لن يكون مهرجان الصحراء الدولي مستقبلا هو الوحيد الذي يفتح مدينة دوز بوابة الصحراء الكبرى على العالم، فمهرجان المسرح أيضا في إتجاه العالمية. مهرجان دوز الوطني للفن الرابع الذي ولد صغيرا سنة 2005 استطاع في دورته السابعة التي اختتمت أمس الثلاثاء أن يضع خطوة نحو العالمية من خلال مشاركة فنانين من ليبيا والمغرب والجزائرالى جانب الفنانين التونسيين والباحثين .
الدورة السابعة لمهرجان دوز الوطني للفن الرابع الذي تنظمه جمعية بلدية دوز للتمثيل استطاع في دورته السابعة أن يخطف الأضواء فقد أفتتحه السيد المهدي مبروك وزير الثقافة يوم 6 أفريل وتضمن برنامجه مجموعة من العروض المسرحية للأطفال والكهول توزعت بين دار الثقافة محمد المرزوقي ودار المسرح ومقر إدارة مهرجان الصحراء الذي أحتضن تربص فن العرائس والأقنعة.
الأفتتاح كان بالمسرحية الجديدة لفرقة جمعية دوز للتمثيل «ترياق» التي تابعها جمهور غفير من كل الأجيال وقد أكد حضور الجمهور التقاليد المسرحية التي نجحت الفرقة في ارسائها طيلة سنوات من العمل المتواصل منذ تأسيسها في 1985 وقد حافظت الفرقة على استمراريتها رغم ما واجهته من عراقيل في بداياتها لكن الأصرار والتضامن الذي لقيته من الأسرة المسرحية في تونس منحها قدرة على الاستمرار أصبحت نتائجها واضحة من خلال ما لقيته من دعم من وزارة الثقافة مما مكنها من بعث مسرح جيب مكنته منها بلدية دوز التي تدعم الفرقة منذ تأسيسها سنة 1985 وقد حافظت كل المجالس البلدية المتعاقبة على دعمها للفرقة التي أصبحت قلب المدينة النابض .
والى جانب «ترياق» تضمن البرنامج عرضا لمسرحية «كرسي الاعتراف» للمسرحي المغربي عبد الحق الزروالي ومسرحية من الجزائر «مكتب رقم 13» ومن تونس «انفلات» و«غزيل البنات» و«التقارير» و«عامل يومي»ومسرحيتين للأطفال «غنائية الألوان» و«غابة السلام».
الندوة الفكرية
برنامج الدورة السابعة تضمن ندوة فكرية وهي من تقاليد المهرجان، وقد شارك في هذه الدورة الدكتور أبوبكر خلوج والدكتور محمود الماجري والدكتور وحيد السعفي والشاعر محمد العوني والمسرحي المغربي عبدالحق الزروالي وقد أجمعت المداخلات حول العلاقة الوطيدة بين المسرح والتغير الاجتماعي والسياسي وحاجة الشعوب الى التعبير المسرحي بإعتباره تعبيرا عن الوجدان والمخيال الجماعي.
وقد أكد المتدخلون على قدرة المسرح على فتح الدروب المغلقة ومقاومة الظلام والظلم والتعسف والدفاع عن الحرية منذ الاغريق وولادة التراجيديا الى اليوم. وقد أنتهى المتدخلون الى أن المسرح بطبيعته فعل مقاومة لذلك لا يمكن لمن يهوى الظلام أن يطفئ أنواره.