النجف (وكالات):بدأت الخلافات بين الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وبعض القادة السياسيين والدينيين من الشيعة في العراق تنذر بانفجار صراع بين أقطاب الشيعة قبل شهر من نقل السلطة الى العراقيين وذلك بعد أن أعلن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق أن «جيش المهدي» التابع للصدر تقوده عناصر سابقة موالية للرئيس العراقي صدام حسين وعناصر أخرى وصفت بالارهابية. واتهم متحدث باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يقوده عبد العزيز الحكيم أمس بعثيين سابقين وعناصر وصفهم بالارهابيين بقيادة «جيش المهدي» التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وصرح الشيخ قاسم الهاشمي للصحفيين بأن قيادة جيش المهدي اخترقها بعثيون وارهابيون ولدينا قائمة بأسمائهم. وأضاف الهاشمي ان «جيش المهدي هو الذي خطط لمحاولة اغتيال صدر الدين القبانجي أمس الاول وهو أيضا المسؤول عن مقتل محمد باقر الحكيم وعبد المجيد الخوئي» حسب اعتقاده. وقد نجا ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في النجف صدر الدين القبانجي الذي أمّ صلاة الجمعة في ضريح الامام علي أمس الاول من محاولة اغتيال متهما جيش المهدي بالضلوع في المحاولة. وقتل محمد باقر الحكيم مؤسس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ورئيسه السابق في أوت الماضي في انفجار سيارة في النجف فيما قتل الخوئي في أفريل من العام الماضي. وتتهم سلطات الاحتلال الامريكي من جانبها ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بالضلوع في مقتل الخوئي العام الماضي وأصدرت مذكّرة إيقاف ضد الصدر في مطلع أفريل الماضي على هذه الخلفية. واعتبر المتحدث باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق أن «جيش المهدي وحركة الصدر يتسمان بالفوضى وانعدام القيادة كما أن البعض منهم لا يحترم المرجعية». ودعا الهاشمي جيش المهدي الى «مغادرة النجف في أسرع وقت ممكن» مثلما طالب بذلك قبل أسبوعين المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني. وكان الشيخ القبانجي وهو أحد المقربين من السيستاني قد دعا مرارا جيش المهدي الى الخروج من النجف «لسحب أية ذريعة للقوات الامريكية باجتياح المدينة المقدسة». وحذر الشيخ الهاشمي من «عواقب خطيرة» على عناصر جيش المهدي وعلى مدينة النجف إذا ما لم يتم حل هذه المجموعة المسلحة وإجلاؤها من النجف». وأضاف الهاشمي متوجها بالحديث الى جيش المهدي «لن تلوموا سوى أنفسكم ولن نهب لمساعدتكم اذا ما قتلكم الامريكيون واحدا واحدا». وكام الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ندد أمس الاول بقوة بصمت المرجعيات الشيعية على الاعتداءات الامريكية على المدنيين وعلى المقدسات. وقال الصدر في خطبة الجمعة التي تلاها بدلا عنه الشيخ جابر الخفاجي «العدو يدخل الى النجف ويقصفها وأنتم صامتون وقبة الإمام علي تضرب وأنتم ساكتون وشعبكم تحت حذاء المحتل وأنتم ساكتون» متسائلا: «فهل ان الخطوط الحمراء التي تحدثتم عنها تعني فقط مكاتب المرجعية». وفي أفريل الماضي حذر المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني قوات الاحتلال الامريكي من تجاوز «الخطوط الحمراء» التي تمثلها المراقد المقدسة. وأعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الخميس الماضي الهدنة بعد 7 أسابيع من القتال مع قوات الاحتلال الامريكي. وكان مقر السيستاني وأحد قادة الشيعة الآخرين وهو بشير النجفي هدفا لطلقات نارية خلال الايام الاخيرة كما جرت مواجهات بين عناصر جيش المهدي وفيلق بدر التابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق غير أن هذه الاطراف جميعها سعت حتى الآن الى التقليل من شأن هذه الاحداث متهمة «أولئك الذين يرغبون في بث الفتنة في صفوف الشيعة» بالوقوف وراءها دون تقديم توضيحات عن تلك الجهات.