تونس – الشروق - متابعة: محمد الطاهر براهمي: نظمت جمعية هوية المقاومة اول امس ندوة فكرية بعنوان «الاستراتيجية السورية في مواجهة الحرب الارهابية الكبرى تداعيات النموذج السيادي على الامن القومي التونسي والمغاربي» وقد اثث هذه الندوة كل من الشيخ فريد الباجي والدكتور رياض الصيداوي والدكتور اصلاح الداودي. افتتح الندوة شمس الدين الرويسي رئيس جمعية هوية المقاومة حيث قدم الضيوف ثم مرر الكلمة الى الشيخ فريد الباجي مدير دار الحديث الزيتونية حيث اكد «انه مع انتشار العولمة انتشرت طائفة تتبنى الفكر التكفيري الوهابي التفجيري استعملت المال واستغلت ضعاف العقول والمرضى النفسانيين في مشروع كبير تديره اياد صهيونية وغربية . داعش مدعومة استخباراتيا متسائلا كيف لدولة ان تؤسس بين عشية وضحاها (دولة العراق والشام ) لو لم تكن هناك اموال طائلة ويد مخابراتية وراءها لضرب العراقوسوريا. واضاف بان الحل في القضاء على جذور الارهاب هو اقامة استراتيجية عربية مدنية لايقاف الزحف الوهابي والتعاون مع الدول التي نجحت في مقاومة هذه الافة مثل سوريا . وانه وجب اعادة العلاقات مع الدولة السورية لمعرفة سر صمودها في مواجهة هذه الحرب الشاملة . فيما اعتبر الدكتور رياض الصيداوي رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجينيف ان هذه الحرب الارهابية الكبرى لها مخططات استراتيجية عميقة مستندا الى تصريح برنار باجولي (رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية) في 27 اكتوبر 2015 في واشنطن حين قال «انسوا خرائط العراقوسوريا التي تعرفونها . معتبرا ان ما يحصل اليوم هو «بزنس ارهاب» معتمدا على تصريح وزير الداخلية التونسي الاسبق لطفي بن جدو للخبر الجزائرية حين اكد ان رجال اعمال خليجيين يمولون الارهابيين في تونس. مخطط له قبل عامين واعتبر الدكتور الصيداوي ان ما يحصل في سورياوالعراق وباقي الدول العربية مخطط له قبل عامين منذ اندلاع الاحداث مستندا لتصريح وزير خارجية فرنسا الاسبق رولان ديبا حيث قال «كنت في لندن واتصل بي الانقليز وقالوا لي نحن نعد لزعزة سوريا (سنة 2009) لابد من التخلص من سوريا الممانعة. مضيفا بان الخلايا الاولى تكونها الاستخبارات لاستغلالها وظيفيا لاهداف استراتيجية معينة ثم تكبر ككرة الثلج وتتحول من ارهاب دولي الى ارهاب محلي. متسائلا كيف لدكتاتوريات ان تقوم بمؤتمر اصدقاء سوريا وتدعي انها تمول ثورة من اجل الحرية. فيما اعتبر الدكتور اصلاح الداودي منسق شبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية في مداخلته ان طبيعة الحرب التي تدار ضد سوريا هو مخطط موجود قبل 2010 وهناك قرابة 350وثيقة استخباراتية منشورة حول المسالة وفيها تفاصيل هذه الحرب الارهابية الكبرى مؤكدا وجهة نظره بوجود مكتب امريكي اسمه «مكتب الربيع العربي. متحدثا عن الفبركة الاعلامية وكيف تدار هذه الحرب على سوريا اعلاميا من داخل استوديويهات تعد فيه الفيديوهات والصور وتطبخ لتشويه النظام السوري مؤكدا ان ما يسمى البراميل المتفجرة هي كذبة اعلامية كبرى لابد ان يعلمها الناس . ومستدلا بتصريح للسفير الارجنتيني في سوريا سنة 2011 الذي هو اليوم سفير في تونس حيث اكد انه بمجرد مشاهدة مظاهرة على شاشة احدى القنوات يذهب الى مكانها فلا يجد شيئا . ونفس الشيء بالنسبة الى ليبيا حيث نفى السفير الفنزويلي في ليبيا ابان حكم القذافي الذي هو في تونس اليوم ما كانت تبثه القنوات التلفزية التي تدار استخباراتيا حسب قول الدكتور الداودي. حرب من الجيل الرابع واكد منسق شبكة باب المغاربة ان الحرب الارهابية الكبرى هي حرب من الجيل الرابع اهدافها تقسيم البلدان العربية والسيطرة على مقدراتها الغازية والنفطية والمائية وانها حرب سيادات شنت على سوريا خاصة لانها رقم اقتصادي صعب حيث حققت اكتفاءها الذاتي على عديد الاصعدة وهي ليست لها الديون . هذا وختم الدكتور الداودي مداخلته بان الحرب جوهرها اقتصادي وظاهرة الارهاب عامل استراتيجي حاسم يتحكم في العلاقات بين الدول وهو تعديل للميزان السياسي يحرك متى استدعى الامر ذلك. قال شمس الدين الرويسي ل"الشروق" على هامش الندوة انه على قدر ايجابيات الانتصار السوري على الارهاب وصد خطره والقضاء عليه في الشرق فانه لا يجب ان ننسى ان احد تداعيات انتصارهم هو عودة الارهابيين التونسيين الى تونس . وهم الان ما يسمون حسب رايه ب"الخلايا المتأهبة " . كما طالب الحكومة التونسية باتخاذ اجراءات سريعة ووقائية ضد هذه الخلايا المتأهبة ووضع مركز دراسات تونسي دولي يتابع هذا العامل الجديد الخطير (الارهاب التكفيري) مع التذكير ان جمعية هوية المقاومة والعديد من الاحزاب والجمعيات سلموا رسائل الى كل من رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان مطالبة باعادة العلاقات مع سوريا.