الكوفة النجف بغداد (وكالات): تجددت أمس المواجهات العنيفة في الكوفة غداة الاعلان عن هدنة بين قوات الاحتلال وانصار مقتدى الصدر الذي صبّ أمس جام غضبه على القيادات الدينية «المعتدلة» واتهمها بالسكوت على انتهاك المقدسات في النجف وكربلاء... وأكدت مصادر طبية في الكوفة والنجف استشهاد 4 مدنيين على الاقل وجرح 13 آخرين في الاشتباكات التي وقعت أمس في المدينة المجاورة للنجف قبل ساعات من صلاة الجمعة. واستؤنفت المعارك بعد توغل امريكي في الكوفة غداة الاعلان عن هدنة بين جيش المهدي والقوات الامريكية في المدن الشيعية الثلاث المقدسة (النجف والكوفة وكربلاء)... معارك وغضب على المراجع وأكد جيش المهدي ان مقاتليه لم يبادروا باطلاق النار وانما ردوا على الاستفزاز الصادر من جانب قوات الاحتلال التي دخلت الى الكوفة قبل صلاة الجمعة. وخلال المواجهات التي تركزت في حي السهلة دمر المقاتلون الموالون للصدر آلية عسكرية امريكية بعد ان تصدوا بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية لثلاث دبابات امريكية كانت تتقدم باتجاه وسط المدينة قبل ان تتوقف على مسافة 500 متر تقريبا من الجامع الكبير في المدينة التي يؤم فيه مقتدى الصدر عادة أهالي الكوفة في أيام الجمعة. وأكد مسؤول في جيش المهدي ان رجاله تصدوا للدبابات الامريكية بعد ان باتت على مسافة 100 متر تقريبا من الجامع الكبير متهما القوات الامريكية بانتهاك اتفاق الهدنة. وأكد المسؤول ذاته في المقابل ان جيش المهدي كان لا يزال ملتزما بالهدنة حين حدثت الاستفزازات الامريكية متهما قوات الغزو بمحاولة قتل مقتدى الصدر او اعتقاله ومنع الناس من ابداء دعمهم له. وفي الواقع لم يحل الانتشار الامريكي الكثيف على الطريق التي تصل النجف بالكوفة دون وصول الآلاف من انصار مقتدى الصدر وبينهم عدد كبير من المسلحين الى الكوفة سيرا على الاقدام عبر المزارع والطرق الفرعية أو على متن الحافلات ووسائل النقل الاخرى. وفي جامع الامام علي الذي اكتظ باعداد هائلة من المصلين، تلا الشيخ جابر الخفاجي خطبة الجمعة التي كان يفترض ان يلقيها الصدر الذي لم يتوجه الى الكوفة لاسباب أمنية على الارجح. وفي هذه الخطبة ندّد الصدر بقوة بصمت المرجعيات الشيعية بالاعتداءات الامريكية على المدنيين وعلى المقدسات. وقال الصدر في الخطبة: العدو يدخل الى المدينة (النجف) ويقصفها... وتبقون صامتين... وقبة امير المؤمنين (الامام علي) تضرب وانتم ساكتون... شعبكم تحت حذاء المحتل وانتم سكتون. وتابع مقتدى الصدر في سياق تنديده بصمت القيادات الدينية امام ما يحدث في المدن الشيعية المقدسة: هل الخطوط الحمراء تعني فقط مكاتب المرجعية؟ ولم يذكر الصدر بالاسم اي مرجع ديني لكن من الواضح ان الخطاب كان موجها بالاساس الى المراجع الكبار وفي مقدمتهم علي السيستاني. وفي الخطبة التي تلاها الشيخ الخفاجي لم يتطرق مقتدى الصدر الى اتفاق الهدنة الذي تم الاعلان عنه في وقت سابق لكنه ذكّر بمصير اليهود الذين نقضوا العهد مع النبي ص في صدر الدولة الاسلامية. وفي النجف المجاورة للكوفة أطلقت أمس النار بعد صلاة الجمعة مباشرة على سيارة صدر الدين القبنجي ممثل رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم. وأكد جيش المهدي انه قبض على رجل من كربلاء وان هذا الأخير تسلم مبلغا من المال من عبد المهدي الكربلائي ممثل علي السيستاني في كربلاء بهدف الوقيعة بين مقتدى الصدر والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية. ونفى الكربلائي ما نسب اليه فيما دعا الصدر من جهته الى الهدوء. والى الجنوب من بغداد تم أمس انتشال جثة نجل عضو مجلس الحكم العراقي سلامة الخفاجي التي تعرض موكبها أول أمس لهجوم جنوبي بغداد بينما كانت عائدة من النجف حيث شاركت في مهمة وساطة بين قوات الاحتلال ومقتدى الصدر. وقتل ابن سلامة الخفاجي غرقا بعدما وقعت السيارة التي كان يستقلها في قناة مائية في حين لقي احد مرافقي عضو مجلس الحكم وثلاثة من حراسها مصرعهم في الهجوم. وعلى مقربة من مدينة بعقوبة شمال شرقي بغداد قتل أمس مدني وجرح 4 آخرون في اشتباك بين دورية أمريكية وعناصر من المقاومة العراقية. وفي الفلوجة غربي بغداد كان 3 عراقيين قد قتلوا أول أمس وجرح آخران في اشتباك بين المقاومين وجنود الاحتلال الامريكي، وكانت القوات الامريكية قد تكبدت قبل هذا الاشتباك 3 قتلى (يوم الخميس) في محافظة الانبار.