تفادى مدرب المنتخب الجزائري البلجيكي جورج ليكنس تحديد هدف مشاركة "الخضر" في نهائيات كأس أمم إفريقيا، المُبرمجة بالغابون ما بين ال 14 من جانفي وال 5 من فيفري المقبلين. وقال ليكنس إنه أبرم مع الاتحاد الجزائري في أكتوبر الماضي عقدا لا يتضمّن بنودا تنصّ على وجوب التتويج بِكأس أمم إفريقيا، وأضاف بأنه اتفّق مع محمد روراوة رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم على أن تنتهي مهمّته مع "محاربي الصحراء" بعد إسدال ستار كأس أمم إفريقيا بالكاميرون مطلع 2019. جاء ذلك في أحدث مقابلة إعلامية أدلى بها التقني البلجيكي للمجلة الفرنسية "جان أفريك". وأضاف ليكنس "تُعدّ السنيغال إحدى أقوى منتخبات إفريقيا في الوقت الراهن، وتونس منتخب جيّد، أمّا زيمبابوي فهي فرقة صعبٌ التفاوض معها وينبغي عدم الإستخفاف بها. أُريد الفوز بكل مباراة في كأس أمم إفريقيا 2017 أو مسابقة أخرى، وتحقيق مشوار إيجابي في محفل الغابون يتطلّب تحضير جيّد وتظافر جهود الجميع". وتابع ليكنس يقول إن المنتخب الوطني الحالي أفضل بِكثير من نسخة 2003، حينما درّب "الخضر" لأوّل مرّة. وأن "محاربي الصحراء" لهم من الإمكانيات ما يجعلهم في طليعة منتخبات القارة السمراء. لكن الإطار الفني البلجيكي استطرد لِيُبيّن بِأن المواهب لا تكفي لحصد النتائج الكبيرة، ما لم تقترن بِالعمل والإنضباط. وأن كرة القدم في إفريقيا صعبة، مُستدلّا بِخروج أشباله التونسيين من ربع نهائي "كان" 2015 بِسبب تحيّز حكم الساحة من جزر موريس للبلد المُنظّم غينيا الإستوائية، وتحدّث بهذا الصدد عن ضربة جزاء خيالية استفاد منها المحليون في الوقت بدل الضائع. الجمهور الجزائري يضغط بِسلبية واعترف ليكنس بأن الجمهور الجزائري يضغط كثيرا على المدربين، ويُطالبهم بِتحقيق النتائج الإيجابية فور استلامهم المهام، لكنه أكد أنه اعتاد على هذا العامل السلبي لمّا درّب منتخب بلاده بلجيكاوتونس وأفضل النوادي المحلية مثل أندرلخت وبروج وأيضا طرابزن سبور التركي، وغيرهم. وعن سبب استقالته من تدريب منتخب تونس في جوان 2015 بعد سنة من العمل، أوضح ليكنس أنه لم يتوصّل إلى اتفاق مع مسؤولي اتحاد الكرة بهذا البلد لتجديد العقد (ألمح إلى الأسباب المالية)، وأدرج الحادثة الإرهابية التي ضربت تونس في تلك الفترة في المقام الثاني، لكنه شدّد بشأن هذه النقطة الأخيرة، وقال: "وهل بروكسل وباريس مدينتان آمنتان؟!"، في إشارة إلى انتشار الرعب في معظم أرجاء المعمورة وما عاد مقتصرا على بقعة معيّنة. وعمّا إذا كان سيعتزل وظيفة التدريب بعد نهاية مهمّته مع "الخضر" مطلع 2019، قال المدرب البالغ من العمر 67 سنة: "كلّما يتقدّم بي العمر يرتفع منسوب طموحي، ويشتعل حبّي لكرة القدم"! واختتم جورج ليكنس تصريحاته بِنبرة تفاؤل، حينما قال إنه يشعر بأنه مدين للمنتخب الوطني الجزائري، بعد أن غادره ل "أسباب شخصية" عام 2003، وأنه سطّر برنامج عمل يمتدّ إلى غاية 2019. وأبدى تحمّسه لتحقيق نتائج طيّبة في "كان" الغابون 2017 والكاميرون 2019، وأيضا تأهيل "الخضر" إلى مونديال روسيا 2018، المسابقة العالمية التي ماتزال فيها الحظوظ قائمة للمنتخبات الأربعة (الجزائر ونيجيريا والكاميرون وزامبيا)، على حد قول التقني البلجيكي.