تونس- الشروق اون لاين- نورالدين بالطيب: بعد اعلان الدكتورة لطيفة الاخضر على أولويات الوزارة خلال الفترة القريبة والتي لم تتضمن اي نقطة تتعلق بالمكتبات التي تعاني من مشاكل مزمنة سواء في مستوى الميزانية او البنية الاساسية او الرصيد اصدرت جمعية مكتبي المطالعة العمومية والنقابة الاساسية لأعوان المطالعة العمومية والجامعة الوطنية لجمعيات احباء المكتبة والكتاب بيانا مشتركا اعتبرت فيه ان اعلان الوزيرة عن أولويات الثقافة يمثل تواصلا لتهميش قطاع المكتبات العمومية وهو مؤشّر سيء يكشف عن غياب الإرادة لتطوير القطاع وحل مشاكله المزمنة وهذا نص البيان : "لقد عرفت الثقافة بصورة خاصة وقطاع المكتبات والمطالعة بصفة أخص قبل الثورة تهميشا ممنهجا فلم ترصد الميزانيات الكافية، ولم تسن النصوص التشريعيّة المنظمة ولم تواكب الهيكلة الإدارية التطورات الحاصلة في مجال علوم المعلومات، وبقيت المكتبات دون مستوى التحوّلات التكنولوجية وتعطّلت مشاريع الحوسبة وتعصير الخدمات، كما تراجعت الميزانيّة المخصصة لإثراء المجموعات الوثائقية، وتجمدت الانتدابات لتتفاقم الشغورات وتتعطّل برامج التكوين، وتفاءل المهنيون بالتحوّل الذي شهدته بلادنا منذ 14 جانفي 2011، وتوقعوا أن يرفع الظلم وأن تراجع السياسات الثقافية (إن وجدت) أو يعاد النظر في الخطط والبرامج وأن يحظى قطاع المكتبات والمطالعة في وزارة الثقافة بالمكانة التي يستحقها، إلا أن الواقع أبعد ما يكون عن الأمل المنشود، فلم يشهد القطاع خلال السنوات الأربع الماضية أي تغيّر إيجابي يذكر، ويبدو أن المستقبل لا يختلف كثيرا عن الماضي فالمتمعن في أولويات الوزارة الجديدة وفي برنامج المائة يوم لا يلاحظ أي ذكر أو أولوية تهتم بالمكتبات والمطالعة رغم أهمية شبكة المكتبات والدور الريادي الذي تضطلع به في بلادنا لترسيخ ديمقراطية الثقافة رجاؤنا أن تعيد الوزارة النّظر في أولوياتها وأن تأخذ بعين الاعتبار مكانة الكتاب والمكتبات والمطالعة في المشهد الثقافي إذ لا يمكن تحقيق الانتقال الديمقراطي دون ردّ الاعتبار لهذا القطاع الاستراتيجي في المنظومة الثقافيّة ولا يمكن تحقيق الأمن الثقافي بالتراث فقط، إذ لا بدّ من الاهتمام بكلّ مكوّنات الثقافة من أجل تحقيق تنمية ثقافية تساهم في إرساء دعائم الديمقراطية وتواجه الأخطار المحدقة بالبلاد وترسي مقوّمات مجتمع المعرفة الذي نصبو جميعا إلى تحقيقه".