دبي - الشروق أون لاين- خالد الحداد: نظّمت القمة العالمية للحكومات المنعقدة بدبي عدداً من الجلسات الحوارية التفاعلية استضافت خلالها خبراء ومؤثرين في مختلف المجالات، وتضمنت جلسة بعنوان "الجيل القادم من المدارس: المدارس السحابية"، أكد خلالها سوغاترا ميترا أستاذ تكنولوجيا التعليم في جامعة نيوكاسل على أن قطاع التعليم يتجه تدريجياً نحو تبني آليات التعليم الذاتي لتبرز مجموعة من التحديات أمام نظام التعليم الحالي ومصيره في السنوات العشر المقبلة. واستعرض ميترا عدداً من الجوانب المتعلقة بمفهوم المدارس السحابية التي سترسم مستقبلاً جديداً للتعليم، وكيف يمكن للمدارس تبني التقنيات التي تتماشى مع تطورات القرن الواحد والعشرين. وتحدث عن المدراس السحابية والعصر الجديد من التعليم، مشيرا إلى أنه مع انتشار مفهوم التعليم الذاتي مع نماذج ناجحة مثل Khan Academy و TedX، وتساءل عن إمكانية تبني المدارس الحالية لهذا المفهوم وأثر ذلك على وظائف المدرسين ومصير وزارات التعليم. وتطرق إلى مميزات المدارس السحابية، وتسهيلها للتعاون والعمل المشترك في وضع المناهج والمواد التعليمية والآثار المترتبة على السياسات التعليمية، وكيف يمكن أن توفر هذه المدارس فرصاً متساوية للجميع في التعلم واكتساب المعارف. وأشار إلى أن لا أحد يعلم المستقبل ولكن يمكن رسم ملامحه عبر التعريف بالتحديات في زمننا الحاضر، مشيراً إلى أن المدارس في الماضي كانت بمثابة مصانع، ومشبهاً المدرسين بالآلات والطلبة بالسلع المنتجة. وقال ميترا إن دول العالم تنفق مليارات الدولارات لتطوير المنظومة التعليمية فلا أحد يود اليوم أن ننتج أشخاصاً يشبهون بعضهم البعض على مستويات المعرفة والأداء، لكننا نريد أن ننتج جيلاً مبتكراً، متطرقاً إلى تجربته في كل من الهند والمملكة المتحدة، حيث كان يود معرفة نتيجة دخول الأطفال إلى شبكة الإنترنت في المرات الأولى، مشيراً إلى حقيقة أن الأطفال ومع عدم علمهم باللغة الإنجليزية إستطاعوا تعلم كيفية استخدام "غوغل" وتحميل ولعب الألعاب دون تدخل من أحد. وأوضح أنه أجرى عام 2002 تجربة على عدد من الأطفال في غرب الهند تبين من خلالها أن الأطفال يعلمون أنفسهم بأنفسهم، مشيرا إلى أنه نفذ التجربة ذاتها في إنجلترا على 25 طفلاً وجاءت بنتائج مقاربة. ودعا ميترا خبراء التعليم على مستوى العالم إلى إعادة النظر في نظام الإمتحانات وتقييم الطلبة الراهن، معتبراً أنه نظام قديم تجاوز عمره 100 عام ولم يعد يصلح لزمن الإنترنت والأجهزة الذكية، مؤكداً بأن العالم الرقمي بات ضرورة للأجيال القادمة وأن الإنترنت أصبحت ضرورة لتدريسها في المدارس. كما بحثت جلسات أخرى حول سؤال مهم وهو "كيف سيكون شكل الجامعات في ظل مستقبل متسارع؟" وتمّ التأكيد على أنّ مستقبل الجامعات في ظل التطور المتسارع للتقنيات الحديثة والابتكارات المتواصلة مفتوح على آفاق جديدة، ويواجه تحديات متسارعة. هذا ما أوضحه الدكتور بيتر ديامانديس المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة "إكس برايز" في جلسة استعرض خلالها تاريخ الجامعات والتعليم وكيف بدأ نظام الجامعات التقليدية قبل 200 عام، مشيراً إلى أن هذا النظام كان يؤدي المهام المطلوبة منه بشكل جيد آنذاك، لكن التطورات المتلاحقة أفرزت حاجة ملحة للتعامل بشكل جديد ومغاير تماماً مع قطاع التعليم. وقال "لا بدّ للتعليم أن يستمر طوال حياة الإنسان عوضاً عن أن ينتهي بمجرد التخرج من الجامعة، لقد أصبح التطور التكنولوجي سريعاً جداً لدرجة أن وتيرة الإنتاج تتضاعف الآن، وأضاف أن الروبوتات دخلت كافة مجالات حياتنا اليومية، حتى في الاختصاصات المعقدة جداً، مثل صناعة السيارات، والعمليات الجراحية، والسيارات ذاتية القيادة، وحتى في مجال التعليم هناك توقعات بأن تأخذ الروبوتات أدوار المعلمين في المستقبل. وأشار ديامانديس إلى أن حوالى 40% إلى 50% من فرص العمل المتوفرة التي يعمل بها البشر اليوم سوف تُستبدل بالروبوتات قريباً. وقال ديامانديس: "إن المسار المتوقع لجامعات المستقبل سيكون مرتكزاً على خمسة محاور هي توفير تعليم مخصص يناسب احتياجات وقدرات كل طالب، والتحول نحو التعليم المجاني الذي توفره العديد من الجهات حالياً، وتوفير التعليم طوال حياة الإنسان حسب الطلب بحيث يتناسب مع ظروف المتعلم، والتوجه بشكل كامل نحو استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وإلهام الأطفال والطلبة لتحقيق أحلامهم مهما بلغت والمساهمة في حل أعقد التحديات المعاصرة". وتطرق ديامانديس إلى تقنيات الواقع الافتراضي، وذكر أنه يتم استثمار أكثر من خمسة مليارات دولار من قبل شركات ضخمة مثل "غوغل" و"فيس بوك" لتطوير هذه التقنيات التي من شأنها أن توفر طرقاً جديدة للعب والتعليم والتفكير واستكشاف أماكن لم نكن لنحلم بها، وأكد أن هذه التقنيات سوف تغير الطريقة التي يرى بها الإنسان العالم وستغير كذلك العالم الذي نراه