تونس طرابلسالقاهرة (وكالات) يلتقي القادة العرب في تونس يومي السبت والاحد بعد نحو شهرين من تأجيل القمة العربية و ذلك للمصادقة على وثائق حول الاصلاحات في العالم العربي والعراق وفلسطين. وبينما أكدت الجامعة العربية أن الاعداد لقمة تونس ممتاز تتواصل الاتصالات لضمان مشاركة مكثفة في القمة التي ستعقد في ظل ظروف صعبة تمر بها الأمة العربية وخصوصا الشعبين الفلسطيني والعراقي. وأكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في تصريحات صحفية نشرت أمس في الكويت ان الاعداد للقمة العربية بتونس ممتاز. وأوضح أنه تم الاتفاق على كل الموضوعات وتمّ تحضير كل الملفات بشكل جيد والوضع مطمئن جدا.. تحضير ممتاز وأعدّ وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير بالقاهرة وثيقة عربية للاصلاح ستعرض على القمة وفق ما ذكره موسى الذي أوضح أن كل الدول العربية تدرك ضرورة الاصلاح التي ستتم حسب ظروف واختيارات كل دولة. وقال مندوب عربي لوكالة الأنباء الفرنسية ان الوثيقة عبارة عن خلاصة لأفكار عرضتها مصر والأردن وقطر واليمن وتونس وتم الاجماع حولها بعد ادخال تعديلات في اجتماع القاهرة الأخير. وتؤكد الوثيقتان الخاصتان بالعراق وفلسطين على حقي الشعبين العراقي والفلسطيني في الاستقلال والسيادة. وتدين الوثيقتان المنفصلتان تعذيب الأسرى العراقيين على أيدي قوات الاحتلال والاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني (وتحديدا على غزة ورفح). وأكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه تم الاتفاق على كل الموضوعات وتحضير كافة الملفات، لكن موسى ألمح الى أن عدد القادة العرب الذين سيحضرون القمة قد يكون أقل من 15 كما قال في السابق. وحول ما يتردد بشأن حدوث «مفاجأة» في قمة تونس تتمثل في طرح موضوع تنحي الرئيس ياسر عرفات مثلما تم طرح تنحي الرئيس العراقي صدام حسين، قال موسى : «هذا كلام سخيف يأتي في اطار الخداع والنصب». اتصالات جديدة وفي اطار الاتصالات العربية العربية حول القمة استقبل قائد الثورة الليبية معمر القذافي أمس مبعوثي الرئيسي المصري وزير الاعلام صفوت الشريف ورئيس جهاز المخابرات العامة عمر سليمان. وقالت وكالة الجماهيرية للأنباء ان الشريف سلّم قائد الثورة الليبية رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك «تتعلق بالتشاور حول انعقاد القمة العربية في تونس خلال الأيام القادمة والتحديات التي تواجه العرب في هذا الظرف العسير. ولاحظت وكالة الجماهيرية للأنباء أن الزعيم الليبي أجرى أمس الأول اتصالات هاتفية مع الرئيس زين العابدين بن علي ومع الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح والرئيس المصري حسني مبارك والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين والملك عبد اللّه الثاني ملك الأردن. وقالت الوكالة الليبية ان هذه الاتصالات «تركزت حول انعقاد القمة العربية خلال الأيام القادمة في هذا الظرف العربي المتردّي». وذكّرت وكالة الجماهيرية للأنباء بأن «مصادر موثوقة أكدت أن عددا كبيرا من قادة الدول العربية سيتغيبون لأسباب مختلفة عن حضور هذه القمة التي تواجه تحديا استراتيجيا خطيرا يبدو أن دول الجامعة العربية لا تقوى على التعامل والتجاوب معه بما يلبي تطلعات الشعوب العربية في هذا الظرف العسير الذي تطلب من هذه الشعوب ادراج بند واحد فقط على جدول أعمال هذه القمة وهو تطبيق معاهدة الدفاع العربي المشترك والالتزام بمقاطعة الاسرائيليين. وتابعت الوكالة الليبية قولها ان هذا «هو التحدي الذي يصعب على دول الجامعة العربية أن تواجهه في هذه القمة التي يظهر أنها لن تلتئم بالرغم من استعدادات تونس الكبيرة الجارية لاستضافتها». ولاحظت الوكالة ان «ليبيا في طريقها الى تجميد عضويتها في الجامعة العربية توطئة للانسحاب من هذا المنتظم العربي. تأكيد مصري وقد أكد الرئيس المصري حسني مبارك أمس مشاركته في أعمال القمة العربية المرتقبة يومي السبت والأحد. لكن الرئيس المصري أشار في تصريحاته أمس الى اللهجة الراديكالية المتصاعدة في عدد كبير من الصحف المصرية والعربية والتي يعبّر خلالها بعض الكتاب عن دعوتهم القمة لاتخاذ ما أسموه «مواقف حاسمة وصارمة» حيال الأوضاع المتردية في العراق وفلسطين. وقال مبارك مخاطبا ضمنيا أصحاب هذه الدعوات: «نحارب لأجل من.. وبأي امكانات ولأي هدف وإلى أين سنصل؟». وفي توضيح للاتصالات الديبلوماسية التي تجريها مصر مع عدة دول عربية من أجل رفع مستوى التمثيل في القمة أكد مبارك أنه إذا كان مستوى التمثيل منخفضا فإنه لن تصبح قمة وإنما كلاما فارغا.. إذ سبق ان اجتمع وزراء الخارجية والمفترض أن يرتفع مستوى التمثيل ولا يقل. وشدد مبارك على أن القمة «لا بدّ أن تنعقد في موعدها معربا عن اعتقاده بأن أغلبية الرؤساء سيحضرونها».