يتحول الحديث عن امتحان الباكالوريا مع البعض من التلاميذ إلى مزيج من الشعور بالخوف والاحساس بجسامة المسؤولية والتفاؤل أيضا. وان كل أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء ينتظرون نجاحك بشغف أكبر مما تنتظره أنت. أيام قليلة تفصلنا عن موعد اجراء امتحانات الباكالوريا والكل شرع في وضع اللمسات الأخيرة بعد أن اتبع طريقة معينة في «التحضير» يقول علي (باكالوريا آداب): «خيرت منذ بداية السنة اتباع طريقة «التحضير» الفردي أو المذاكرة الفردية لسببين أولها أن مواد اختصاص الآداب كالفلسفة والعربية والفرنسية والانقليزية لا تتطلب «تحضيرا جماعيا» ثانيها ان التحضير مع الأصدقاء فيه مضيعة للوقت». *مع المذاكرة الجماعية على خلاف ذلك يخير البعض الآخر من التلاميذ (اختصاصات علمية خاصة) اتباع «أسلوب» المذاكرة الجماعية الذي يتيح لهم تبادل الآراء والاستفادة من بعضهم البعض يقول أيمن (باكالوريا اختصاص تقنية): «فضلت الاعتماد على المذاكرة الجماعية لأن هذا الشكل من التحضير يمكننا من الاستفادة من بعضنا البعض ومن تجاوز عقبات التمارين العلمية في الرياضيات والتقنية والفيزياء». وبين هذا وذاك يتبع البعض الآخر منهج الأخذ من كل شيء بطرف فتراهم يجمعون بين المذاكرة الجماعية والمذاكرة الفردية تقول فرح (تلميذة تدرس بالسنة سابعة آداب): «أعتقد ان الجمع بين الاثنين هو الحل الأمثل إذ توجد مواد تحبّذ مراجعتها بصفة فردية كالفلسفة والعربية والمواد التي تتطلب الحفظ ومواد أخرى يحبذ مراجعتها مع الأصدقاء كالانقليزية والفرنسية». التلميذ عمر بن ابراهيم يخيّر من جهته التحضير الجماعي في المواد الأساسية مثل الرياضيات والفيزياء وهي الأصعب في نظره ويقع تجاوز الصعوبات بالاستفادة من مهارات مختلف الأصدقاء. *خوف ومسؤولية ولئن كانت طريقة التحضير والمراجعة تعود لاختيار التلميذ وإرادته وحده فإن ما تراوده من أحاسيس الخوف والقلق والرهبة كلها مشاعر لا إرادية لا ناقة له فيها ولا جمل وهي أحاسيس تزداد كلما قرب موعد الامتحان تبرّر التلميذة فرح هذا الخوف لتقول: «نعيش في فترة المراجعة تحت ضغوطات نفسية لا تطاق وكلما قرب الموعد تتحوّل هذه الضغوطات إلى خوف ورهبة وشعور بالمسؤولية خاصة وان كل أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء ينتظرون نجاحك بشغف أكبر مما تنتظره أنت». قيس حميدة (تلميذ بالسنة السابعة) يرى في الخوف والرهبة التي يستشعرها خير ترجمان لقيمة وأهمية شهادة الباكالوريا لأنه في مخيالنا أن نيل هذه الشهادة يعني ضمان لمستقبل بأكلمه. *دعواتك يا سيدي محرز ولعلّ مثل هذا الشعور بالخوف والإحساس بعظمة المسؤولية والخوف من الرسوب هو الذي يدفع البعض إلى زيارة مقامات الأولياء الصالحين والزوايا للتبرك والدعاء. عن هذا السلوك يرى عمر (تلميذ سابعة تقنية) أنها مجرد تعبير عن عدم ثقة البعض من التلاميذ في قدراتهم المعرفية على اجتياز الامتحان. قيس يرى فيها شكل من أشكال الاعتقاد في الغيبيات والماورائيات التي لا علاقة لها بالمعرفة والامتحانات. أيمن ينصح هؤلاء التلاميذ من يزورون الزوايا إلى استغلال وقت المراجعة وإنجاز تمرين في الرياضيات أو في الفيزياء أو حفظ مادة التاريخ عوض اضاعة الوقت في اعتقادات لا تغني ولا تسمن من جوع. جديرا بالتذكير أن عدد التلاميذ الذين سيجتازون امتحان الباكالوريا هذه السنة سيزيد عن 117 ألف تلميذ. * رضا بركة