اكد رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الذي يشرع اليوم الثلاثاء في زيارة رسمية الى دولة قطر على أهمية وعمق العلاقات التي تربط تونس مع دولة قطر ووصفها بأنها علاقات تاريخية وحميمة ومتجددة. وقال في حوار لوكالة الانباء القطريةقنا أجرته معه في تونس عشية زيارته الرسمية للدوحة إن تونس تولي لتطوير علاقات التعاون مع دولة قطر أهمية قصوى وفي المقابل فإن الدوحة مهتمة بمزيد تطوير التعاون بين البلدين ودفعه الى أفاق أرحب. وأعرب رئيس الجمهورية عن أمله بأن تكون زيارته لدولة قطر انطلاقة جديدة لتوطيد علاقات التعاون بين البلدين وتوسيعها لمجالات أخرى تعود بالفائدة على البلدين الشقيقين. ولدى تطرقه الى برنامج زيارته الى الدوحة بين رئيس الجمهورية إن هذه الزيارة التي تعتبر الاولى له منذ توليه مقاليد الرئاسة سيتم خلالها البحث في العديد من القضايا المشتركة التي تهم البلدين وعلى راسها تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين والتي التأمت في شهر ديسمبر 2015. وأضاف بأنه سيتم التباحث ايضا في عدد من الاتفاقيات الجديدة والتوقيع عليها وستشمل بالخصوص المجالات الاقتصادية والامنية ووصف الدعم القطريلتونس بأنه متميز وفى المقابل فإن تونس تعطى أهمية قصوى للتعاون مع دولة قطر التي كانت في مقدمة الدول المساندة لتونس. وقال إن تونس تتطلع الى ان يقوم امير دولة قطر تميم بن حمد ال ثاني بزيارة لتونس وذلك لتتويج العلاقات المتميزة والمساهمة في النهوض بمجالات التعاون التونسيالقطري الى مستوى اكبر وبخصوص التحديات التي تواجهها تونس اوضح الباجي قايد السبسي أن الارهاب يعتبر من اكبر التحديات حاليا مبينا أن الارهاب اخذ منحى دوليا ولا توجد دولة بمنأى عنه. واكد أن تونس تقدمت كثيرا في مجال محاربة الارهاب ونجحت من خلال عمليات استباقية في منع وقوع عمليات ارهابية والقضاء على عدد من الارهابيين والقاء القبض على عدد اخر وفي ما يتعلق بالمشهد السياسي في تونس اعتبر رئيس الدولة أن تونس حديثة العهد في ممارسة الديمقراطية وأن ما تشهده الساحة السياسية من تجاذبات هو أمر عادي في الممارسة الديمقراطية الحديثة. ولفت في هذا الشأن الى ان تجربة الشراكة بين حركتي نداء تونس والنهضة أملته ضرورة التعايش والتوافق قائلا ذلك لا يعني أننا نتفق في كل شيء ولكن نتعامل على اساس قبول الرأي المخالف وأن تونس هو البلد الوحيد تقريبا الذي نجح في هذا التمشي وعلى صعيد اخر شدد رئيس الجمهورية على وجود تطابق في وجهات النظر والمواقف بين تونسوقطر بشأن العديد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي ما يتعلق بالأزمات التي يعيشها عدد من الدول العربية كليبيا وسوريا واليمن أوضح الباجي قائد السبسي أن الوضع في ليبيا يؤثر بشكل مباشر على تونس نظرا لعلاقات الجوار بين البلدين وطول الحدود المشتركة التي تمتد مئات الكيلومترات. ولاحظ أن الهجوم الارهابي على مدينة بن قردان الحدودية يشكل مؤشرا واضحا لتأثير الاوضاع في ليبيا على تونس نظرا لوجود العديد من الميليشيات المسلحة وتواجد ارهابيين تونسيين ينتمون الى تنظيم داعش هناك. وجدد مساندة تونس لرئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج المدعوم من قبل الاممالمتحدة. وبشأن الازمة السورية وصف الباجي قايد السبسي ما يحدث في هذا البلد بالمأساة الكبرى مشيرا الى أن هذه الازمة أخذت أبعادا أخرى نتيجة دخول روسيا عسكريا في الشأن السوري وما ترتب عن ذلك من تغير في الموازين الدولية خاصة مع تعاون الولاياتالمتحدةالامريكية مع روسيا في هذا الشأن. كما تطرق خلال هذا الحوار الى الازمة في اليمن قائلا أن من حق الدول المجاورة لليمن وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية أن تقوم بعمل استباقي خشية من ان تمتد اثار الازمة الى المملكة.