انتظم صباح أمس موكب رسمي تقبل اثناءه الرئيس زين العابدين بن علي أوراق اعتماد سفراء جدد لبلدان شقيقة وصديقة لدى تونس وهم على التوالي: الدكتور سهيل خليل شحيبر سفير دولة الكويت السيدة اورانيا ارفانيتي سفيرة اليونان السيد جارومير بريفراتسكي سفير الجمهورية التشيكية السيد ليكاري ويلفريدغاي سفير كندا السيد رولاندو كونزاليس تيليز سفير جمهورية كوبا السيد فاغنيدي غناغنو فيليبار سفير جمهورية الكوت دي فوار السيدة ماري دوند اودينغا سفيرة جمهورية كينيا السيد كارلوس اليخاندرو باروس سفير جمهورية الاوروقواي السيد ثورستاين بالسون سفير جمهورية اسلندا السيد ماليك جي مارندانغ سفير جمهورية الفيليبين السيد عثمان محمد عمر سفير دولة ارتريا ورحب رئيس الجمهورية بالسفراء الجدد متوجها اليهم بالكلمة التالية: «تقبلنا منذ حين اوراق اعتمادكم سفراء لبلدانكم الشقيقة والصديقة بتونس وهي مناسبة طيبة نعرب فيها عن شكرنا وتقديرنا لاشقائنا واصدقائنا قادة دولكم لما يحملونه من مشاعر نبيلة نحو تونس وشعبها واحملكم اليهم بدوري احر التحيات واصدق عبارات المودة والتقدير راجيا لشعوبكم مزيد التقدم والازدهار. كما يسعدني ان ارحب بكم وأنتم تباشرون عملكم الديبلوماسي ببلادنا مؤكدا لكم حرصنا على تيسير سبل الاتصال والحوار معكم وتوفير افضل الظروف لاداء مهامكم الجديدة. ونحن واثقون بأن اعتمادكم بتونس سيسهم في مزيد تمتين صلات الاخوة والصداقة التي تجمعنا ببلدانكم وفي تعزيز فرص التشاور وعلاقات التعاون القائمة بيننا للارتقاء بها الى أفضل المراتب. انكم تحلون بتونس في سنة تتميز بمواعيد سياسية مهمة في مقدمتها الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستكون مناسبة سانحة لكم للاطلاع على مدى ما بلغه شعبنا من وعي بواجباته وحقوقه وعلى ما سجلته بلادنا من انجازات ومكاسب على درب التقدم والمناعة. ان ما يشهده عالمنا اليوم من احداث وتوترات واختلالات يدعو الى اعتماد مقاربة أكثر شمولية في العلاقات الدولية تقوم على تعزيز التضامن والتآزر بين الشعوب والربط المتين بين السلم والامن والتنمية. كما ان تردي الاوضاع في عدد من المناطق من شأنه ان يعمق الوعي الجماعي بضرورة تظافر الجهود لمواجهة الشعور بالاحباط والحرمان والاسراع بإيجاد تسوية سلمية للقضايا الدولية العالقة وفي مقدمتها قضية الشرق الاوسط. وازاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من عدوان ودمار على ايدي القوات الاسرائيلية فان تونس تؤكد من جديد ضرورة التدخل العاجل والحازم لتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وحمل اسرائيل على احترام الاتفاقيات الموقعة والالتزام بتنفيذ خريطة الطريق لاحلال السلام العادل والشامل والدائم لشعوب المنطقة كافة وقيام الدولة الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية. كما ان ما تعانيه المنطقة من عنف واضطراب يقتضي ايضا معالجة الوضع بالعراق وذلك باستكمال المرحلة السياسية الحالية كي يستعيد الشعب العراقي الشقيق سيادته في نطاق الحفاظ على وحدته وسلامة اراضيه ويتفرغ لاعمار بلاده. تستعد تونس لاحتضان القمة العربية في دورتها العادية السادسة عشرة بعد يومين وهي تأمل في ان تفضي هذه القمة الى الاسهام الفاعل في رفع التحديات القائمة وتحقيق خطوة ايجابية في مجال تطوير الاوضاع العربية ودعم الامن والاستقرار على المستويين الاقليمي والدولي. وتشكل علاقاتنا المتميزة مع الاتحاد الاوروبي الذي تربطنا به اتفاقية شراكة منذ سنة 1995 امتدادا لما نسعى اليه من تعزيز لجسور الحوار المتكافئ والتعاون المتضامن بين ضفتي حوض البحر الابيض المتوسط. واننا حريصون ايضا على مساندة المسيرة الموفقة للاتحاد الافريقي من اجل ان تنعم قارتنا بالسلم والاستقرار وتترسخ في اقطارها مقومات التنمية والازدهار. ونحن نعمل من ناحية اخرى على توسيع علاقاتنا مع كل البلدان وعلى استكشاف افاق جديدة في تعاوننا مع بلدان القارة الآسياوية وبلدان القارة الامريكية. وستحتضن تونس في نوفمبر 2005 القمة العالمية حول مجتمع المعلومات في مرحلتها الثانية وهي تأمل ان تلقى كل المساندة من دولكم لانجاح هذه التظاهرة نظرا الى ما يكتسيه مجال المعلومات والاتصال من أهمية في دعم خطط التنمية وارساء نظام دولي اكثر عدلا وتوازنا. وفي الختام أجدد الترحيب بكم راجيا لكم اقامة طيبة بيننا مع تمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق في مهامكم.