أكد رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، في حوار مع جريدة "لوموند" الفرنسية، نشرته في عددها الثلاثاء، الحاجة إلى "رؤية وتصور جديدين للعلاقات بين تونسوفرنسا"، مشددا على ضرورة أن يرتقي التزام فرنسا السياسي إزاء تونس نحو "مستويات أرفع". وأضاف الشاهد في هذا الحديث الذي نشر عشية زيارته الرسمية إلى باريس (9 و10 نوفمبر)، أن "الرهان المطروح اليوم في ظل تجربة تونس كديمقراطية ناشئة، يتمثل في تأمين مقومات نجاح عملية الانتقال نحو نموذج جديد"، مبينا أنه "من منطلق كون تونس بلدا يدافع اليوم عن نفس المبادئ الكونية لحقوق الانسان التي بنيت على أساسها أوروبا، فإن الضرورة تقتضي أن تكون تونس شريكا استراتيجيا يحظى بمساندة ودعم قويين من قبل المجتمع الدولي". وبخصوص الاجراءات التي تضمنها مشروع قانون المالية 2017، سيما ما يتعلق بتأجيل الزيادة في الأجور في الوظيفة العمومية، وفرض أداءات جديدة على المهن الحرة، أوضح رئيس الحكومة أن تونس تجابه اليوم "وضعية اقتصادية صعبة، تقتضي انتهاج خيار التقشف"، مؤكدا على ضرورة أن "يساهم الجميع في تقديم التضحيات من أجل إنقاذ المالية العمومية". وبشأن الانتقادات المتعلقة بتأثير صندوق النقد الدولي على سياسة تونس الاقتصادية، بعد أن أسند الصندوق قروضا لتونس بقيمة 2 فاصل 9 مليار دولار، قال الشاهد "عندما تبلغ كتلة الأجور في الوظيفة العمومية مستويات مرتفعة مقارنة بموارد الدولة، فإننا لسنا بحاجة لصندوق النقد الدولي كي يشير علينا بما يتعين عمله"، معتبرا أن "تونس قادرة على تخطي هذه الوضعية الصعبة داخليا". وتابع "لقد تضخم حجم عجز المالية العمومية بشكل كبير منذ الثورة، وتبعا لذلك فإننا ندعو المجموعة الدولية إلى أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار". من جهة أخرى، أكد رئيس الحكومة أن محاربة الفساد تعتبر من أولويات حكومته، لافتا إلى أن الملف ليس بالهين باعتبار أن "تونس تعاني من تضخم حجم الاقتصاد غير المنظم، لا سيما في مناطق جنوب البلاد، حيث تمثل التجارة على الحدود مع ليبيا مصدر عيش الكثير من السكان". وشدد في هذا الصدد، على أن "الحكومة تبذل كل الجهد من أجل ضبط الشبكات المافيوزية وتفكيكها". وفي ما يتعلق بالخبر الذي أوردته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، والذي تحدثت فيه عن استخدام طائرات أمريكية دون طيار تقلع من التراب التونسي باتجاه التراب الليبي لتنفيذ مهمات استخباراتية، أكد يوسف الشاهد أن "التعاون الأمني بين تونسوالولاياتالمتحدة عال جدا"، موضحا أن الولاياتالمتحدة، كانت خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب الدول الأوروبية، البلد الذي قدم القدر الأكبر من المساعدة لتونس في المجال الأمني. وأضاف في الصدد، قوله "ليس هناك طائرات دون طيار تقلع من تونس باتجاه ليبيا". وتابع رئيس الحكومة "نحن راضون عن مستوى التعاون العسكري مع الأمريكيين، على الرغم من أن هذا الموضوع يمكن أن يثير جدلا في تونس"، مشيرا الى أن الحكومة تتطلع إلى دعم هذا التعاون من أجل حماية التراب الوطني. وأفاد بأنه يجري حاليا إرساء منظومة تأمين للحدود، مؤكدا أن تونس تظل بحاجة لدعم أصدقائها الأوروبيين والأمريكيين من أجل الحصول على تجهيزات وتكنولوجيات متطورة".