احتضنت دار الثقافة بفوسانة من ولاية القصرين فعاليات الدورة التاسعة لملتقى الفكر الاجتماعي حول الاسرة وذلك حول محور الاسرة العربية ومشكلات التواصل في زمن الثورة الاتصالية. وقد انتظم بدار الثقافة معرض حول التراث التقليدي للمدينة من خلال عرض بعض المنتوجات فضلا عن الخيام المنصوبة التي شهدت معارض على صلة بشهر التراث بغرض ابراز خصائص الجهة ومميزاتها الثقافية. وقد احتضنت المكتبة العمومية معرضا للفنان التشكيلي احمد الزعبي الذي اطلع جمهور المهرجان على عدد من اعماله الفنية فضلا عن الاستعراض الاحتفالي للماجورات والكرنفال الشعبي بساحة دار الثقافة. الندوة العلمية والتي صارت من تقاليد هذا المهرجان منذ سنوات قدّمت فيها عدة مداخلات لعدد من الباحثين في مجالات علوم الاجتماع وهم الحبيب الدرويش وعائشة التايب ومنير عبد النور وانور السالمي وصلاح بن فرج وعلي الهمامي. وقد تمحورت جل المداخلات حول عديد القضايا والمسائل التي تتعلق بالاسرة التونسية الحديثة ومسار إعادة ترتيب الادوار وتحديات الثورة الرقمية والتواصل بين السياسي والأسطوري والتواصل والصدام وعلاقة النحن بالآخر من خلال دراسة في منحى التاريخ. اضافة الى تعدد الوسائط الاعلامية والاتصالية وأثره على العلاقات بين الاجيال والاندماج الأسري من الرموز المحلية الى عولمة الثقافة. وقد طرحت في هذه الندوة ومن خلال مختلف المداخلات عدة اسئلة لعل اهمها ما تعلّق بمسألة الثورة الاتصالية وعلاقتها بتحوّلات العلاقات داخل الاسرة التونسية، والمجتمع التونسي ككل وقد تدخّل الاستاذ الحبيب حيوني في هذا الجانب مبرزا اهمية الوعي بالتحولات العالمية وفهم ظواهرها انطلاقا من مختلف العلامات ومنها الثورة الاتصالية. وعلى هامش هذه الندوة انتظمت ورشة علمية حول الجوانب النفسية والاجتماعية للشباب باشراف الاستاذ فتحي البركاوي شهدت إقبال عدد من الشبان كان لها الصدى الطيب في صلتها بهذه الندوة الثقافية. كما كان للمرأة حضور في هذه الندوة من خلال قافلة ثقافية صحية موجهة للمرأة الريفية فضلا عن الحصص الأخرى الترفيهية التي تجمع بين السينما والمطالعة والاعلامية والموسيقى اضافة الى ايام مفتوحة حول الانترنات والمعلومات. في سهرة الاختتام، تم عرض مسرحية «الزمبريقة» لفرقة النهضة المسرحية ببنزرت. هذه المسرحية حضرها جمهور غفير بدار الثقافة بفوسانة وقد ابدع فيها الممثلون الشبان الذين شكّلوا الجيل الجديد لهذه الفرقة العريقة التي بلغت ثمانين سنة من العطاء المسرحي فهي من أقدم الجمعيات المسرحية بتونس وتداول عليها عدد من الممثلين ورجال المسرح إدارة وانتاجا وتمثيلا وهي في غمرة العطاء وتستعد للاحتفال بالذكرى الثمانين لانبعاثها ومن اسماء الجيل الجديد لهذه الفرقة نذكر منهم محمد علي العباسي وعمر الرباعي وسفيان بن ظافر وجمال الزنكري ووحيد التركي ورشاد التركي وشوقي درويش وثريا منصور ومنية رجب وهالة الصدقاوي واشراق الزاوي ومنية منصور. وقد تأسست الفرقة سنة 1923 من طرف المرحوم علي الخماسي. ومسرحية «الزمبريقة» نالت اعجاب جمهور فوسانة الذي واكب الندوة العلمية المذكورة وهي من تأليف واخراج لطفي التركي الذي حصد الى حد الآن عديد الجوائز من خلال هذه المسرحية التي تتحدث عن فترة من التاريخ الفني والاجتماعي لتونس. وقد تألق فيها الممثلون وأبدوا الماما تاما بفنون المسرح الحديث. مدينة فوسانة من ولاية القصرين كانت خلال ايام هذه الندوة ورشة أخرى للفعل الابداعي والثقافي عبر تلاقي عدد من الفنون في رحاب الفكر والثقافة وذلك من خلال برنامج دار الثقافة التي عُرفت بهذه الندوة الوطنية.