغوب فيه على الاقل من وجهة نظر مدربه اختار عاصمة الزياتين في صمت، وها هو الآن يؤثث مسيرة هذا الفريق بتألق وينتظر مع زملائه تتويجا بالعودة الى مصاف النخبة قد تأتي به الجولة القادمة لبطولة الوطني «ب». الصيد كان اللاعب الثاني الذي يفرّ بجلده من تجاهل الفرقاني بعد خالد مراد الذي أسهم في صعود نجم حلق الوادي والكرم الى الوطني الممتاز، وفي اتصال خاطف به قال ل»الشروق»: لقد اخترت مغادرة فريقي عن مضض حيث لم أكن متحمسا لتغيير الاجواء لو لا حالة الاحباط، التي عشتها في مركب 15 أكتوبر، فمهما كانت درجة جاهزيتي فانها تصطدم «بفيتو» تمسك به المدرب الفرقاني نحوي دون ان يقدر احد على اقناعه بالغاء هذا «الفيتو» حتى الهيئة المديرة التي منحته صلاحيات لا تحصى ولا تعدّ، فخيرت الانسحاب وقبول اول عرض ورد عليّ من ترجي جرجيس لانسج على منوال خالد مراد» ويقول الصيد عن تجربته الجديدة بفريق الزياتين «أعتقد انها تجربة ناجحة وثرية والدليل ان الفريق مؤهل للصعود حيث لا تفصلنا عن تحقيق هذا الحلم سوى نقطة واحدة»... ويضيف «ان الرعاية وحسن التأطير الذي أجده من الهيئة المديرة والاطار الفني على غرار بقية زملائي اللاعبين مهّد للاجواء الوردية... فالجميع يعمل بدون حسابات ضيقة وفي انسجام تام وهذا ما لم يتوفر في النادي البنزرتي خصوصا على مستوى العلاقة بين المدرب واللاعبين وبين هذين العنصرين والهيئة المديرة»... وحول ما اذا كان يفكر في العودة الى بنزرت قال هشام الصيد «لم أفكر البتة في الخروج من النادي البنزرتي ذلك الفريق العريق الذي احتضنني لسنوات طوال ورضعت منه أبجديات الكرة والاخلاق لكن وجدت نفسي في موقف محير اذ وجب عليّ ان اختار ما بين الانسحاب او ان أبقى أصارع تجاهل الفرقاني لامكانياتي، وتصميمه على عدم التعويل على خدماتي فاخترت بمرارة القرار الأول... وقد اعود الى مركب 15 أكتوبر ولكن ليس قبل ان تهبّ رياح التغيير على مكوناته الأساسية...».